بقايا داعش تسعى لـ"الثأر".. تزايد النشاط الإرهابي بعد الحكم بإعدام زوجة البغدادي.. برقيات مسرّبة تكشف التفاصيل
انفوبلس..
ثلاث برقيات سرية تسربت خلال اليومين الأخيرين تفيد بتزايد نشاط خلايا عصابات داعش الإرهابية، وتشير آخرها لوجود نشاط يحمل اسم (الثأر الدامي) لمهاجمة القوات الأمنية، وذلك بعد أيام من الحكم على أسماء الكبيسي زوجة المجرم إبراهيم عواد البدري (أبو بكر البغدادي) بالإعدام ما اعتبره مراقبون عمليات إرهابية لفلول تنظيم ميت تحاول خلاياه إثبات أنه لا يزال موجودا.
يوم أمس، أفادت معلومات أمنية عن إصدار توجيهات لمجاميع عصابات داعش الإرهابية بإعلان حالة النفير العام وتنفيذ هجمات انتقامية في بغداد والمناطق الوسطى باسم الثأر الدامي، والقوات الأمنية توجه باتخاذ كافة تدابير الحيطة والحذر والانتباه الشديد وتسيير الدوريات.
وفي صباح اليوم الثلاثاء، انتشرت برقية مسربة عن مديرية الاستخبارات العسكرية تتحدث عن تحرك مفرزة لعصابات داعش الارهابي بين الحدود الفاصلة مع ل مش 38 فق 10 نيتهم التعرض على قطعات القوات الأمنية وتحديدا النقاط القريبة من ناحية كبيسة والقطعات المتواجدة على الخط الاستراتيجي بعد التوجيهات التي صدرت إليهم سابقا والتي أطلقوا عليها (الثأر الدامي)، كما وجهت باتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وإعطاء المعلومات أهمية قصوى وضمان وصول المعلومة لكل ربية وجندي وتهيئة كافة الأسلحة الساندة وتفعيل الكاميرات الحرارية والنواظير.
ويوم أمس الاثنين، تحدثت وسائل إعلام محلية عن برقية سرية تتحدث عن وجود تحرك لمجاميع تابعة لعصابات داعش الإرهابية نيتهم استهداف النقاط ضمن قاطع المحمدي إلى كيلو 35 وتوجيه فوري باتخاذ كافة الاجراءات الامنية ونصب الكمائن وتفعيل دور الكاميرات الحرارية لمتابعة ورصد التحركات.
أحداث خان بني سعد
وفي يوم الأحد الماضي، وبحسب برقية (لم يتسنَ لـ"انفوبلس" التأكد من صحتها)، ولكن جرى تداولها بشكل واسع في وسائل إعلام محلية تتحدث عن تفاصيل حادثة استشهاد ضابط وإصابة منتسبين بالجيش في محافظة ديالى، فأنه "بتاريخ 12 تموز 2024 المصادف يوم الجمعة، وفي الساعة السادسة مساءً، واثناء تجول شخص يدعى (احمد قيس عيفان العزاوي)، شاهد شخصين يقومان بأسر اخية قرب نهر ديالى وقتله، وقام بالتعرف على أحدهم والإرهابي المطلوب (صدام حسون هاشم الشمري) من سكنة منطقة البردية في ناحية بني سعد.
وبينت البرقية، أنه "بعد إبلاغ قطعات الجيش الماسكة، من قيل المدعو احمد قيس، تم ابلاغه بتعذر حضورهم الى القاطع لأنه ساخن وفيه إرهابيين، وسوف يأتون صباحا ولم يخبروا أحدا بقتل الارهابين".
وأوضحت البرقية، أنه "في اليوم التالي جاءت قوة من الجيش العراقي على مكان جثث الإرهابيين في قرية العيط، لنقلها الى مقر الفوج، وقام أحد الجنود بالذهاب الى جرف نهر ديالى للاطلاع على المكان، وقام الارهابيون برمية بإطلاقات نارية وقتله، وعند سماع صوت الاطلاقات النارية من قبل الجنود الآخرين، ذهبوا الى مصدر الاطلاقات، حيث قام الارهابيين برميهم برمانة يدوية وقتل جنود عدد 2".
وأردف المصدر الذي أكد اطلاعه على البرقية، أنه "حصلت بعدها مواجهات بين الجيش والإرهابيين، ثم ذهب قائد الشرطة اللواء علاء غريب الى مكان الحادث، وقام بأنزال الزوارق النهرية من مديرية الشرطة النهرية بأمره مدير الشرطة النهرية العقيد مالك في نهر ديالى، للبحث عن الإرهابيين، وإنزال سرية حماية القائد بامرة المقدم (خضير الزهري) امر سرية حماية القائد".
وأشار إلى أن "القوة وقعت في كمين من قبل الإرهابيين في نهر ديالى، حيث استشهد المقدم خضير الزهيري، والمنتسب ادهام السعدي، والمنتسب رعد فيلم وجرح مدير الشرطة النهرية".
وأفاد مصدر أمني، الاحد، بانطلاق المرحلة الثانية من عملية اقتحام بساتين العيط جنوب غرب ديالى، لافتا الى ان "قوات نخبة من الجيش بدأت من محوريين بأسناد من الطيران الحربي باقتحام الجزء الشرقي والشمالي من بساتين منطقة العيط قرب خان بني سعد، وسط احزمة نارية كثيفة من الاسلحة المتوسطة والثقيلة لمواجهة اي رد من قبل مسلحي داعش".
واضاف المصدر، ان" عملية الاقتحام والتي تتركز على 5 عقد مهمة في البساتين اهمها "بستان سارة" الذي تركزت به اشتباكات الأمس تأتي من اجل خلق كماشة موت لأنهاء ما تبقى من خلايا داعش التي تحصنت في بعض الاوكار والمرتفعات لمواجهة الاجهزة الأمنية".
واشار الى ان " كل التوقعات تشير الى ان البساتين تضم قيادات مهمة في داعش على مستوى ما يعرف بولاية ديالى، وهذا ما يفسر شراسة الاشتباكات يوم أمس، لافتا الى ان "حصيلة اشتباكات يوم أمس بلغت 5 شهداء من الاجهزة الامنية بينهم ضابط و5 مصابين".
وشهدت منطقة خان بني سعد، عقب ما حصل يوم السبت، موجة انتقادات على مستوى جماهيري، وعلق وجهاء وخطباء منابر على الحادثة بأهمية رسم خطط امنية من شأنها تعزيز امن الناحية بدلا من الاعتماد على كثرة السيطرات.
ووجه الخطيب السيد فاضل الموسوي، انتقادات للسلوك الأمني السائد في الناحية من قبل القوات الأمنية، حيث ذكر أن اهم ما يجب ان نقف عنده الان هو العقلية الأمنية التي تحكم ناحية خان بني سعد في ديالى.
وذكر الموسوي، في حديث عبر ندوة دينية في الناحية، أن الناحية بحاجة الى التركيز على المعلومة والتفاعل مع المعلومة واعتماد مصادر معلومات دقيقة قبل الاعتماد على كثرة السيطرات في مداخل الناحية.
وفي السياق ذاته، أعلن السيد قاسم الحسيني عبر ندوة دينية عقدها في الناحية، أنه هو ومن معه، على اتم الاستعداد لإسناد الشرطة والجيش وجميع صنوف القوات الأمنية.
وكانت مصادر مطلعة، قد أشارت اليوم، الى اختطاف أحد ابناء القوات الامنية في ناحية بني سعد قرية عرب جبار في بستان (سارة) من قبل عصابات داعش، وتمت محاصرتهم من قبل القوات الامنية.
ودعا مراقبون للشأن السياسي، لجنة الأمن والدفاع النيابية، الى أخذ دورها في محاسبة الوزراء والقادة المسؤولين عن هذا خرق الأمني الذي يتطلب تعزيز القوات المرابطة والجهد الاستخباري للقضاء على هذه الجيوب والخلايا التي تسعى لضرب الاستقرار الأمني في مناطق قريبة من العاصمة بغداد.
وارتفعت حصيلة الاشتباكات في خان بني سعد بديالى إلى ستة شهداء، بعد أن تمكنت القوات الأمنية من اخراج جثمان الشهيد مازن ماهر خضير عباس المياحي الذي استشهد خلال الاشتباكات السبت في منطقة "العيط" في قاطع خان بني سعد".
اما قيادة عمليات ديالى، فقد أعلنت استشهاد عدد من مقاتليها، بينهم ضابط برتبة عقيد، وهم الشهيد المقدم خضير الزهيري، والشهيد رعد الخفاجي، والشهيد علي فؤاد هلال، والشهيد الشهيد المفوض ادهام مهدي جواد المعموري، والشهيد ن ض كاظم عباس موسى البياتي.
تحذير سابق
وفي السابع والعشرين من شهر أيار الماضي، حذر النائب مرتضى الساعدي، من عودة الخلايا الإرهابية النائمة نتيجة الخروقات الأمنية الأخيرة التي حدثت في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، فيما دعا الى الانتباه من خطورتها.
وقال الساعدي إن "الخروقات التي ضربت محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين مؤخرا والتي ادت الى سقوط شهداء وجرحى افرزت مؤشرات خطيرة أبرزها نشاط الخلايا النائمة"، مؤكدا على "أهمية الانتباه لخطورتها وتفعيل الجهد الاستخباري في مناطق الفراغات وإعادة التموضع بما يسهم في مسك الارض ويمنع اي نشاط للخلايا الإرهابية".
واضاف، أن "الوضع الامني في العراق مستقر لكن تبقى الخلايا النائمة مصدر تهديد مباشر"، داعيا الى "اعتماد مبدأ التكاملية من ناحية التنسيق بين قيادات العمليات وانهاء اي فراغات تؤدي الى نزيف الدماء".
وأشار الى "ضرورة اعطاء دور أكبر للجهد الاستخباري لأننا امام معركة معلومات في المقام الأول".
وأكد، أن "العودة الى المربع الاول في مشهد العراق الامني (اضغاث أحلام)"، مشددا على "ضرورة الحذر من الخلايا النائمة والسعي الى تفكيكها من خلال جهد استخباري مباشر".