جدل كثيف حول قرار إعفاء عبد الله الجبوري من قيادة عمليات نينوى.. هل كان الإجراء قاسياً؟
أخطأ باشتراكه في حفل شعبي وتقديمه "فقرة"
جدل كثيف حول قرار إعفاء عبد الله الجبوري من قيادة عمليات نينوى.. هل كان الإجراء قاسياً؟
انفوبلس/..
جدل كبير فجَّره قرار القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بإعفاء قائد عمليات نينوى عبد الله رمضان الجبوري من منصبه؛ عقب ظهوره في مهرجان شعبي وتقديمه "فقرة حزورات" ويعلن عن جوائز بالزيّ العسكري.
*تفاصيل
أفاد مصدر أمني، مساء أمس الأحد، (31 آذار 2024)، بإعفاء قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبد الله رمضان.
وذكر المصدر، أن "قرار الإعفاء صدر بأمر من القائد العام للقوات المسلحة، لإساءته الى المؤسسة العسكرية".
*إساءة للمؤسسة العسكرية
بعد ذلك انتشرت وثيقة على مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي، جاء فيها، أنه "استنادا إلى أمر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة المحترم نسبنا إعفاء اللواء (دج) الركن عبد الله رمضان عطية إبراهيم قائد عمليات نينوى من منصبه لإساءته للمؤسسة العسكرية".
وأضافت، "نرجو اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وإعلامنا الاستلام والتنفيذ".
*المهرجان
وشارك الجبوري في مهرجان الموصل للأكلات، واعتلى المنصة بزيّه العسكري وقام بطرح سؤالَين.
وقال الجبوري من على المنصة، بالنص: "أطرح سؤالين، جواب الأول عليه ايفون 15 والثاني غسالة كاملة المواصفات".
وأضاف، "لكن السؤال الثاني ما راح يستفاد منه الجنس اللطيف (النساء) وراح يكون للرجال فقط".
والسؤال كان، كما طرحه الجبوري، هو عبارة عن تساؤل لمن تكون مواليده 12 / 4 / 1971، طالباً ممن تكون مواليده هذه اعتلاء المنصة للظفر بهاتف ايفون 15 برو ماكس.
بينما كان السؤال الثاني هو "منو يخاف من مرته ياخذ غسالة".
*جدل كبير
فجرت هذه المشاركة في هذا المهرجان، جدلاً كبيراً، فهناك من رأى فعلاً أنها تمثل إساءة للمؤسسة العسكرية فالطلب منه حضور لهكذا مهرجان ينبغي أن يكون بصفته الشخصية وملابسه المدنية وليس بصفته وملابسه العسكرية، لكن آخرين ذهبوا باتجاه مخالفة هذه النظرة معتبرين هذه المشاركة "جيدة لتقوية الأُلفة بين القوات العسكرية وأبناء المدينة".
وفي هذا الصدد، كتب الصحفي زياد السنجري، في فيسبوك ما نصه: "للأمانة وللتاريخ اللواء عبدالله من القادة المتميزين وشهدت فترة قيادته استتبابا أمنيا في نينوى وفي مدينة الموصل والرجل يمتلك علاقات واسعة مع مختلف شرائح المجتمع".
وأضاف، أن "الفيديو الأخير المجتزأ في أحد المهرجانات مدينة الموصل ينمُّ على وعي كبير من قبل اللواء عبدالله وسد الفجوة بين القطعات الأمنية والمجتمع الذي عانى كثيرا من القيادات الأمنية قبل سنة 2014".
وتابع، "لكن هناك من استغلَّ الفيديو من أجل النشر واللايك ولذلك أمر السيد السوداني بإعفائه ولكن سيبقى اللواء عبدالله شخصية محبوبة ومحترمة ولها مكانة كبيرة في نفوس أهل نينوى ومدينة الموصل".
من جهته، قال رئيس مركز دار لدراسات حقوق الانسان، "اني كلش اتفق مع اجراءات السوداني لاستعادة هيبة المؤسسات الامنية لان صارت بدون ملح يعني شنو قادة ويا البلوكرات.. ويحموهن ويلعب بكيفهن حتى شبكة الابتزاز الي اطاحوا بيها وعلاقات مشبوهه والخ، كذلك النهوض بالواقع الخدمي في العاصمة بغداد والمحافظات اجراءات جيده يعني اليوم كنت اباوع مشروع تقاطع سيد حمدالله المعروف بتقاطع قرطبة سنين واحنه نعاني من هذا التقاطع ومن تصير عندي دعوى بمحكمة الرصافة اتشائم من الازدحام الي راح يلزمني هنا بسبب قرب المحكمة من هذا التقاطع ودائما اكول ونفسي والاصدقاء يعني معقوله ماكو حل لهاي المعضله وحلها بزمن قياسي".
وأردف: "حتى ما ننسى العاصمة بزمن الزعيم الي الصبات بكل محله وزقاق وتنحصر الناس بشارع واحد والانتحاريين يطكون عليهم والفوضى والتسيب ووالخ ما المع صورة احد من انتقد اكون لاذع بس الحق يقال".
بدوره، قال المدون أحمد عبد الله في منشور على فيسبوك، "الإعلام سلاح فتاك فانتبه أيها المسؤول من تصرفاتك مهما كان قدرك، أمام الإعلام تسقط من خطأ واحد فاحفظ لنفسك قدرها".
وتابع، "قائد عمليات نينوى كان رجلاً تشهد له المحافظة واهلها لكن من خطأ واحد انتهت مسيرة مهنية كاملة.. فاحذر أيها المسؤول من سلطة الإعلام فهي أقوى منك مهما كانت صلاحياتك".
*قبيلة الجبور
وفي سياق ذات القضية، دخلت قبيلة الجبور التي ينتمي إليها الضابط المعفي من مهامه على الخط، وقالت "شنّتْ بعض صفحات التواصل الاجتماعي، وبعض الفضائيات، هجمة مسعورة غير مبررة، ومدفوعة الثمن، ضد اللواء الركن عبد الله رمضان الجبوري قائد عمليات نينوى، لقيامه بمشاركة أهله في مهرجان شعبي، حيث صعد الى المنصة وقام بالمشاركة في فقرات المهرجان، وقدم مسابقة ظريفة هدفها اجتماعي لمن يجيب على أسئلته، فقدم ثلاجة لشخص أجاب عن سؤاله، وكان يجلس مع عائلته مع الحضور، فأين الإساءة للرتبة العسكرية والمنصب؟".
وأضافت القبيلة، "شخصية عسكرية عامة تشارك في احتفالية شعبية جماهيرية، على الهواء، لم تكن مشاركته تخدش منصبه العسكري، بل تؤكد تواضعه واحترامه للحضور بمشاركتهم أفراحهم، وهي جزء من واجبه في التواجد والمشاركة الوجدانية بين أهله، ومد جسور المحبة مع أهل المدينة، عكس من سبقه، ممن لم ينزل الى الشارع ولو مرة واحدة، فاللواء أبو عمر رجل شعبي، يتواجد مع أهله، ويشارك في مجالسهم الأدبية والفنية ومناسباتهم الاجتماعية والعشائرية".
وطالبت، "دولة رئيس الوزراء السيد المهندس محمد شياع السوداني المحترم بإعادة النظر في قرار إعفائه من منصبه وإعادته إليه".
*قرار يمنع الظهور الإعلامي
وقبل نحو أسبوع، وجه رئيس مجلس الوزراء - القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، القادة الأمنيين والعسكريين بالابتعاد عن الظهور الإعلامي.
كما وجه وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بحذف جميع الصفحات والمواقع الممولة من قبل القادة والضباط والذين يقومون بالترويج بدعايات غير مبررة وبالزي العسكري فوراً ومنع هذه الظواهر.
وأكد أن "المديرية العامة للاستخبارات والأمن ومديرية الاستخبارات العسكرية تقوم بمراقبة المخالفات وتزويد مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي بأسماء المخالفين على شكل موقف أسبوعي لغرض عرضها على أنظار الوزير".
*متى تم تكليف الجبوري
يذكر أنه في 28 / 3 / 2023، كُلِّف اللواء الركن عبد الله رمضان الجبوري بمنصب قائد عمليات نينوى بدلاً من الفريق ركن محمود الفلاحي.
ولم يمضِ سوى عام واحد حتى انتهى دور الجبوري بهذا المنصب؛ وذلك على خلفية المشاركة في مهرجان الموصل الشعبي.
*من البديل؟
وكلّف رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني اللواء كامل صالح العزاوي بمهام قائد عمليات نينوى خلفاً للواء الركن عبد الله رمضان.