جهلاء يهاجمون مسلسل آمرلي ويدعون انتصارات "مزيفة" ويحاولون تتزيف التاريخ.. انفوبلس تستعرض القصة الحقيقية لفك الحصار عن مدينة آمرلي وتحريرها
انفوبلس/تقرير
بعد مرور قرابة 10 أعوام على فك الحصار عن مدينة آمرلي التي حاصرها تنظيم "داعش" الإرهابي قرابة الـ80 يوما، وبالتزامن مع عرض مسلسل آمرلي في شهر رمضان، يحاول "جهلاء" تابعون الى التيار الصدري تتزيف التاريخ وسرقة انتصارات قامت بها فصائل الحشد الشعبي بالتعاون مع الجهات الامنية الاخرى.
يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على الجدل الدائر حول تحرير مدينة آمرلي وكذلك المسلسل الذي عُرض
على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار مسلسل آمرلي جدلا كبيرا طرفه الأول أتباع التيار الصدري الذين أرادوا نسب انتصار فك الحصار المدينة لسرايا السلام، والذين قوبلوا برد "قاس" من مجاهدي الحشد الشعبي صاحبي الفضل الاكبر في تخليص أهالي آمرلي من العصابات الارهابية.
وبعد عرض الحلقة 19 من المسلسل والتي أظهرت لقطات من علميات فك الحصار عن المدينة، هاجم مدونون تابعون الى التيار الصدري المسلسل، قائلين إن سرايا السلام هي أول من دخلت والذي استُشهد أثناء الدخول الشهيد "وليد ثجيل السويري".
لكن مدونين مطلعين على ما حدث عام 2014، أكدوا أن الحشد الشعبي هم أول من دخلوا للمدينة المحاصرة واستشهاد أبو إسراء الطرفي وباسم الخريشاوي.
كما أن أهالي المدينة أكدوا في تغريدات تابعتها شبكة "انفوبلس" أن المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وبدر وكتائب الإمام علي، هم من قاموا باقتحام آمرلي. نعم، سرايا السلام كان لهم موقف لكن ليس هم مَن حرروا المدينة.
وفي نهاية آب 2014، تمكنت قوات الحشد الشعبي وبالتعاون مع الجيش في فك الحصار عن مدينة آمرلي التي حاصرها التنظيم الإرهابي قرابة الـ80 يوما.
وكان لفك الحصار عن آمرلي أثر معنوي كبير على المستويين العسكري والشعبي ومنها انطلقت معارك التحرير والمواجهة مع عصابات "داعش" الإرهابية.
*مسلسل آمرلي
مسلسل آمرلي، هو ملحمة رومانسية بسياق إنساني، وتدور أحداثه في إطار درامي اجتماعي تشويقي، ويتحدث عن قصة الدكتور (رافد) الذي يتعرض لضغوطات، تجبره وعائلته على الانتقال إلى مدينة آمرلي لتبدأ الأحداث بالتداعي، ضمن سياقات عدة، سيكون للسياق الإنساني، الدور الرئيسي فيها.
وهو من تأليف الكاتب العراقي الشاب جعفر تايه، وإخراج المخرج السوري أحمد إبراهيم أحمد، وبطولة الفنان الإيراني مصطفى زماني- صاحب دور يوسف الصديق، وكاظم القريشي، فلاح إبراهيم، مازن محمد مصطفى، ونيريمان الصالحي، ومرتضى حنيص.
أما عنوان العمل "آمرلي" فهو عائد إلى مدينة آمرلي العراقية، التي اشتهرت بعد أن تعرضت لحصار وهجوم، من تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014. وكان المخرج أحمد إبراهيم أحمد، قد أخبر بأن العمل، سيعرض قصصاً إنسانية واجتماعية، في ظل ظروف صعبة عاشها الشعب العراقي.
وبحسب القائمين على العمل، فإن المتألق "مصطفى زماني" نجم مسلسل يوسف الصديق الشهير والذي كان يرفض أي عمل درامي بعد أن جسد دور نبي الله يوسف إلا أنه أصر على أن يكون ضمن كادر مسلسل "آمرلي".
ومن النبي يوسف إلى آمرلي، هكذا انتقل الممثل الإيراني مصطفى زماني، بعد أن وجد المسلسل الذي يسرد حكاية صمود آمرلي بوجه تنظيم "داعش" الارهابي، عملاً يستحق المشاركة فيه، خاصة وأنه يرفض المشاركة في أي عمل ويحاول انتقاء الجيد منها نظراً لشهرته الكبيرة.
*رأي مصطفى زماني بـمسلسل آمرلي
ويتحدث الممثل الإيراني الشهير مصطفى زماني، الذي جسَّد شخصية النبي يوسف، عن مسلسل آمرلي، وعن الاحداث التي دارت في مدينة آمرلي المحاصرة خلال فترة تواجد داعش في العراق"، موضحا أن "القصة درامية عن الوقائع في المدينة والعصابات الاجرامية، بالرغم من أن حب الحياة مذكور في القرآن وبأن الانسان خُلق للعيش، لكن هناك أشخاص يحاولون إيقاف تلك الحياة".
ويوضح زماني، بشأن قلة أعماله الفنية، "أهدف أن تكون أعمالي فريدة ومميزة، فقد مثلت لأول مرة دور النبي يوسف، وكان له تأثير مهم بالنسبة لي كشخصية مصطفى، حيث إن شهرتي كانت من خلال ذلك المسلسل، وهذا يؤثر كثيرا على اختياري للأعمال"، لافتا إلى أنه "لن تصل الاعمال الى مسلسل يوسف، ولكن أعمل جاهدا على أن لا تشوه صورة المسلسل وأمثل في منطقة بعيدة لكي لا يصح وجه للمقارنة بين الشخصيات".
ويتطرق زماني، إلى الصعوبات بتجسيد الأدوار التاريخية أو الدينية، أن "تمثيل أو نقل حقبة او فترة أصحابها غير موجودين أمر ليس بالسهل، وتجسيد شخصياتهم أمر صعب، بالإضافة الى تخوفنا من المجتمع لكي لا يُتوهم الناس بأننا فعلا معصومون أو أنبياء".
*تفاصيل معركة آمرلي
انطلقت العمليات العسكرية فجر يوم الأحد (31 /8/ 2014)، إذ شنت فصائل الحشد الشعبي هجوماً على معاقل عصابات "داعش"، وتمكنت القوات المسلحة بفتح المنفذ البري، ثمَّ فك الحصار عن الناحية ودخول آمرلي بعد الظهر يوم الأحد عن طريق ناحية سليمان بيك وقضاء العظيم.
كما برز دور طيران الجيش والقوة الجوية والمدفعية منذ انطلاق عملية التحرير بدك أوكار الجماعات الإرهابية في القرى القريبة من آمرلي، الذي ساعد الفصائل العسكرية مع بدء العمليات من الدخول إلى ناحية آمرلي بعد أن تم تحرير قريتي جردغلي والسلام الحدودية للناحية، الأمر الذي أدى الى قتل واعتقال العديد من الارهابيين، وفرار المئات منهم الى أماكن مجهولة.
وفي يوم الاثنين الموافق (1/9/2014) كانت بشرى فك الحصار عن آمرلي الذي بدأ في العاشر من حزيران عام 2014، وتطهير جميع القرى التابعة لها، بعد معركة شارك بها القوات الأمنية والحشد الشعبي لزمر "داعش"، وقتل أكثر من (700) داعشي، فيما استُشهد من آمرلي (100) شخص، ثمَّ دخلت فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمنية الناحية بعد 84 يوماً على الحصار.
ومعركة آمرلي انطلقت من ثلاثة محاور، هي الطوز صوب قرية السلام وبسطاملي (شمالا) ومحور كفري آمرلي (شرقا) ومحور العظيم انجانه (جنوبا).
قوات الجيش العراقي هاجمت "داعش" من جنوب آمرلي فيما هاجم الحشد الشعبي من كفري وهاجمت من محور ثالث قوات البشمركة والحشد الشعبي.
* آمرلي قصة الصمود الاستثنائية
صمود آمرلي كان اسثنائياً، وقدمت نموذجاً يحتذى به في الدفاع المستميت عن الأرض بل ضربت أروع مثلاً في التلاحم والتراحم بين أهلها في فترة صمودها الاسطوري.
حصار آمرلي كان من كلِّ الجهات (360 درجة) ولمدة 84 يوماً، فبعد سقوط القرى المحيطة بها التي تربو عن ست وثلاثين قرية، شمَّر أهلها عن سواعدهم، واتخذوا موقفاً واحداً لا ثاني له، هو مقاومة "داعش" وبالأسلحة المتوفرة التي كانت قديمة ومحدودة موجودة في بيوت الأهالي.
يروي لنا بعض أهالي آمرلي، أنَّ سقوط محافظتي الموصل وصلاح الدين السريع جداً بيد التنظيم الإرهابي لم يترك للأهالي الوقت الكافي للاستعداد والتزود بالأسلحة والمُؤَن، فما إن اجتمع رجال العشائر وقرروا المواجهة حتى حوصر القضاء بعد ثلاثة أيام فقط، وهي مدة غير كافية بالمرة لكن إصرار الأهالي جعلهم جميعاً مندفعين على الساتر حتى النساء.
كان المصدر الرئيسي للأسلحة هو ما متوفر في البيوت، وهي قديمة ومحدودة، كانت بعض العوائل المتكونة من خمسة أفراد تجدهم على الساتر جميعاً ولكنهم يملكون سلاحاً خفيفاً واحداً ينتظرون استشهاد أحدهم ليتلقَّفوه ويسدوا مكانه، وبعضهم ينتظر اقتراب الداعشيين للاستلاء على سلاحهم.
ويوضح الأهالي: كان جميع الرجال على الساتر، وعلى الرغم من أن النساء كانت مستعدات بالسكاكين لكن لم تحتاجهن السواتر؛ فآمرلي معروفة بالشجاعة والكرم ولا يقبلون بالضيم والعدوان، وهذه الخصال وُرِثت من الأجداد، وسار الأبناء على نهج سلفهم بالتصدي ثانيةً للعدو الداعشي الذي لا يمت بصلة للمجتمع العراقي ولا للمجتمع الآمرلي.
ويكمل لنا راوياً: إنَّ انقطاع الكهرباء كان متوقعاً لكن لم نكن نتوقع انقطاع الماء، إذ رأينا في صباح أحد الأيام في الطرق المحاذية للقضاء سيارات كبيرة اعتقدنا أنَّها محملة نفطاً لتهريبها لكن أتضح أنَّها لملء خزانات مياه القضاء بالنفط الأسود! فقطع الماء عنا فكانت الآبار الارتوازية المنقذ من الهلاك عطشاً.
ويؤكد، إنَّ داعش استهدف القضاء استهدافاً كبيراً، فقد صدَّ الأهالي 30 هجمة انتحارية، وكانت هدفاً لـ 20 إلى 30 قذيفة هاون يومياً، ومن أسباب استهداف آمرلي أنَّها تشغل موقعاً استراتيجياً رابطاً بين المدن، وكانت تسمَّى قديماً طريق الحرير، وفشلت محاولات احتلالها مرَّات عدَّة، لذا كانت تشكل حجر عثرة في طريق التنظيم الإرهابي لعدم تمكنه من الاستحواذ عليها.
ويسرد لنا قصصا عن التلاحم والتراحم بين الأهالي منها: فقد قرر الجميع أن يصبح القضاء كبيت واحد، وما في بيت أحدهم يُعد ملكاً للجميع ويعيشون على التكافل والتقاسم ما في بيوتهم، فكانت عوائل عدة تجتمع في بيت واحد لطبخ قدر واحد للاقتصاد، إذ أصبح الملح شحيحاً والطحين نفد ويُخبز بلا خميرة، والمادة الغذائية التي كانت متوفرة بكثرة هي اللحم واللبن، لأنَّ المنطقة زراعية والمواشي والأغنام كثيرة فكان الذبح على قدم وساق ويوزع على البيوت بلا مقابل.. ويسردون لنا حكايات تفوق الخيال عن صمود هذه المدينة، فعلى الرغم من تواصل مروحيات طيران الجيش والقوة الجوية بالهبوط على القضاء لتزويدهم بالأرزاق والعلاج وإخلاء الجرحى والنساء، فحدث أن تأخرت المروحيات لسبب ما، فكان أن أُصيب طفل بقذيفة؛ ولأنَّ القضاء لا يحوي مشفى بل مركزاً صحياً فقط، صعب الأمر عليهم معالجة الطفل، فاضطر أهله إلى بتر ساقه بمنشار عادي لإنقاذ حياته! وشكلت غرفة عمليات متكونة من 65 شخصاً، هم: بعض الآمرليين وأفراد من القوات الأمنية المنسحبة من الموصل ومتطوعين من محافظات العراق.. تطوعوا للقتال مع الأهالي ضد داعش، فحفرت الخنادق وصدت الهجمات الانتحارية.