حوادث متفرقة أم انهيار أمني؟ جريمة مروعة ثالثة في صلاح الدين.. تعذيب وقتل شاب يدعى "رائد الويسي" في الإسحاقي
انفوبلس..
بعد مرور 4 أيام من اختفائه، عثرت القوات الأمنية في محافظة صلاح الدين، أمس الاثنين، على جثة شاب من أبناء المحافظة يدعى رائد لطيف الويسي وعليها آثار تعذيب، بحادثة هي الثالثة في المحافظة خلال فترة وجيزة بعد جريمة العباسية التي راحت ضحيتها عائلة كاملة، وحادثة الشرقاط التي راح ضحيتها عبد الرزاق عناد شقيق وزير الدفاع السابق بعد إطلاقه النار على نفسه، فماذا يحدث في صلاح الدين؟
ويوم أمس، عثرت القوات الأمنية على جثة الشاب رائد لطيف الويسي السامرائي قرب مشروع ناحية الإسحاقي، بعد مرور أربعة أيام من اختفائه. وذكرت مصادر أمنية أن الجثة ظهرت عليها آثار تعذيب واضحة، مما يشير إلى أن الضحية قد تعرض لاعتداء قبل وفاته.
وبحسب مصادر محلية فإن تحقيقات القوات الأمنية مكنتها من معرفة الجاني والقبض عليه وتقديمه للعدالة.
مسلسل جرائم وحوادث القتل في محافظة صلاح الدين في الآونة الأخيرة أثار قلق سكان المحافظة وتساؤلاتهم عن سبب ارتفاع معدلات تلك الجرائم، وفي الوقت ذاته أبدوا مخاوفهم من وجود انهيار أمني يؤدي بدوره إلى غياب سلطة القانون وانتشار الجرائم، خصوصاً بعد حدوث جريمتين مروعتين قبل الجريمة الأخيرة بفترة وجيزة.
ففي يوم الأربعاء الماضي، أثارت وفاة شقيق عبد الرزاق عناد، شقيق وزير الدفاع السابق جمعة عناد، الكثير من الجدل وتضاربت الرواية حولها، قبيل التوصل إلى حالة التأكد والإعلان عن انتحاره. ليفتح ذلك باباً حول الأسباب ويعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً والبحث بتعمق حول ما إذا كان إرهابياً فعلاً.
في 21 آب الجاري، وُجِد عبد الرزاق عناد، شقيق وزير الدفاع الأسبق جمعة عناد، مقتولاً في سيارته برصاصة خرجت من مسدسه الشخصي.
وقال مصدر في مستشفى الشرقاط، "وصل عبدالرزاق إلى مستشفى الشرقاط، وكانت إصابته رصاصة بمنطقة الرأس، تُوفي على إثرها مباشرة، وقدمنا كافة الإجراءات اللازمة".
وأضاف، "حسب التحقيقات الأولية فقد وُجد الشاب مقتولا بسلاحه الشخصي، داخل سيارته، في منطقة العيثة، دون معرفة الأسباب فيما إذا كان انتحارا أو اغتيالا، والتحقيقات جارية لكشف التفاصيل"، قبل أن يتبين أنه مات منتحراً.
وفي نفس اليوم، الأربعاء الماضي، قال مصدر في الشرطة إن "مسلحين يرتدون زيّاً عسكرياً فتحوا النيران باتجاه ستة أشخاص من أسرة واحدة بعد اقتحام منزلهم في منطقة العباسية في سامراء ما أسفر عن مقتلهم في الحال، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة".
ووفقاً للمصدر، فإن القتلى هم خمسة أشقاء أربعة ذكور وأنثى واحدة إضافة إلى أمهم، مشيراً إلى أن القوات الأمنية لا تزال مستمرة في عملية البحث عن الجناة، مؤكداً أن الجريمة جنائية.
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، في بيان أن "وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وجّه بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الشرطة لمعرفة ملابسات حادث مقتل أسرة بالكامل في قضاء سامراء، مضيفا أنه قد باشرت اللجنة أعمالها".
بدورها قالت خلية الإعلام الأمني في بيان أنه "تم التوصل إلى خيوط مهمة في هذا الحادث، وإلقاء القبض على عدد من المشتبه بتورطهم وعلاقتهم بالحادث الذي تشير معلوماته الأولية وبحسب المعطيات على أنه جنائي".
هذا وأشار مصدر أمني إلى اعتقال ثلاثة من المشتبه بتورطهم بحادث قتل الأسرة في سامراء، مبيناً أن عملية الاعتقال جرت في أطراف قضاء سامراء.
وأكد بأن العائلة التي جرت تصفيتها في ناحية العباسية بسامراء، سبق وأن تم اغتيال والدهم العام الماضي.
وأبلغ المصدر، أن "والد العائلة هو مختار إحدى المناطق السكنية في العباسية وتم اغتياله العام الماضي، واليوم تمت تصفية عائلته عن بكرة أبيهم".
وأضاف، أن "تفاصيل الجريمة ما زالت قيد التحقيق".
من جانبه، أوضح بيان لمحافظة صلاح الدين، أن المحافظ بدر الفحل يتواصل بشكل مباشر مع الجهات الرسمية العليا المختصة والقيادات الأمنية المحلية في المنطقة والجهات الاجتماعية بخصوص الحادث.
وأكد الفحل، بحسب البيان، أنه "بهدف منح فرصة التحقيق المهني والدقيق للجنة المشكلة بهذا الخصوص، يجب الالتزام الكامل من قبل الجميع بالإجراءات القانونية اللازمة وندعو وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى عدم الانجرار وراء الشائعات وانتظار نتيجة التحقيق التي ستظهر خلال الساعات المقبلة".