توغل إسرائيلي مقلق في القنيطرة.. ما الذي يسعى إليه الكيان بالجنوب السوري؟
انفوبلس/ تقارير
تزامناً مع الأحداث في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، ما زالت "إسرائيل" تتقدم في المنطقة العازلة بمحافظة القنيطرة جنوبي البلاد، سبق ذلك التقدم، عمليات تجريف وإزالة لحقول الألغام في المنطقة، فهل دخلت القوات الإسرائيلية بالفعل إلى القنيطرة؟ وما الذي تسعى إليه من عمليات التقدم هذه؟
آخر تحديث لتقدم القوات الإسرائيلي
في آخر تحديث لتقدم القوات الإسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية، ذكرت وسائل إعلام سورية، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى وسط مدينة البعث في القنيطرة.
ويأتي هذا بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وقد بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية التقدم عبر السياج في الجولان السوري المحتل في المنطقة العازلة بمحفظة القنيطرة جنوبي سوريا.
إلى ذلك، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "شنّ جيش الدفاع (الحرب) الإسرائيلي والقيادة الشمالية هجومًا في المنطقة العازلة بمنطقة القنيطرة، بهدف تعزيز الدفاع عن الحدود" بحسب زعمها.
وأضافت: "ينشر جيش الدفاع (الحرب) الإسرائيلي حواجز على طول مرتفعات الجولان، وسيتم تقييد حركة المرور في المنطقة حسب الحاجة، وقد تم إعلان جميع المناطق الزراعية المجاورة للحدود السورية منطقة عسكرية مغلقة، وسيتم تقييد دخول المزارعين إليها".
وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي يواصل حفر خندق عميق على طول الحدود وخط وقف إطلاق النار مع سوريا".
دوريات إسرائيلية في القنيطرة
بالمقابل، أكدت مصادر محلية في القنيطرة، دخول دوريات إسرائيلية الى مدينة خان أرنبة مركز المحافظة.
وقالت المصادر، إن الدوريات أطلقت النار على أحد الشبان في المدينة ما أدى الى مقتله.
كما تحدث مصدر عن رصد طائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المحافظة منذ يوم أمس وحتى الآن.
من جهتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق عن تقييد حركة المرور في الجولان واعتبار جميع الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة، يمنع على المزارعين دخولها.
ويأتي ذلك بالتزامن مع دخول قوات المعارضة السورية إلى دمشق فجر اليوم، وسقوط النظام.
تفجير الألغام في القنيطرة
بعد معرفة وتأكد دخول القوات الإسرائيلية إلى القنيطرة، لابد من معرفة الطرق التي مهدها الكيان لهذا الدخول، والذي كان من أبرزه تفجير حقل ألغام قرب المنطقة المنزوعة السلاح مقابل بلدة القحطانية في ريف القنيطرة في أكتوبر الماضي.
ودوت انفجارات عنيفة في المنطقة الجنوبية نتيجة التفجيرات، واستمرار إسرائيل بعمليات التجريف وحفر الخنادق بمحاذاة المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان السوري، وفتح ممرات باتجاه الداخل السوري، حيث بدأت بأعمال تمهيد لطريق جديد يمتد بعمق حوالي 1 كيلومتر داخل الأراضي السورية.
كما تجري عمليات حفر وبناء تحصينات جديدة بالقرب من الشريط الحدودي، وهي إجراءات بدأت في 22 أيلول الماضي بتفجير وإزالة ألغام جنوب بلدة القحطانية في ريف القنيطرة.
وبعد إزالة هذه الألغام بأيام قليلة، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية مسافة تصل إلى 300 متر داخل الأراضي السورية، مدعومة بالدبابات والجرافات، وتمركزت في منطقة حرش الشحار قرب بلدة جباتا الخشب شمال القنيطرة.
كما بدأت الآليات الإسرائيلية بحفر خندق بعرض 4 أمتار يمتد من بلدة حضر إلى جباتا الخشب وصولاً إلى الخط الأزرق التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى إنشاء نقاط مراقبة جديدة لتعزيز المراقبة في المنطقة.
أهداف التوغل الإسرائيلي في القنيطرة
إذاً، بدأت إسرائيل بتفجير الألغام، ثم الدخول إلى القنيطرة، والآن تجب معرفة أهدافها من كل ذلك، إذ أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش يعمل على إنشاء طريق ترابي يمتد من شمال القنيطرة حتى جنوبها، ويجهز سياجا أمنيا على الحدود السورية لمنع تسلل "مسلحين" باتجاه هضبة الجولان، بحسب تعبيرها.
وسبق هذه التحركات، صدور تصريحات لسياسيين إسرائيليين من اليمين المتطرف تدعو لاحتلال مناطق سوريّة، بحجة "منع تحويل سوريا إلى قاعدة لوجستية لأعداء إسرائيل".
ودعا زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إلى احتلال القسم الواقع ضمن سوريا من جبل الشيخ، مؤكدا أن الجيش سيحتل جبل الشيخ ولن ينسحب منه حتى إشعار آخر.
كما تعمل الصحافة الإسرائيلية على تمهيد الأجواء لتحرك واسع لجيش الاحتلال في سوريا، من خلال الحديث الكاذب عن انتشار آلاف المقاتلين المرتبطين بإيران قرب هضبة الجولان، ونشرت صحيفة هآرتس الشهر الماضي خبراً عن قدوم 40 ألف مقاتل من العراق واليمن إلى سوريا وتمركزهم قرب مرتفعات الجولان.
وبعد دخول الدبابات والآليات الإسرائيلية، إلى قرية العشة، المجاورة لبلدة الرفيد في جنوبي القنيطرة، أقامت قوات الاحتلال "سواتر ترابية". ولتوسيع نطاق سيطرتها، لجأت تلك القوات إلى تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار المثمرة في البلدتين.
يُذكر أن بلدة الحضر موازية لمجدل شمس في الجزء المحرر من الجولان، بينما تقع كودنا في موازاة كتسرين الإسرائيلية.
وأكد شهود عيان في الجولان السوري المحتل، أن قوات وآليات الاحتلال شرعت خلال الأسابيع الأخيرة بالعمل على "شق طريق وحفر خندق" في المنطقة الحدودية في الجزء المحرر من الجولان، وتنفيذ عمليات هندسية في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي.
وأفاد تلفزيون "سوريا" بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت، قرية كودنا الواقعة في القطاع الجنوبي لمحافظة القنيطرة، بالتزامن مع استهدافها لمنطقة الصرصارة جنوب بلدة حضر بمحافظة القنيطرة بقذائف مدفعية"، وأكد مصدران منفصلان أن الدبابات والآليات الإسرائيلية دخلت أيضا قرية العشة".
وأفاد المصدران بأن "الآليات الإسرائيلية دخلت إلى العشة وأقاموا سواتر ترابية وخرجوا منها مساءً"، وأشار المصدران إلى أن "قوات الاحتلال لجأت إلى تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار المثمرة في البلدتين لدى دخولها، كما فعلت وما زالت تفعل في القطاع الشمالي للمحافظة".
كما أفادت مصادر تلفزيون "سوريا" بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف بالتزامن مع التوغل أطراف بلدة حضر بمحافظة القنيطرة بقذائف مدفعية"، وتُرصد منذ أيام دبابات إسرائيلية مصحوبة بآليات وجرافات عسكرية تعمل على شق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية وحفر خنادق.
وبحسب التقرير، "يبلغ عمق الخندق بين 5 أمتار إلى 7 أمتار، ووضعت عليه نقاط مراقبة بحيث تتوزع كل نقطة بمسافة تقدر بكيلومتر واحد على كامل الحدود مع وجود جنود وطرق إمداد وإخلاء عسكري"، ويمتد الطريق "بدءًا من الشمال، مقابل بلدة عين التينة وينحدر جنوبًا حيث وصل العمل غربي بلدة أوفانيا في القنيطرة".
وأوضح التقرير أن "المسافة المتوقع العمل عليها من الشمال إلى الحدود السورية الأردنية تصل إلى أكثر من 70 كيلومترًا بطريق متعرج كان في البداية يبعد عن حدود الأراضي المحتلة 200 متر تقريبًا بينما توسّع مقابل بلدتي أوفانيا والحرية ليصل إلى أكثر من ألف متر داخل الأراضي السورية".
وتعد هذه الخطوة خرقًا لاتفاق "فض الاشتباك" الموقع في 1974 بين سوريا وإسرائيل، في أعقاب حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، خاصة أن الطريق الجديد يقع شرق "خط برافو" الذي حدده الاتفاق.
حدود التوغل المحتمل
بالنظر إلى مجريات الأحداث، فمن غير المستبعد أن يلجأ الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة إلى التوسع في جبل الشيخ من جهة سوريا، خاصة أن مراكز مراقبة وتجسس ومنظومات دفاع جوي إسرائيلي تتمركز في هذا الجبل، نظرا لأهميته بحكم إطلالته على سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية، وقربه من هضبة الجولان.
كما من المتوقع أن تتوغل إسرائيل في الشريط الممتد من جنوب القنيطرة حتى شمالها، ويضم بلدات الرفيد وجباتا الخشب وخان أرنبة، ثم الامتداد إلى مناطق بيت جن وسعسع المتاخمة لبلدة مجدل شمس جنوب غرب دمشق.