بوادر الإطاحة بالكاظمي قضائياً تقترب.. مُتهم بسرقة القرن ومدير عام في جهاز المخابرات يسلّم نفسه للقضاء
انفوبلس..
بعد نحو 4 أشهر من صدور مذكرة قبض بحق أحد المتهمين بقضية سرقة القرن، وهو اللواء في جهاز المخابرات ضياء عبد العزيز الموسوي، قام المتهم بتسليم نفسه للقضاء بعد اختبائه داخل العراق وعدم تمكنه من السفر لخارجه.
مصدر قضائي كشف، أن "المُتهم ضياء الموسوي (مدير عام في جهاز المخابرات العراقي) سلّم نفسه للقضاء طواعية بعد مفاوضات وجهود قضائية خالصة بدون تدخل سياسي أو حكومي".
وأضاف المصدر، أن "المُتهم ضياء الموسوي خلال فترة هروبه لم يغادر العراق وكان يختبئ في إحدى المحافظات وحاليا موقوف لدى جهة أمنية مهمة والتحقيق معه بدأ منذ يوم أمس حال تسليم نفس". مشيراً، إلى أن "الموسوي صرّح أنه نادم على هروبه وأن الذي شجعه على الهروب هم من كان يعمل معهم في الحكومة السابقة وكانوا يحذرونه من العودة وتسليم نفسه".
وبعد نحو 24 ساعة من التحقيق مع الموسوي، وجدت القوات الأمنية عند تفتيش منزله في بغداد نسخة من جواز سفر الشهيد قاسم سليماني ونسخة من جواز سفر الشهيد حسين پورجعفري، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات عن سبب تواجد تلك المستندات في منزل الموسوي وأعاد فتح ملف اتهام الكاظمي وفريقه والعناصر الذين كانوا تحت سيطرته في جهاز المخابرات بالتعاون المباشر مع الأمريكان في جريمة المطار، بحسب قناة العهد الفضائية.
القوات الأمنية تعثر على نسخة من جواز سفر الشهيد قاسم سليماني في منزل المتهم ضياء الموسوي
وكانت دائرة الاسترداد في هيئة النزاهة الاتحادية، قد أعلنت في 17 تشرين الثاني 2022، عن إجراءات خاصة بملاحقة المدير العام في جهاز المخابرات الهارب "ضياء الموسوي".
وسبق أن صدرت مذكرة قبض قضائية بحق المتهم جرّاء تُهم منسوبة إليه تتعلق بجرائم فساد تتمثل بتهريب النفط واستغلال منصبه الوظيفي.
وجاءت مذكرة توقيف الموسوي، في تشرين الثاني 2022، بسبب تورّطه في تسهيل تهريب الأموال المسروقة إلى خارج العراق.
وكشفت سجلات هيئة الطيران المدني، التي استخدمتها لجنة تقصي الحقائق، أن علاء خلف مران، وهو السكرتير الخاص لرائد جوحي، (المشتبه به الثاني) كان يرافق بانتظام رجل الأعمال نور زهير جاسم، (المشتبه به الرئيسي) بسرقة القرن، خلال سفراته الخارجية على متن "طائرة زهير الخاصة" طوال العامين الماضيين، وكان يرافقهما اللواء ضياء الموسوي.
عمل الموسوي خلال فترة حكومة الكاظمي في منصبين، حيث شغل منصب مدير مركز العمليات الوطني، إضافة لوظيفته مديرا عاما لمكافحة التجسس في جهاز المخابرات العراقي، وكان أحد الشخصيات المقرّبة من الكاظمي. دفع مراقبون إلى التنويه لاحتمالية أن التحقيق مع الموسوي سينتج عنه إدانة مباشرة للكاظمي بقضية سرقة القرن، فيما تحدثت مصادر عن وجود "صفقة" أبرمها الموسوي مع جهات سياسية تتمثل بتسليم نفسه بوجود ضمانات عدم الحكم عليه بمقابل الإطاحة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، السيناريو الذي عدّه المراقبون بعيداً عن الواقع بسبب الجدية العالية للحكومة الحالية بالتحقيق في القضية والحرص على عدم إفلات أي متهم منها.
وفي الـ22 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي 2022، طالب النائب عن كتلة صادقون النيابية عدي عواد بإعدام ضياء الموسوي بتهمة تسريب وثائق تخص جهاز المخابرات العراقي إلى الإمارات.
وقال عواد، "اللواء ضياء الموسوي يستحق الإعدام كونه سلّم الإماراتيين وثائق تخص المخابرات العراقية في بيته بشارع الأميرات". مضيفاً، إن "جميع من اتُهم بسرقة القرن ما زالوا داخل العراق وضياء الموسوي كانت لديه سيطرة كاملة على مطار بغداد".
وأشار، إلى أن "كل النفط المُهرَّب من البصرة إلى كركوك تم بموافقة مركز العمليات الذي يترأسه ضياء الموسوي". لافتاً، إلى أن "ديوان الرقابة لم يؤدِّ عمله بالشكل المطلوب لحماية الأموال وأن هناك شبكة في مصرف الرافدين سهّلت الاستحواذ عليها".
الكاتب والصحفي رياض محمد، كتب مقالاً ذكر فيه تاريخ ضياء الموسوي، وقال: مفوّض شرطة في زمن النظام السابق، توسّط لدى أحمد وطبان إبراهيم الحسن عندما كان أبوه وزيرا للداخلية في التسعينيات فرُقِّي إلى ضابط شرطة وعُيِّن في مكافحة إجرام المسبح في بغداد.
بعد 2003 عمل مع الأمريكيين واختصّ في وسط الفوضى الأمنية باختطاف وابتزاز الأثرياء والتجّار. من بين من ذكر بأنه اختطفهم مقابل المال المهندس باسم العاني والدكتور محمود البحراني ومفيد الهيتي وباسم مفتن وبمبالغ عشرات الآلاف من الدولارات عادة، كما كان يذهب لعمّان حيث يبتز عوائل رموز نظام صدام في مقابل إغلاق ملفات أمنية ضدهم، كما كان يزعم لهم.
كما هرّب بسيارته جمال الكربولي المحتجَز حينها – 2007 – إلى السليمانية مقابل 250 ألف دولار وبعد تولي أحمد الكربولي وزارة الصناعة أصبح ضياء مديراً لمكتب الوزير.
تلقفه بعد ذلك زهير الغرباوي رئيس المخابرات العراقية وعيّنه في قسم العمليات، ومن هناك بدأ يستخدم وظيفته الجديدة في مزيد من الابتزاز.
بعد تولي العبادي رئاسة الحكومة وتعيين مصطفى الكاظمي نائبا لرئيسها ثم رئيسا لها, أصبح ضياء مسؤولا لعمليات جهاز المخابرات، وبذلك انفتحت له كل الأبواب.
كوّن خلال كل هذه السنوات ثروة طائلة، من بعضها عمارة في الأردن قيمتها 16 مليون دينار أردني، وشقق وسيارات فاخرة وحصّة في فندق الفيرمونت، بالإضافة لبيت في منطقة الأميرات في بغداد.
اليوم وبعد انتشار خبر تسليم الموسوي نفسه، قالت عضو مجلس النواب والقيادية الكردية سروة عبد الواحد في تغريدة على حسابها الشخصي: "ضياء الموسوي" يسلم نفسه، يبدو أنه يريد يمضي بخطى نور زهير، سيكون لنا موقف واضح من هذه الإجراءات، في الوقت الذي نطالب بمحاكمات علنية كما هي في الأصل، وأنا واثقة بوجود نزيهين في القضاء العراقي سيكشفون كل الحقائق للشعب.