توترات ميسان تعمّ العراق.. عشيرة آل ازيرج يعضون على جراحهم بانتظار التأكد التام من هوية القاتل
انفوبلس..
شهدت محافظة ميسان ليلة صعبة انعكست ارتداداتها على أغلب محافظات الوسط والجنوب، بعد مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بينهم شيخ عشيرة آل ازيرج إثر هجوم مسلح في المحافظة.
مصدر أمني كشف أن "نجل المجرم (جعفر الياسري) الذي قُتِل بعملية أمنية يوم الجمعة الماضي، فتح نيران سلاحه على مجموعة أشخاص في حي القاهرة وسط مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بليغة بينهم نجل شيخ عشيرة آل ازيرج في العمارة".
وبيّن المصدر، أن "هناك ثارات عشائرية بين جعفر الياسري وعشيرة آل ازيرج، كما أن نجل الياسري يتهم الضحايا بأنهم تعاونوا مع الأجهزة الأمنية للإطاحة بأبيه".
وأوضح، أن "ضحايا محاولة الاغتيال هم كل من الشيخ قيس جاسم الازيرجاوي الذي لقى مصرعه فوراً، والمصابين الشيخ العام لآل ازيرج رعد الشواي، ونجله الشيخ محمد رعد الشواي، والشيخ نوار محمد جثير الازيرجاوي".
وفي يوم الجمعة الماضي، أفاد مصدر أمني بأن "قوة عسكرية كبيرة تابعة لقيادة عمليات ميسان، اشتبكت بعملية نوعية فجر اليوم مع المطلوب للقضاء (جعفر الياسري) ومجموعته، في منطقة الخمسة كيلو بقضاء الميمونة مما أدى إلى مقتله مع اثنين من أفراد مجموعته، وإصابة أحد الجنود بجروح بليغة".
وبيّن المصدر، أن "العملية الأخيرة تأتي بعد محاولات سابقة لم ينتج عنها الإطاحة بالمجرم الذي يعد أشهر رئيس عصابة في ميسان، كما أنه قاتل مأجور وتاجر مخدرات، ونفذ العديد من عمليات السلب".
وقُتِل الياسري، بعد عملية نوعية أشرفت عليها قوة أمنية خاصة، بعد مداهمة منزله الذي يقع في محافظة ميسان، وكان برفقة ابنه وأخيه.
ويعتبر الياسري من أشهر الإرهابيين المطلوبين لدى القوات الأمنية العراقية والملقّب بـ"أبو ذيل" وكذلك بـ"صكار نهر العز".
حيث راجَ اسم المطلوب سيد جعفر الياسري بشكل واسع في الساعات الأخيرة في العراق، كما أنه صاحب عدد من السجلات الإجرامية التي جعلت القوات الخاصة العراقية تداهم المقر الذي كان يتواجد فيه مع ابنه وأخيه، وقد قضت القوات على جميع من في المنزل في العملية الأمنية التي قامت بها في الساعات الأخيرة من يوم الجمعة وهذا ما دفع الأفراد في التعرف على التفاصيل حول العملية والمعلومات عن الياسري.
وكان الياسري يشكل خطرا كبيرا على الأمن العام، حيث ارتكب العديد من الجرائم المختلفة، كما قام بالعديد من العمليات الموسَّعة ضد الجيش العراقي، وقام بقتل عدد من الأبرياء ورجال الأمن، وقد كان أحد ضحاياه نقيب شرطة في محافظة ميسان خلال محاولته إلقاء القبض عليه، واشتبك معه بعد رفضه تسليم نفسه، وتمكّن من الهرب، بالإضافة إلى العديد من الجرائم الأخرى التي تنوعت ما بين قتل وتدمير وإخلال بالأمن العام.
وقد كانت قوات الأمن تحاول إلقاء القبض عليه في كل مرة ولكنها تفشل بسبب رفضه تسليم نفسه وتفضيله الانتحار على ذلك، ومن هنا بدأت محاولات الشرطة وقوات الأمن تزداد من أجل إلقاء القبض عليه، حتى استطاعت القوات الأمنية من قتله.
كما أن الياسري يمتلك قوة كبيرة يقودها وتقوم بمساعدته في ارتكاب جرائمه.
وبحسب شهود عيان، فإن الياسري يُعد أشهر مثيري الاقتتال العشائري في محافظة ميسان وأحد أبرز قطّاعي الطرق ومبتزّي رجال الأعمال في المحافظة، كما وصفه مدوّنو مواقع التواصل الاجتماعي بأنه أشهر قاتل مأجور ورئيس عصابة في محافظة ميسان، فيما يُعرف "أبو ذيل" بأنه تاجر مخدرات.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دخل على خط أزمة عشائرية تصاعدت حدتها بعد محاولة اغتيال شيخ عام لإحدى القبائل في محافظة ميسان.
وقال مصدر مطلع، إن "السوداني أجرى اتصالاً هاتفياً مع الشيخ العام لقبيلة آل ازيرج، رعد الشواي، والنائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر محمد جثير (من القبيلة نفسها)، بعد إصابة الشواي بالرصاص في محاولة لاغتياله".
وبيّن المصدر، إن "السوداني اطمأن على صحة المصابين وطلب منهم تهدئة الأوضاع كما وعد باعتقال المنفذين ومحاكمتهم".
مواقع التواصل الاجتماعي تداولت عشرات الصور بعنوان "نفير عام لأبناء عشيرة آل ازيرج في ميسان وعدة محافظات"، ولكن اتضح فيما بعد أن أغلب الصور قديمة تعود لعشائر عراقية كانت تعلن استعدادها لمقاتلة داعش بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي عام 2014.
في الوقت ذاته، وعلى خلفية التوتر العشائري في محافظة ميسان، دخلت عشائر آل ازيرج في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، في حالة نفير عام حيث استعرض أكثر من 500 شخص من أبناء العشيرة بالسلاح في شارع الفلاح بالمدينة مع إطلاق كثيف للنار العشوائي ما استدعى تدخل القوات الأمنية لفضّ التجمع.
وقال مصدر في عشيرة آل زيرج، إن الاستعراض الذي قام به شباب العشيرة في شارع الفلاح هو استنكار لما تعرّض له شيوخهم في محافظة ميسان، مبيّناً أن الاستعراض استُخدِمت فيه بنادق الكلاشنكوف ورشاشات الـ (PKC).
في حين أكد أن شيوخ عشيرته وأفرادها ورغم حالة الغضب العارم الذي يشعرون به، إلا أنهم بانتظار التأكد بنسبة 100% من هوية القاتل قبل اتخاذ أي إجراء عشائري.
يشار إلى أنه في 19 آب 2022، تحدثت مصادر أمنية، عن اندلاع نزاع عشائري بين آل زيرج وآل ياسر في ناحية السلام؛ إثر ثأر سابق تجدد على خلفية قتل أحد أبناء آل زيرج وإصابة ثلاثة آخرين على يد "جعفر الياسري".
وفي 25 تشرين الثاني الماضي، تجدد النزاع بين ذات الأطراف؛ لكن القوات الأمنية، ووفق مصادر، لم تحرّك ساكناً آنذاك. كما أنه لم تُعرف أسباب النزاع من الأساس.
مؤخراً، وتحديداً في 11 شباط 2023، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن تجدّد معارك آل زيرج وآل ياسر في ناحية السلام وتم فرض إنذار جيم في المحافظة على خلفية النزاع.