تفجيرات بيروت تفتح ملف تعاقد العراق مع "تاليس الفرنسية".. هل تكون هذه الشركة بوابة اختراق إسرائيلية؟
تعرف على ما كشفه سند
تفجيرات بيروت تفتح ملف تعاقد العراق مع "تاليس الفرنسية".. هل تكون هذه الشركة بوابة اختراق إسرائيلية؟
انفوبلس/..
بعد الاختراقات الإسرائيلية للأجهزة اللاسلكية في بيروت، فتح عضو مجلس النواب مصطفى سند، ملف التعاقد مع شركة (تاليس) الفرنسية "لمساهمتها بالعمل مع إسرائيل".
التفاصيل
دعا النائب مصطفى سند، أمس الأربعاء، (18 أيلول 2024)، وزارة الداخلية للتريث بتوقيع عقد شركة (تاليس) الفرنسية للدفاع والأمني "لمساهمتها بالعمل مع إسرائيل".
وقال سند في منشور على صفحته في فيسبوك، إنه "وفي ظل أحداث لبنان وخطورة الاختراق السيبراني من قبل (إسرائيل)، ندعو وزارة الداخلية للتريث بتوقيع العقد مع شركة (تاليس) لوجود تقرير لجهاز المخابرات يشير لمساهمة الشركة بتصنيع قطع دقيقة تساهم بالطيارات والأسلحة التابعة للكيان".
ونشر سند نسخة من تقرير جهاز المخابرات الوطني بشأن الشركة الفرنسية.
وكانت عدة مناطق في لبنان، قد شهدت أمس الأربعاء موجة ثانية من تفجير أجهزة الاتصالات في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى الجنوب مروراً بالبقاع (شرق البلاد)، بينما هرعت فرق الإسعاف لنقل مئات المصابين إلى المستشفيات.
وأتت هذه الموجة الثانية بعد أن حصدت هجمات مماثلة أمس الأول الثلاثاء 12 قتيلاً وأدت إلى إصابة أكثر من 2800، وسط توعد حزب الله اللبناني بالرد على إسرائيل.
*وثيقة التعاقد
وجاء في نص وثيقة نشرها النائب مصطفى سند، عن تعاقد الداخلية مع شركة "تاليس" في مجالات الامن السيبراني، ما نصه: "استنادًا إلى موافقة رئيس مجلس الوزراء على توصيات اللجنة المعنية بـ (النظر في طلبات الاستثناء من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية (۲) لسنة ۲۰۱٤) والضوابط الملحقة بها المؤلفة بموجب الأمر الديواني (۲۳۵۱٠) المبلغ بكتابنا المرقم بالعدد (ش. ز ل ت / ديواني / ۷۱۱۸) المؤرخ في ۲۰۲۳/۰۲/۱۲ في جلستها الرابعة والعشرين المنعقدة بتاريخ ٢٠٢٤/٠٦/٢٧، وإشارة إلى كتابكم المرقم بالعدد (د.م / ٥٤٦٤٧ المؤرخ في ٢٠٢٤/٠٦/١١، تقرر الآتي: الموافقة على توجيه الدعوة لشركة (تاليس) الفرنسية استثناء من المبررات المبينة في الفصل الثالث المادة ( ٣ سادسًا من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية (۲) لسنة ۲۰۱٤) لتنفيذ مشروع تجهيز منظومة المعالجة والمظاهاة البايومترية (ABIS) على أن تتحمل جهة التعاقد صحة الإجراءات وسلامتها".
*مؤشرات
بعد ذلك نشر سند، المؤشرات الاستخبارية والارتباطات لهذه الشركة المثيرة للجدل، والمنتمية للكيان الصهيوني.
وجاء في نص الوثيقة، انه "بتاريخ ۲۰۲٤/٨/٣ قام مجموعة من الناشطين عددهم (۱۰۰) المؤيدين للقضية الفلسطينية واغلبهم من العمال اصحاب المهن وأعضاء النقابات العمالية بمحاصرة مقر فرع شركة (تاليس) للدفاع والأمن - فرنسية الجنسية في مدينة (غلاسكو - إسكتلندا وإغلاق مداخل مواقعها رافعين لافتات كتب عليها (أوقفوا تسليح إسرائيل) و(هذا المصنع يسلح الإبادة الجماعية) وطالبوا بإنهاء علاقتها بإسرائيل والإيقاف الفوري لإطلاق النار ضد قطاع غزة وطالبوا حكومة المملكة المتحدة بحظر صادرات الأسلحة لتل أبيب كون الشركة وقعت عقداً مع شركة الدفاع الإسرائيلية (ELBIT SYSTEMS) التي تنتج ( ٨٥%) من الطائرات بدون طيار التي يستخدمها جيش الدفاع الإسرائيلي بالإضافة إلى نفس النسبة من المعدات الأرضية للبلاد.
واضافت انه "خلال عام (۲۰۲۳ - (۲۰۲٤) جرت عمليات دهم وتفتيش في مقر الشركة وفروعها بالدول الأوربية كلاً من (فرنسا ، هولندا وأسبانيا) على خلفية تهم فساد لأسلحة بأساليب ومبالغ مالية مجهولة تنعش مناطق الصراع"..
وتابعت "خلال شهر كانون الأول من عام ۲۰۲۳ قامت شركة (تاليس – THALES) بتجهيز إسرائيل بمعدات ورادارات لردع الهجمات الصاروخية التي أطلقتها حماس عليها لدعم القبة الحديدية الخاصة بالدفاع عن أجواء إسرائيل وخلال شهر شباط أبرمت الشركة عقد لتزويد جيش الدفاع الإسرائيلي بصواريخ بعيدة المدى وأجهزة تحكم عن بعد بطائرات بدون طيار بذريعة إنما ضمن منظومة الدفاع وليس للهجوم".
واكملت "خلال العام (۲۰۲۳) استحوذت الشركة الفرنسية أعلاه على شركة (إمبيرفا) الإسرائيلية في صفقة للأمن السيبراني بقيمة ( ٣,٦٠٠,٠٠٠,٠٠٠) مليار دولار المتخصصة في الأمن الإلكتروني والسيبراني للبيانات والتطبيقات".
واشارت الى انهخلال العام (۲۰۰۸) عملت شركة (تاليس) - THALES) في إسرائيل من خلال استحواذها شركة مختصة بالتصوير الطبي ومعالجة الصور الرقمية".
*تعاقد سابق
ووقّع العراق، في الـشهر الـ 7 من العام 2022، عقداً مع شركة تاليس الفرنسية، لتزويده برادارات متطورة "بعيدة المدى" طراز جي أم 400، ضمن توجّه للحكومة الاتحادية، لتعزيز سيادة العراق الجويّة.
وفي خطوة أثارت جدلاً واسعًا واستغرابًا شديدًا في الأوساط الأمنية، وقّعت وزارة الدفاع العراقية عقدًا ضخمًا بقيمة 670 مليون دولار مع شركة “تاليس” الفرنسية التي تواجه ملاحقات قانونية جدية من قبل السلطات الأوروبية، مما وضع علامات استفهام كبيرة حول الحكمة والنزاهة في هذا العقد.
*تفاصيل العقد والشكوك المحيطة به
وأثار العقد الكثير من الاستغراب بين الخبراء الأمنيين، الذين اعتبروا أن هذه الخطوة تمثل انتكاسة خطيرة في مسار تسليح الجيش العراقي. يأتي ذلك في وقت حساس يتطلب أعلى درجات الشفافية والمصداقية في التعامل مع الشركات الأجنبية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن.
وكشف مصدر قضائي أوروبي عن مداهمات طالت مقار شركة “تاليس” في كل من فرنسا وهولندا وإسبانيا، ضمن إطار تحقيقات فساد تتعلق بمبيعات معدات عسكرية خارجية، بما في ذلك إلى البرازيل. هذه التحقيقات تؤكد تورط الشركة في شبهات فساد، ما يثير القلق حول مدى تأثير هذه الشبهات على نوعية وفعالية المعدات التي سيتم توريدها للعراق.
*النداءات للتحقيق والمساءلة
ودعا الخبراء الأمنيون إلى فتح تحقيق شامل حول هذا العقد من قبل هيئة النزاهة والخبراء الفنيين المختصين، مؤكدين أن هذا العقد يمس الأمن القومي العراقي بشكل مباشر. فتحقيقات الفساد الجارية ضد “تاليس” قد تؤدي إلى تسليط الضوء على ممارسات غير قانونية قد تكون شابت إبرام هذا العقد، ما يستدعي مراجعة دقيقة لجميع بنوده وضمان عدم المساس بمصالح العراق الأمنية والاستراتيجية.