بين الخبز اليابس والطعام العفن.. منتسبو الجيش يتغذون على أرزاق فاسدة
انفوبلس/..
سرعان ما تختفي التحقيقات في ملف إطعام الجيش بمجرد الحديث عن أطنان من الوجبات الفاسدة التي تصل الى الجنود عبر عقود تنفذها شركات غير مختصة يشرف عليها متنفذون يستغلون ذراعا قوية في الوزارة، وتعتبر هذه الأموال واحدة من مصادر تمويلها الجاهزة سنويا، وبين الخبز اليابس والطعام العفن”، تخترق مليارات من الدولارات أسيجة الدفاع وتتلاشى في جيوب اللصوص رغم أن تلك الأموال مستقطعة من رواتب منتسبي القوات المسلحة العراقية.
وبحسب مصادر مطلعة أن عشرات الفيديوهات المصورة التي تصل أسبوعيا من الجنود في الحدود والمحافظات الى الوزارة يتم فيها التعريف بالطعام والمواد الفاسدة التي تصل إليهم عبر المندوب الذي تعتمده شركة الإطعام إلا أن تلك الشكاوى غالبا ما تنتهي الى المجهول ويتم إغلاقها تنفيذا لرغبات جهة لا ينازعها أحد.
ويذكر أحد الجنود في مرابطة خارجية للجيش، أن أغلب الذين معه يعتمدون على آلية متبعة يوميا في الشراء من المطاعم القريبة أو من خلال الطبخ فيما بينهم، بسبب التأخير في تقديم الوجبات أو الفاسد منها وغير الصالح للاستخدام البشري.
وفي هذا الصدد، أصدر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني أمرا يقضي بتشكيل لجنة لمتابعة ملف الإطعام والظواهر المسيئة للقوات المسلحة ولاستعادة حقوق الجنود الذين يدفعون فاتورة الفساد المستمرة.
وتعاني المؤسسة العسكرية، من إهمال “ملف الإطعام والأرزاق”، حيث يشكو الجنود رداءة الطعام المخصص لهم، وقلة التنويع، وضعف التجهيز، وهو ما أدى الى إثارة غضبهم، وقدموا العديد من الشكاوى الى المؤسسات الإعلامية لحل هذا الملف الخطير.
ولفداحة ما يجري مع الجنود العراقيين واستنزاف طاقاتهم يؤكد نواب في لجنة الامن والدفاع النيابية أن ملف سرقة إطعام الجنود العراقيين يجب أن يُحسم سيما أن القوات المسلحة العراقية تحتاج الى رعاية وتدريب خاص وضرورة حمايتها من أيدي الفاسدين.
ويذكُرُ عضو اللجنة ياسر إسكندر، أن “الجهات الواقفة وراء ملف الأرزاق تمثل 90 % منها جهات فاسدة خارج المؤسسة”، لافتا إلى أن “الجيش العراقي قوي لكن يحتاج إلى إعادة تنظيم وتدريب صحيح”.
ويكشف المختص في الشأن الأمني د.عباس الجبوري أن المؤسسة العسكرية يسيطر عليها الفساد بشكل كارثي ، مشيرا الى أن عددا كبيرا من الضباط يتلاعبون بملف الارزاق ويخلفون آلاف الجنود الفضائيين.
وقال الجبوري، إن “المؤسسة العسكرية فاسدة ويسيطر عليها ضباط يمتهنون السرقة والاستيلاء على حقوق المنتسبين، فضلا عن الاجازات التي تمنح للفضائيين “بنصف الراتب” وهذا الحال يخلف مؤسسة ميتة تتحكم فيها قوى الرشى، لافتا الى أن الحديث عن فساد المؤسسة العسكرية يستند الى وقائع ودلائل حقيقية تثبت أنها تغط باللصوص من رأسها الى أخمص قدميها”.
ومضى يقول، إن “أعدادا كبيرة من هؤلاء الضباط كانوا قد تسببوا قبل أعوام بسقوط الموصل إزاء سلوكهم غير المنضبط والخالي من العقيدة مع الجنود وبالعودة الى الوراء نجد أن دخول الحشد وانتصاراته استند الى العقيدة وحتى الجيش بعدها أعاد قوته لإقصاء بعض السراق من المتنفذين الذين يحملون عقدة يحاولون من خلالها تدميره”.
وأضاف الجبوري، أن “البلاد لا تزال تخضع للإرادة الامريكية وهي تمنع تسليح الجيش أو القضاء على الفساد كونها تريد عراقا ضعيفا تتحكم فيه قوى الفساد والسرقة”.
ويستزف العراق سنويا ملايين الدولارات لبناء قدرات الجيش إلا أنه لايزال يعاني قبضةَ السراق الذين ينهبون أموال الجنود وفي صدارتها ملف الإطعام الذي تعتبره جهة سياسية بعينها من ملفاتها التي تمتص من خلالها الأموال السنوية مع بقاء الجنود تحت رحمة الأرزاق الفاسدة التي لا تصلح للاستهلاك البشري.