جريمة غدر صادمة ترعب واسط.. شخص يقتل صديقه وينشر طالباً العثور عليه!
انفوبلس/ تقارير
استدرجه عبر واتساب، فقتله، ثم دفنه في حديقة منزله، خرج مع أبيه وكأن شيئا لم يحدث، جريمة بشعة ترعب واسط، شخص يغدر بصديقه ويقتله بسبب بضعة ملايين، ثم ينشر منشورا يطالب بالعثور عليه لغرض التمويه، أهالي الحي في صدمة.. علاء قتل مؤيد الفاضلي بعد صداقة دامت أكثر من 10 سنوات! القصاص القصاص، ناشد الجميع بذلك.. فما القصة؟
ماذا حدث؟
قبل أيام، ورد بلاغ إلى قيادة شرطة واسط بفقدان شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (أبكم وأصم) يدعى مؤيد مصطفى الفاضلي تولد 1990 ويسكن ناحية البشائر في قضاء الحي بمحافظة واسط.
بعد البلاغ، استمر البحث على مؤيد لمدة يومين، حتى تم التوصل إلى أنه تلقى مكالمة عبر واتساب من صديق له يدعى علاء الذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا.
ذهب مؤيد مسرعا إلى منزل علاء وفق المعلومات المتوفرة، ولم يخرج عقبها مطلقا، لتتضح معالم الجريمة البشعة بعد ذلك، وتنتج روايتان عما حدث ستستعرضها انفوبلس بالتفصيل في قادم الأسطر.
روايتان للجريمة البشعة
في استعراض لأحداث ما بعد دخول مؤيد إلى منزل صديقه علاء، هناك روايتان الأولى وفق أصدقاء مؤيد والثانية وفق مصادر أمنية في شرطة واسط.
تفيد الرواية الأولى، بأن مؤيد كان يملك 30 مليونا ويرغب بشراء قطعة أرض، ولكون علاء صديق مقرب له يعرف بتلك التفاصيل ولهذا أقدم على الاتصال به وطلب مليون دينار منه لكونه يملك مريضا ويرغب بعلاجه، وفق أصدقاء مؤيد.
بعد المكالمة، ذهب مؤيد مسرعا إلى بيت علاء ومعه المليون دينار، وعندما وصل دخل المنزل ليستقبله علاء ووالده، جلس ثم أعطى المليون لعلاء فأعطاه علاء طلقة في رأسه بمساعدة أبيه! طمعاً بالمليون.
بعد ذلك، وعقب المعلومات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم علاء وأبيه على دفن مؤيد في حديقة منزلهم، ثم أقدم علاء على النشر عبر "فيسبوك" عن فقدان صديقه ويطلب المساعدة بالعثور عليه وذلك لغرض التمويه!
الرواية الثانية
إما الرواية الثانية وهي الأكثر دقة، فتفيد، بأن شرطة واسط عثرت على جثة شاب من ناحية البشائر بعد اختفائه لمدة يومين حيث كان قد غادر المنزل مساء الأربعاء (الماضي) لشراء قطعة أرض سكنية من صديقه. وعُثر على جثة الشاب مدفونة في حديقة منزل صديقه وعليها آثار تعذيب حيث يبدو أنه قتله طمعاً بمبلغ قطعة الأرض التي كانت بحوزته والبالغة (30) مليون دينار.
ووفق المعلومات المتوفرة في هذه الرواية، فإن الشاب المتوفي يدعى (مؤيد مصطفى ناصر الفاضلي) وهو أبكم من تولد العام (1999) ويسكن ناحية البشائر، وقد عُثر على جثته اليوم في حديقة منزل صديقه الذي اختفى عنده قبل يومين وقد تلقى رصاصة في الرأس فيما قُطعت ساقه.
وتشير تلك المعلومات إلى أن الشاب (مؤيد) كان قد غادر المنزل مساء الأربعاء بعد اتصال فيديو عبر تطبيق واتساب من صديقه، وهو أبكم أيضاً، وأخبره بلغة الإشارة بأن يحضر إلى المنزل ليبيعه قطعة أرض سكنية مقابل (30) مليون دينار، وقد اختفى (مؤيد) منذ ذلك الحين.
استمرت عمليات البحث لمدة يومين، ليتم العثور على الدراجة النارية للشاب القتيل في منطقة المعامل جنوب قضاء الحي، وهو ما استدعى تكثيف التحقيقات مع صديقه، ليرشد حينها طفل من عائلة القاتل القوات الأمنية إلى مكان الجثة المدفونة في حديقة المنزل.
تم إلقاء القبض على القاتل بعد متابعة مكان هروبه، ولا يزال قسم مكافحة الإجرام يحقق في الجريمة للتوصل إلى المتعاونين مع القاتل.
ردود فعل غاضبة
تسببت الجريمة بردود فعل غاضبة، وطالب أهالي الحي، بل جميع العراقيين، الذين اطّلعوا على تفاصيل الجريمة، بالقصاص العادل، وهنا رصدت انفوبلس بعضا من تلك الردود ونقلتها نصاً عن أصحابها المدونين على "فيسبوك" وكما يأتي:
ـ "سالفة مو مليون إنما 30 مليون، يريد ياخذله قطعة ارض فهذا كايله جيب فليساتك لكيتلك قطعه و قبل ميجي متفقين هو وابو كاتلي ودافني وماخذين الـ 30 مليون".
ـ "اختيار الصديق يجب أن يكون بدقة وعناية، ليس كل من يبتسم بوجهك يعد صديقا، المواقف كفيلة بكشف النوايا".
ـ "يقتل القتيل ويمشي بجنازته حسبي الله ونعم الوكيل ادري هذا الزاد اللي اكلته ما غزر الله اكبر عليك".
ـ "الله أكبر والله يغفر له ويرحمه والله يصبر اهله، شنو من غدر هذا الله يفضحكم ويقرضكم وحسبنا الله ونعم الوكيل".
ـ "شلون دروب وحيل، مثل المسلسلات و الافلام ، يقتله و يدور عليه على أساس مفقود!!!!".
تصاعد معدلات الجرائم
سجّل العراق أعلى معدل لجرائم القتل، خلال العامين الماضيين، بنسبة سنوية تصل إلى أكثر من 11.5 لكل 100 ألف نسمة،. وبحسب الإحصائية التي نُشرت في وقتٍ سابق، في وسائل إعلام محلية، وتستند إلى بيانات جمعتها وزارة الداخلية، فإن نحو 5300 جريمة قتل حصلت في عام واحد.
وبهذا الصدد، قال ضابط من قيادة شرطة بغداد إنّ "أبرز سبب يدفع إلى ارتكاب الجرائم في المدن العراقية، تعاطي المخدرات، وتحديداً مادة الكريستال التي تجعل العقل البشري في هلوسة دائمة وتدفعه إلى حالات عنيفة وغير مألوفة، وهذا ما يظهر لنا عادة في التحقيقات الأولية أو التقصي عن الدوافع"، مؤكداً أنّ "الجرائم كلها تعود إلى أسباب محددة، تبدأ بالمخدرات التي انتشرت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، والأسباب التي لم تعالج من قبل السلطات، وهي البطالة والحالة الاقتصادية السيئة".
من جانبها، بيَّنت الناشطة علياء هادي، أن "الإحساس بالإفلات من العقاب يدفع إلى استسهال ارتكاب الجرائم، وأن الحلول العشائرية والضغوط على الضحايا أو ذويهم عادة ما يدفع إلى التنازل عن الحقوق القانونية، بالتالي يفلت الجاني أو مرتكب الجريمة من العقاب، وهذا الأمر يؤدي بالضرورة إلى خلق حالة من عدم احترام الدولة والقانون"، معتبرة ، أنّ "إنفاذ القانون على الجميع هو الحل، وسحب الأسلحة من أيدي العراقيين، وتوفير فرص العمل، وتمكين قطاعات الترفيه مع منع المخدرات، كلها ستؤدي إلى تقليل معدلات الجريمة في العراق".
أما الخبير الأمني أحمد الشريفي، فقد لفت إلى أن "الجرائم انعكاس لحالة الانفلات الأمني، وعدم الخوف من العقاب من قبل مرتكبيها، يجعل العراق يتحول إلى مساحة آمنة للقتلة الذين لا يخشون العقوبة، وهذا أيضاً انعكاس لحقب من الفشل في احتواء المواطن العراقي وسنوات الفوضى وسوء الإدارة للحكومات التي أعقبت الاحتلال الأميركي للبلاد". وأضاف، إن "الجرائم تحصل في كل العالم، لكن ما يحصل في العراق يمثل تحدياً للقانون الذي من المفترض أن يكون أقوى من الجميع، لذلك نحن ندعم التوجه نحوه لحل النزاعات، وحتى يحصل كل عراقي على حقه وعدم اللجوء إلى العنف".
