انفوبلس تتقصى رأي الخبراء والساسة .. العنزي يعترض والهلالي يشكك وأبو رغيف يؤيد .. هل نتائج التقرير بشأن انفجار معسكر "كالسو" مقنعة من الناحية الفنية؟
انفوبلس/ تقارير
تأرجحت الآراء، وانقسمت، بين من يشكك في تقرير اللجنة الفنية العليا للتحقيق بانفجار قاعدة "كالسو" بمحافظة بابل، وبين من يرى أنه صحيح ومنطقي، فالتقرير الذي لم يُنفِ القصف ولم يثبته وخلص إلى عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مسيرة في عموم أجواء محافظة بابل قبل وقت الانفجار وأثنائه وبعده وأن مكان الحادث كان يُستخدم لتخزين الأعتدة والصواريخ، لم يقنع الكثير وفي مقدمتهم رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل مهند العنزي الذي أكد وجود شواهد على وجود طائرات تحلّق فوق قاعدة "كالسو" قبل حدوث الانفجار وأن انفجار كُدس العتاد لا يمكنه إحداث حفرة بعمق 6 أمتار. في حين يذهب الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إلى عكس ذلك ويعتقد بأن الحادث كان عرضياً، ولو كانت أميركا وإسرائيل مَن ارتكبته لتباهَوا بذلك، وفق ما قاله لشبكة انفوبلس.
*قصف "كالسو"
فجر السبت الماضي، دوّى انفجار عنيف في قاعدة "كالسو" العسكرية بمحافظة بابل والتي تضم مقراً للحشد الشعبي وسط تضارب الأنباء حينها بين من يقول إنه قصف إسرائيلي استهدف القاعدة، وبين من يذهب إلى أن الانفجار كان ناجماً عن سوء تخزين للأعتدة.
وذكر الحشد الشعبي في بيان وقتها، أنه "وقع انفجار في مقر للحشد الشعبي بقاعدة كالسو العسكرية في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل".
وأضاف بيان الهيئة، أنه "وصل فريق تحقيقي على الفور الى المكان، وتسبب الانفجار بوقوع خسائر مادية وإصابات وسنوافيكم بالتفاصيل في حال انتهاء التحقيق الاولي".
*نتائج لجنة التحقيق
بعد أكثر من ثلاثة أيام على الحادث، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الثلاثاء، تقرير النتائج النهائية لتحقيقات انفجار معسكر كالسو في محافظة بابل، والذي راح ضحيته شهيد وقرابة 10 جرحى من الحشد الشعبي ومدنيين، وبينما لم يكشف التقرير عن "النتيجة النهائية لسبب الانفجار"، أكد أنه لا يمكن أن يكون قد حصل من صواريخ محمولة جوًا.
لكن تقرير اللجنة الفنية أورد خطأً في تاريخ الحادث، حيث جاء فيه، أنه "بناءً على أمر القائد العام للقوات المسلحة تم تشكيل لجنة فنية عليا للتحقيق في حادث الانفجار والحريق الذي تعرض له معسكر كالسو شمال محافظة بابل بالساعة (٠٠٤٠) من فجر يوم الأحد الموافق ٢١ / ٤/ ٢٠٢٤ والذي يضم مقرات وثكنات وبعض المستودعات ومشاجب الاسلحة، للدفاع والداخلية والحشد الشعبي"، واللافت أن الحادث وقع في فجر يوم السبت المصادف 20/4/2024 وليس 21/4/2024.
وأكمل بيان اللجنة، أن "اللجنة تألفت من ضباط ومديرين باختصاصات مختلفة لصنوف (الصواريخ، المدفعية، الهندسة العسكرية، الأدلة الجنائية، الدفاع المدني بالإضافة الى ممثلين ومهندسين من قيادة الدفاع الجوي والقوة الجوية والمتفجرات والتصنيع الحربي)، وباشرت اللجنة مهامها فور تشكيلها وتواجدت ميدانياً في مكان الحادث والمناطق المحيطة به وأخذت عينات من التربة وبقايا المواد المتناثرة جراء الانفجار ونقلت بعضها الى مختبرات الأدلة الجنائية لغرض التحليل".
وأضافت، إنه "بعد دراسة مستفيضة ومعمقة لكافة المعطيات أصدرت اللجنة تقريرها النهائي، الذي تم عرضه وبشكل تفصيلي على أنظار القائد العام للقوات المسلحة وتمت المصادقة عليه بتاريخ ٢٣ / ٤/ ٢٠٢٤، وأدناه أهم ما ورد فيه من نتائج:
١. الانفجار أحدث حفرة كبيرة جداً وغير منتظمة الشكل في مكان الحادث الذي كان يستخدم لتخزين الاعتدة والصواريخ ومختلف المواد المتفجرة.
٢. العثور على بقايا صواريخ متناثرة عدد (٥) تبعد (١٥٠) متراً عن مكان الحادث، وزعانف صواريخ أخرى عدد (٢٢) تبعد (١٠٠) متراً عن موقع الانفجار .
٤. حجم الحفرة يؤكد حدوث انفجار ضخم جداً لأسلحة ومواد شديدة الانفجار كانت موجودة في المكان.
٥. كافة التقارير الصادرة عن قيادة الدفاع الجوي تؤكد عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مسيرة في عموم أجواء محافظة بابل قبل وقت الانفجار وأثنائه وبعده.
٦. شدة الانفجار وحجم المواد المتناثرة من المقذوفات والصواريخ والمواد المتفجرة لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون بتأثير صاروخ او عدة صواريخ محمولة جواً (ثقل وزنها).
٧. من خلال فحص (العينات الترابية من الحفرة وبعض القطع المعدنية لبقايا الصواريخ) داخل المختبرات ثبت وجود ثلاث مواد وليس مادة واحدة تستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ وهي TNT-نترات الامونيا و DIBUTYLPHTHALATE وجميعها مواد شديدة الانفجار وتستخدم في صناعة الذخائر الحربية.
*رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل يعترض على التقرير
وفي أول رد فعل على تقرير اللجنة الفنية، اعترض رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل مهند العنزي بشدة عليه، وقال إنه لم يكن هناك أي ممثل لهيئة الحشد الشعبي ضمن اللجنة الامنية التي تحقق بانفجار قاعدة "كالسو".
وذكر العنزي في تصريح متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك شواهد عينية وعقلية بشأن الانفجار الذي حدث في قاعدة "كالسو" بالمحافظة، وأيضا هناك شواهد على وجود طائرات تحلق فوق قاعدة "كالسو" قبل حدوث الانفجار".
وأضاف، أن "موقع الانفجار والحفرة التي أحدثها يدل على عدم وجود كدس عتاد، حيث إن التفجير لكدس العتاد لم يحدث انفلاقا في الجو والانفجار بقاعدة كالسو تزامن بوقت واحد".
وبيّن، أن "الحشد الشعبي لا يقوم بتكديس العتاد في العراء بالمعسكرات وأعتدته تكون في المعسكرات المتقدمة وليس بمعسكرات الترك".
*العنزي: انفجار كدس العتاد لا يمكنه إحداث حفرة بعمق 6 أمتار
ويكمل العنزي اعتراضه على التقرير الفني بالقول، إن "الحشد الشعبي يقوم بخزن الأعتدة بأماكن خاصة وليس بأماكن مكشوفة"، مشددا على أن "انفجار كدس العتاد لا يمكنه إحداث حفرة بعمق 6 أمتار وبمساحة عرض 20 مترا".
وتابع، أن "انفجار المقذوف يكون باتجاه الجهة المتوجه إليها ولا يحدث حفرة بهذا العمق في الأرض".
*الهلالي: نتائج تحقيق اللجنة الفنية "منقوصة"
من جانبه، قال القيادي في الإطار التنسيقي عائد الهلالي، إن "نتائج التحقيق بشأن الانفجار في معسكر "كالسو" بمحافظة بابل كانت منقوصة، كونها لم تكشف ما أسباب الانفجار هل هو حادث عرضي بسبب سوء التخزين للأسلحة او هناك عمل متعمد لهذا الانفجار من داخل المعسكر"، معتبرا أن "التقرير لم يُجِب عن كل هذه التساؤلات".
وذكر الهلالي في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، أن "التقرير لم يُشِر الى محاسبة أي جهة مقصّرة أو من هي الجهة المسؤولة عن الانفجار"، موضحا أن "هناك غموضا في التقرير المعلن".
وأضاف، أن "الشكوك مازالت قائمة بأن الانفجار تم عبر استهداف متعمد بأي شكل من الأشكال، إلا أن الجميع ذاهب الآن نحو التهدئة، ولهذا جاء التقرير بهذه الصيغة للحفاظ على الهدوء ومنع أي تصعيد قد يكون من قبل الفصائل أو غيرها".
*أبو رغيف: التقرير واقعي وصدر من جهات فنية متخصصة
إلى ذلك، يذهب الخبير الأمني فاضل أبو رغيف برأي مغاير لرأي العنزي والهلالي، ويرى أن تقرير اللجنة واقعي وصدر من جهات فنية متخصصة ولا يستطيع أحد أن يضيف عليه شيئا.
وقال أبو رغيف في حديث لشبكة انفوبلس، إن "التقرير صدر من جهات فنية متخصصة، وجاء تتمّة لعناصر النفي التي بدأتها الدفاع الجوي والبيان السابق لخلية الإعلام الأمني".
وأضاف، أن "المعطيات لم تُشِر بوجود قصف صاروخي وهناك عوامل عديدة تحدث مثل هذه الحفرة من بينها مادة حامض النتريك ونترات الأمونيا والتي أن تي"، مذكّرا بانفجار مدينة الصدر بالقول، "كلنا يتذكر حادثة تفجير مدينة الصدر عندما أحدث حفرة كبيرة وكان عبارة عن كدس للعتاد مخبأة بالقرب من أحد الجوامع".
ويكمل أبو رغيف رأيه بتقرير اللجنة بالقول، "أعتقد أن ما جرى كان حادثا عرضيا ولو كانت إسرائيل من فعلته لتبنّت كونها تتباهى وتتبجح من أن تُصيب أهدافا دقيقة ولو كانت أمريكا لتبنّت أيضا كونها لا تخشى أحدا، أضف إلى ذلك وجود هدنة بين الفصائل والولايات المتحدة".
وختم، "التفجير جاء نتيجة أخطاء تخزين حسب التقرير المفصل لقيادة العلميات المشتركة، ولا نستطيع أن نضيف عليه شيئا كوننا لا نملك الأدوات التخصصية للبت بأن ما حدث قصف أو غير ذلك ولكنه واقعي وجاء مطابقا للتكهنات".