سلام المولى يلتحق بـ"هشام الخزاعي".. تعذيب بالكهرباء حتى الموت.. مَن يتحمل المسؤولية؟
انفوبلس/ تقارير
أثارت قضية وفاة الموظف "وسام المولى" في محافظة البصرة، بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية واحتجازه في مديرية مكافحة الجرائم نتيجة "التعذيب"، موجة غضب ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة وتأهيل القوات الأمنية.
*تفاصيل الحادثة
صباح اليوم، ناشد مواطنون وذوو المعني، رئيس مجلس القضاء فائق زيدان ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري بالتدخل لوقف الأساليب البعثية التي تنتهجها مديرية مكافحة البصرة، مؤكدين أن المديرية اعتقلت الموظف "سلام المولى" وأقدمت على تعذيبه حتى الموت!.
*تعذيب حتى الموت بواسطة الكهرباء والـ"كيّ"
تعذيب "المولى" تم بواسطة الكهرباء وبأمر من مدير مكافحة إجرام البصرة وفق ذويه ومواطنين، مؤكدين أن طريقة التعذيب تُذكِّرهم بزمن الطاغية المقبور وكيف كان يقسو ويقتل المعتقلين المعارضين لحزبه المُباد بطرق وحشية تفتقد إلى أبرز مقومات الإنسانية.
ويتابعون، "تم كيّ جسم المولى بالسكائر ومن ثم تعذيبه بواسطة الكهرباء لغرض انتزاع الاعتراف منه بالقوة".
*دعوة لهيكلة إجرام البصرة بعد الجريمة
وبهذا الشأن، طالب المؤلف والباحث في تاريخ الأديان، عباس شمس الدين، بهيكلة مديرية مكافحة إجرام البصرة، عقب جريمة قتل "المولى" البشعة.
لو صحت الانباء عن مصرع الموظف سلام المولى تحت التعذيب في مديرية مكافحة اجرام البصرة. فالواجب هيكلة هذه المديرية وتسريح منتسبيها واعادة تشكيلها.
— عباس شمس الدين (@abbaschamsuddin) May 30, 2023
يستحيل ان نعيش في هذا العصر ويموت الناس تحت التعذيب.
وقال شمس الدين في تغريدة على تويتر تابعتها شبكة "انفوبلس"، ما نصّها، "لو صحّت الأنباء عن مصرع الموظف سلام المولى تحت التعذيب في مديرية مكافحة اجرام البصرة، فالواجب هيكلة هذه المديرية وتسريح منتسبيها وإعادة تشكيلها".
*ردود فعل غاضبة
فجّرت الحادثة غضب العراقيين، مستذكرين بها جرائم البعث المقبور وطرقه بانتزاع الاعترافات بالقوة، إذ قال أحد المدوّنين، "للأسف الشديد إلى الآن أغلب ـ إن لم تكن جميعها ـ الأجهزة الأمنية تستخدم التعذيب في التحقيقات والاستجوابات". ويضيف المدوّن، "هناك آلاف الطرق للإدانة و كشف الحقائق بلا ضرب ولا تعذيب لكن ما زال العنصر الأمني يختار الطريقة البعثية والصدامية".
*مدير المكافحة.. من المرور إلى الإجرام!
أمّا بشأن مدير مكافحة إجرام البصرة العقيد صباح علي حسين جاسب، والذي تم تعيينه في عام 2019 بهذا المنصب، فيؤكد أحد المدوّنين أنه لا يصلح لهذا المنصب كونه كان في سلك المرور وبعيد كل البعد عن مكافحة الإجرام وطرق إدارتها.
وجاء في تغريدة المدوّن تعليقا على جريمة "المولى"، أن "مدير مكافحة الإجرام كان ضابطا في المرور ومن ثم حوّل على صنف الإجرام وأنا أعرفه حق المعرفة".
*الدخول بتهمة والخروج بأربع!
إلى ذلك، قال مختصون، إن "التعذيب موجود في كل السجون والمعتقلات العالمية لكل بطرق تختلف والأدهى من ذلك اليوم يُعتقل شخص بتهمة واحدة ويخرج بأربع، وهذا اتفاق ما بين أهل الدعاوى وبعض ضعاف النفوس من الأجهزة الأمنية مقابل مبالغ مالية يدفعها الجاني إلى أهل الدعاوى وتُعطى حصة للأجهزة الأمنية، فأين الحق وشرف المهنة؟".
*أين الخلل وَن المسؤول عن هذه الجرائم؟
وبهذا الشأن، قال مراقبون للشأن الأمني، إنه "سبق وإن تمت هيكلة هذا الجهاز المريض أيام التسعينيات وأُعيد العمل به في الألفينات لكن العلّة ليست به بحد ذاته إنما بمنظومة أمنية تعتمد على التعذيب وتتجاهل الأدلة الجنائية في أغلب الأحيان وتعتبرها تحصيل حاصل".
*ليست الجريمة الأولى
لم تكن الجريمة البشعة التي طالت "المولى" هي الأولى في هذه المديرية، بل سبقتها قرابة أربع جرائم على نفس الشكلة، إذ كشف أحد المحامين في البصرة عام 2021، عن وفاة مواطن تحت التعذيب في مديرية مكافحة الإجرام، بعد اعتقاله بسبب تشابه اسمه مع متهم آخر.
وقال المحامي سليم سالم الخزاعي آنذاك؛ إن شخصاً من أقاربه يدعى هشام الخزاعي، تم اعتقاله أثناء مروره بسيطرة الشهيد حسن جلوب المعروفة بـ"سيطرة السدرة" في مدخل البصرة الشمالي من جهة الطريق الدولي السريع، لتشابه اسمه مع متهم آخر مطلوب للجهات الأمنية.
وبيّن، إن قريبه "فارق الحياة في مديرية مكافحة الإجرام من شدة التعذيب الذي تعرض له أثناء التحقيق معه لانتزاع اعتراف منه عن جريمة لم يقترفها".
وأكد الخزاعي ـ وهو الموكَّل القانوني من قبل الضحية لإثبات قضية تشابه الأسماء ـ إنه أثبت للجهات القانونية والقضائية براءة موكّله وتشابه اسمه مع المتهم المطلوب وأن لديه كتاباً رسمياً للإفراج عنه.