حكمة "النجفيين" أوقفت الاقتتال الشيعي.. محركات الفتنة تستغل الخلاف السياسي لزعزعة الأمن
انفوبلس/..
مسلسل الفتنة ومحاولات زعزعة الأوضاع الأمنية في المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق لم ينتهِ بعد، فالأيادي الخارجية والداخلية لازالت تعاود تحركاتها اليائسة خصوصا بعدما أقدمت مساء أمس الاول الجمعة على بث مقاطع مصورة عبر “جيوشها الإلكترونية” تزعم تنفيذ ما أسمته بـ “الانقلاب” المسلح داخل محافظة النجف الاشرف، وكذلك بثت تلك الجهات مقاطع قديمة ادعت فيها وجود تظاهرة شعبية أمام بيت المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (قدس).
هذه التحركات تأتي بالتزامن مع الاضطرابات السياسية وحالة الانسداد المستمر بين الكتل المنضوية تحت قبة البرلمان، وكذلك مع الجريمة التركية في شمال العراق، حيث رأى مراقبون للمشهد السياسي أن الجهات التي تحاول إثارة الفتنة واتخاذها من محافظة النجف الأشرف بداية لذلك هدفها “التغطية” على الجريمة التركية، عبر إثارة الرأي العام وخشيته من اندلاع فتنة في “عاصمة الشيعة”.
وبالفعل فشل هذا المخطط بفضل الوعي الشعبي لدى العراقيين، بعد دقائق من البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الداخلية ومديرية شرطة النجف.
ونفت الداخلية العراقية صحة تلك الأنباء التي تداولتها مواقع التواصل بشأن انتشار جماعات مسلحة في مدينة النجف، مشيرة الى أن تلك الجهات تحاول وعبر الصفحات المأجورة والإعلام الكاذب والصفحات الوهمية تضليل الناس والعبث بأمن المحافظة من خلال نشر أخبار كاذبة وعارية عن الصحة.
وأضاف البيان أن “جميع ما ذكر وسيذكر من هذه الأخبار شائعات كاذبة، الغاية منها زعزعة الوضع الأمني وإثارة الرعب والهلع عند الناس”.
من جانبها، نشرت شرطة النجف مقاطع فيديو على الهواء مباشرة عبر حسابها بموقع فيسبوك، تظهر استقرار المدينة وانتشار القوات الأمنية فيها.
جدير بالذكر أنه في فترة 2019 و2020 بعد انطلاق تظاهرات تشرين، حاولت جماعات بمختلف المسميات كـ “أفواج مكافحة الدوام” و “ثوار النجف” العبث بأمن تلك المحافظات وفي مقدمتها النجف وكربلاء.
ولازال الانسداد السياسي مستمرا والحلول شبه غائبة وذلك بسبب الصراعات المستمرة حول منصب رئيس الوزراء بين الكتل الشيعية وكذلك داخل الكتل الكردية على كرسي رئيس الجمهورية، ومن المحتمل أن تشهد الأيام المقبلة حراكا سنيا لإقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من منصبه.
بدوره، أكد النائب السابق محمد اللكاش، أن “العراق ومنذ الانتخابات البرلمانية المبكرة وما سبقها من تظاهرات للفتنة، يمر بحالة من الفوضى العارمة في الشارع وهناك مناوشات ودفع مستمر من جهات داخلية وخارجية نحو استمرار الفوضى في البلد”.
وقال اللكاش، إن “هناك جهات سياسية مرتبطة بأخرى خارجية تعمل بين الحين والآخر على إثارة الفتنة وجر الأوضاع الى ما يُحمد عقباه، إلا أن حكمة العراقيين وعدم انجرارهم وراء تلك المخططات فضلا عن جهود القوات الأمنية أدت الى إجهاض تلك المحاولات”.
وأضاف، أن “ما اُشيع مؤخرا حول وجود زعزعة لأمن محافظة النجف هدفه إثارة الرأي العام والشارع العراقي والدفع باتجاه حرب شيعية – شيعية”.