بايدن حزين ويتوعد.. ضربة مؤلمة لقوات الاحتلال الأمريكي في مفترق حدودي تقتل وتصيب 37 جندياً.. البنتاغون يتهم المقاومة العراقية ويخطط للرد
انفوبلس..
في عملية خلطت جميع أوراق الاحتلال الأمريكي وصعّدت من مستوى محاربته إلى أعلى المستويات وأوجدت سياقا جديدا لقواعد الاشتباك، قُتل وجُرح العشرات من جنود القوات الأمريكية بضربة مؤلمة استهدفتهم على الحدود السورية الأردنية، أدخلت الحكومة الأمريكية و"بنتاغونها" في أزمة جدّية وإرباك حقيقي.
حصيلة أولية
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت في بيان عاجل، مساء أمس الاحد، وقوع هجوم مميت على قاعدة عسكرية أميركية في منطقة شمال شرق الأردن.
وأكد البيان وقوع 3 قتلى من جنود الولايات المتحدة، و 24 جريحاً على الأقل، جراء استهداف القاعدة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة.
وكشفت البنتاغون أن الهجوم تسبب في إصابة 24 جنديًا أميركيًا على الأقل، حيث وقعت الحادثة على حدود سوريا.
واعتبرت أن الواقعة تصعيد خطير، مشددة على أهمية تحمل المسؤولية واتخاذ التدابير اللازمة للرد على هذا العمل العدائي.
وأشارت البنتاغون إلى أن الرئيس جو بايدن تم اطلاعه على الهجوم، وأنه جاري التنسيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الوضع المتطور في المنطقة.
بايدن حزين
الرئيس الأمريكي جو بايدن، أقرَّ بمقتل جنود أمريكيين في هجوم شمال شرقي الأردن.
وقال بايدن في بيان، إن "الهجوم على قواتنا قد أسفر عن مقتل 3 عسكريين".
وأضاف، "سنحاسب كل المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف قواتنا في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها"، متابعا أن "قلب أمريكا مثقل بمقتل 3 جنود في الهجوم على قواتنا شمال شرقي الأردن".
وأوضح:"نجمع المعلومات عن هذا الهجوم".
ردود أفعال
وتوالت التعليقات من مسؤولين أمريكيين، حيث ألقى الرئيس السابق دونالد ترامب باللوم على إدارة جو بايدن، وشنت المرشحة الجمهورية المحتملة للرئاسة الأمريكية نيكي هايلي، هجوما على بايدن أيضا. كما دعا السيناتور الجمهوري الأمريكي توم كوتون "إلى الانتقام العسكري". فيما اعتبر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أن إدارة بايدن تسمح للأعداء بمهاجمة القوات الأمريكية دون عقاب.
في الجهة المقابلة قال القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري إنّ مقتل الجنود الأمريكيين رسالة للإدارة الأمريكية مفادها أنه سيتوجب عليها مواجهة الأمة الإسلامية جمعاء مالم يتوقف قتل الأبرياء في غزة. فيما قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، إن الهجوم رسالة واضحة بشأن السخط العربي على سياسة واشنطن.
وأكدت الحكومة الأردنية وقوع الهجوم بطائرة مسيرة، على موقع متقدم داخل أراضي المملكة، معربة عن تعازيها للولايات المتحدة، كما أدانته مملكة البحرين، في حين أكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية "إدانتها الشديدة لأية أعمال تهدد أمن واستقرار المملكة الأردنية"، معربة عن تضامنها الكامل مع الأردن في هذا الظرف الدقيق، معبرة في الوقت ذاته عن صادق تعازيها للولايات المتحدة الأمريكية وأسر الضحايا.
ارتفاع حصيلة الهجوم
قال مسؤول أمريكي إن عدد أفراد الجيش الأمريكي الذين أصيبوا في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة شمال شرقي الأردن "ارتفع".
وأضاف المسؤول بحسب "رويترز"، أنه "يجري مراقبة نحو 34 من القوات للاشتباه في إصابات محتملة بالدماغ".
ولم تنشر وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل بشأن طبيعة الإصابات، لكن إصابات الدماغ أمر شائع بعد أي انفجار كبير.
وأكد مسؤولان أمريكيان أنه يجري نقل بعض العسكريين الجرحى من القاعدة في الأردن، بعد الهجوم الذي وقع ليل السبت وأعلن عنه الأحد.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، أكدت القيادة الوسطى ارتفاع أنه تم إجلاء 8 جنود من الجرحى من الأردن بغية تقديم رعاية صحية متقدمة لهم مشيرة إلى أنه حالتهم الصحية مستقرة.
وأشارت إلى أن حوالي 350 جنديا من القوات الأميركية ينتشرون في القاعدة التي تسمى البرج 22، Tower 22 ,وهم من مرتبات سلاح الهندسة وسلاح الجو الأميركي والخدمات اللوجستية والأمنية الأميركية والذين يقومون بمهام دعم وإسناد للقوات الأردنية.
وتعتبر القاعدة العسكرية مركزًا لوجستيًا مهمًا للقوات الأميركية في سوريا، بما في ذلك تلك القوات الموجودة في قاعدة التنف، القريبة من نقطة تقاطع الحدود العراقية الأردنية السورية.
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين لوكالة أسوسيتد برس إن الطائرة بدون طيار ضربت منطقة قريبة من أماكن نوم القوات الأميركية وهو ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا.
دعوات لضرب طهران
إلى ذلك دعا 3 جمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى "ضرب إيران"، عقب الهجوم الذي استهدف قوات أميركية شمال شرقي الأردن، وفق واشنطن، وأدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة 25 آخرين.
واتهمت واشنطن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم، متوعدة بالرد "في الوقت وبالطريقة التي نختارها"، حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض.
وقال السيناتور الجمهوري ليندساي غراهام: "يمكن لإدارة بايدن القضاء على جميع الوكلاء الإيرانيين الذين تفضلهم، لكن ذلك لن يردع العدوان الإيراني".
وأضاف: "إنني أدعو إدارة بايدن إلى ضرب أهداف ذات أهمية داخل إيران، ليس فقط انتقاما لمقتل قواتنا، لكن كرادع ضد أي عدوان في المستقبل".
وطالب السيناتور الجمهوري توم كوتون بـ"رد عسكري مدمر"، على ما وصفه بـ"القوات الإرهابية الإيرانية"، واصفا بايدن بـ"الجبان ما لم يفعل ذلك".
وذكر كوتون: "شجع جو بايدن إيران لسنوات من خلال التسامح مع الهجمات على قواتنا. ترك قواتنا تتعرض للخطر، والآن قتل 3 وأصيب العشرات، للأسف كما توقعت أن يحدث منذ أشهر".
وتابع: "يجب أن يكون الرد الوحيد على هذه الهجمات هو الانتقام العسكري المدمر ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف كوتون: "أي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن جو بايدن جبان لا يستحق أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة".
كما دعا السيناتور الجمهوري جون كورنين، في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، إلى "استهداف طهران".
وفي السياق ذاته، طالب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بـ"رسالة واضحة إلى العالم"، بعد الهجوم على القوات الأميركية.
وقال جونسون: "نشعر بالحزن لفقد 3 أبطال أميركيين في الأردن الليلة الماضية، ونحن نصلي من أجل عائلاتهم ومن أجل أفراد الخدمة الـ25 الآخرين الذين أصيبوا".
وتابع: "على أميركا أن ترسل رسالة واضحة وضوح الشمس إلى جميع أنحاء العالم، مفادها أنه لن يتم التسامح مع الهجمات على قواتنا".
وعقب الهجوم بساعات، نقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي، قوله "يجري الآن وضع خيارات الرد على الهجوم الذي ادى الى مقتل ثلاثة جنود امريكيين في الاردن".
البرج 22
ذكرت وسائل اعلام أمريكية أن الهجوم على الموقع العسكري الامريكي في الاردن الذي يحمل اسم "البرج 22" والذي قتل فيه 3 جنود وأصيب أكثر من 30 بأنه "الأكثر دموية"، ضد القوات الامريكية.
و"البرج 22"، الواقع الى الشمال الشرقي من الأردن عند الحدود مع سوريا والعراق هو موقع عسكري أمريكي قد يكون سرياً ولا توجد معلومات عنه، ما أثار التساؤلات عن كيفية وصول طائرات المقاومة الإسلامية إليه.
ويقع البرج في مكان استراتيجي مهم بالأردن في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء حدود الأردن مع سوريا والعراق.
الغرض لا يعرف عن الموقع سوى القليل، لكنه يقع قرب قاعدة التنف الواقعة في الجهة المقابلة داخل الحدود السورية وتضم عددا صغيرا من الجنود الأمريكيين.
ويقع البرج 22 على مسافة قريبة بدرجة كافية من القوات الأميركية في قاعدة التنف بحيث يمكن أن يساعد في دعم تلك القوات فضلا عن استخدامه لتنفيذ أو المساعدة بتنفيذ عمليات داخل الأراضي العراقية والسورية.