"داعش يطلّ برأسه".. جريمة مروعة ينفذها في النخيب والدولة تطاردهم
إنفو بلس/..
يستغل تنظيم داعش الإرهابي مواسم جمع الكمأة أو "الجمة" كما يحلو للعراقيين تسميتها، بالمناطق الصحراوية الموجودة في العراق، لإرسال رسائل وجودية، فهذا التنظيم غالباً ما يستهدف المنقِّبون عن الكمأ عبر اختطافهم وارتكاب جرائم بحقهم لا تمت للإنسانية بصلة.
وتشهد المناطق الصحراوية غربي العراق عملية جمع الكمأ بعد انتشارها بشكل كبيرة وطرحها للأسواق حيث تواجه إقبالاً كبيراً من الأهالي.
والكمأة نوع من أنواع الفطر البرّي يشبه حبّات البطاطا، ويظهر بين شهري أكتوبر/ إيلول وديسمبر/ كانون الأول من كل عام بعد هطول الأمطار وحدوث العواصف الرعدية، ويبدأ جنيه في أوائل شهر فبراير/ شباط حتى نهاية مارس/ آذار.
ويتوجه المنقِّبون عن الكمأ إلى المناطق الصحراوية، على شكل مجموعات كبيرة مصطحبين معهم عدّة صغيرة لنبش الكمأ، ثم جمعه في أكياس أو حاويات بلاستيكية أو معدنية، لبيعه في الأسواق.
ويوفر التنقيب عن الكمأ فرص عمل كثيرة للعديد من الشباب العاطلين من العمل، نظراً لحاجة الكمأ إلى مجموعات كبيرة من الشباب لجمعه من المناطق الصحراوية، ثم تعبئته ونقله إلى الأسواق وتفريغه وتوزيعه على التجّار والبائعين.
*جريمة الرجابية
أقدمت مجموعة من عناصر عصابات داعش على اختطاف خمسة أشخاص بينهم منتسب أمني كانوا يستقلون عجلة مدنية حال تواجدهم في منطقة الرجابية بناحية النخيب في الأنبار.
يقول مصدر أمني، إن خمسة أشخاص اختُطفوا منذ حوالي 4 أيام ضمن منطقة الرجابية بمدينة النخيب.
لكن يوم أمس، عثرت القوات الأمنية على جثث المفقودين جميعهم وهم مقتولين، بجانب عجلتهم التي أحرقها التنظيم الإرهابي.
*تفاصيل الحادثة
يروي القيادي في حشد الانبار اللواء طارق العسل، تفاصيل الحادثة بالقول: "اختُطف 5 أشخاص في صحراء النخيب الواقعة بين محافظتي الأنبار وكربلاء، أثناء قيامهم بجني الكمأ منذ 4 أيام"، ذلك قبل أن يتم العثور على جثث الضحايا.
ويضيف، أن الأشخاص الضحايا هم "من سكنة قضاء الرطبة ناحية النخيب التابعة إداريا إلى محافظة الأنبار".
وأشار العسل إلى، أن "الأشخاص فُقِد أثرهم في منطقة تقع بين الأبيض والصفاوية التي تبعد عن ناحية النخيب 150كم غرباً، والحادث ضمن قاطع مسؤولية لواء الحدود الخامس".
*العثور على الجثث
من جانبه، أفاد القيادي في تحالف الأنبار الموحد عبدالله الجغيفي، بأن عناصر عصابات داعش الإجرامية قتلت جميع المخطوفين الخمسة الذين تم اختطافهم في الأنبار.
وقال الجغيفي، إن "القوات الأمنية عثرت على جثث المختطفين الخمسة الذين تم اختطافهم أثناء تنقلهم بعجلة مدنية في منطقة ناحية النخيب".
وأضاف، إن "المختطفين هم ٣ طلاب واثنين من منتسبي القوات الأمنية وهم من عشيرة شمَّر". مؤكدا، إن "القوات الأمنية لم تتمكن بعد من اعتقال المتورطين بعملية الاختطاف".
*أسماء الضحايا
بحسب مصادر أمنية مطّلعة، فإن الضحايا كانوا يستقلون عجلة مدنية نوع نيسان بيك أب 2013، وعُثر عليها محترقة في منطقة الغلث غرب وادي الصفاوية بجانبها جثث المقتولين، وهم (صباح حسين شحاذه/ منتسب في فوج طوارئ 21، أركان صباح حسين شحاذه/ مدني، خالد منصور حسين شحاذه/ مدني، علي رضا حسن شحاذه/ مدني، وعبدالله خلف عواد شحاذه/ مدني).
*مطاردة الإرهاب
وتشير هذه المصادر، إلى أن "القوات الأمنية تلاحق المتورطين في تلك الجريمة بمناطق ذات تضاريس معقدة".
*خارج كربلاء
وبعد هذه الجريمة، أكدت قيادة شرطة محافظة كربلاء المقدسة أن الحادث خارج حدودها بمسافة 75 كيلو مترا.
كربلاء آمنة ومستعدة تماماً لزيارة النصف من شعبان
وشددت على أن قاطع المسؤولية الذي يقع على عاتق قيادة العمليات وقيادة الشرطة مؤمّن بالكامل وهناك عمليات استباقية وممارسات أمنية مشتركة مستمرة في تعزيز الأمن المجتمعي وفرض القانون.
ونوّهت كذلك إلى الاستعداد التام لاستقبال زيارة النصف من شعبان المبارك والاستمرار بواجبات ومهام مكثفة لنجاح خطة الزيارة المليونية.
*أسباب تعرّضات الأنبار
التعرّضات الإرهابية المتزايدة خلال هذه الفترة في محافظة الأنبار، يرى الخبير الأمني سلام الزبيدي، أن الخلافات السياسية داخل المكون السنّي أحد أسبابها.
ويقول الزبيدي، إن "الخلافات السياسية بين المكون السنّي تُعد من أسباب عودة نشاط عصابات داعش الإرهابية في محافظة الأنبار". مشيرا، إلى أن "هنالك بعض الحواضن مازالت لم تطهر لغاية الآن".
وتابع، إن "هذه التعرّضات تدل على مؤشرات خطيرة على الوضع الأمني داخل العراق ويجب الشروع في عملية أمنية واسعة في الفترة المقبلة". لافتا، إلى أن "بعض الجهات تعمل على إسناد هذه العصابات بالتزامن مع أحداث معينة من أجل التأثير على القرار السياسي في بعض الأحيان".
وأضاف، إن "المناطق التي تشهد تعرّضات أمنية على المواطنين والقوات العسكرية تحتاج إلى عملية استباقية لإنهاء جميع المضافات التي لازالت تحوي بعض عناصر داعش الإرهابي".