سنجار تحت نيران تركيا بذرائع مختلفة.. و"شيرزاد قيراني" آخر المستهدفين
انفوبلس..
في عملية اغتيال نفذتها القوات التركية داخل الأراضي العراقية قُتل القيادي في وحدات حماية سنجار "اليبشة" التابعة لحزب العمال الكردستاني، شيرزاد قيراني ومرافق له بقصف استهدف سيارة يستقلّها وسط مدينة سنجار في محافظة نينوى.
مصادر محلية كشفت أن طائرة مسيّرة تركية، أقدمت على قصف سيارة تابعة لعناصر مسلحة من حزب العمال الكردستاني بالقرب من مديرية شرطة سنجار غربي محافظة نينوى، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بينهم قيادي بارز في الحزب، مؤكدة أن هذا هو الحدث الثاني من نوعه خلال أقل من 48 ساعة الذي يستهدف أعضاء بارزين في الحزب المعارض لأنقرة، والذي ينشط بمدينة سنجار وضواحيها.
مصدر في الجيش العراقي المرابط شمالي سنجار ذكر أن "طائرة مسيّرة يُرجّح أنها تركية، أقدمت على قصف سيارة تابعة لعناصر مسلحة من حزب العمال الكردستاني بالقرب من مديرية شرطة سنجار، غربي محافظة نينوى، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بينهم قيادي بارز في الحزب".
وبيّن المصدر، أنّ "المسلحين من حزب العمال الكردستاني فرضوا إجراءات أمنية مشددة حول السيارة التي تم قصفها، وفي المناطق القريبة من موقع الحادث، فيما منعت العناصر المسلحة من الحزب قوات الشرطة العراقية من الاقتراب من موقع الحادث لإجراء تحقيق في عملية القصف".
في السياق ذاته، أصدر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بياناً قال فيه، إنّه "بحسب معلومات جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان، فإنه في الساعة 12:00 من منتصف ظهر اليوم، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة مسؤول أمني في قوات (اليبشة) بقضاء سنجار"، و"اليبشة"، هو مختصر لوحدات حماية سنجار التابعة لحزب العمال الكردستاني.
وأضاف البيان، إنّ "القصف تسبب بمقتل المسؤول الأمني وأحد حرّاسه".
وتستهدف عمليات تركية ممنهجة ومستمرة منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "العمال الكردستاني" في عدة مناطق شمالي العراق، ضمن إقليم كردستان، تقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، الأمر الذي يمثل انتهاكاً سافراً لسيادة الأراضي العراقية وتبرره تركيا بأن "تلك العمليات تنطلق من حقها في الدفاع عن أمنها".
الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، أكد أن تركيا تخالف القوانين الدولية "بتنفيذها عمليات عسكرية في شمال العراق"، مشيرا إلى أنها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة الذي يوجب "احترام سيادة الدول".
وأوضح، أن تركيا تتذرع باتفاقية كانت أنقرة قد أبرمتها مع النظام السابق، ولكن هذه الاتفاقية لم يتم تجديدها بعد 2003 ولم تودع منها نسخة في الأمم المتحدة.
ويخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة "إرهابية"، تمردا ضد الدولة التركية منذ 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.
المحلل السياسي العراقي، رعد هاشم، قال إن رد فعل الحكومة العراقية "بإدانة الهجمات غير كاف، خاصة وأن ما يتم هو عبارة عن اعتداء على دول مجاورة بشكل صريح".
وطالب بضرورة تحرك السلطات في العراق على جميع المستويات، والحديث مع "أنقرة بلهجة أكثر حدة بسبب انتهاكاتها في البلاد". مضيفا، إن "القوات التركية دخلت في شمال العراق من دون أخذ موافقات من العراق أو وجود تفويض أممي للقيام بهجماتها واستهداف حزب العمال الكردستاني".
و في الـ27 من شهر شباط/ فبراير الماضي، استهدف قصف تركي على قضاء سنجار سيارة تقل القيادي في لواء 80 بالحشد الشعبي -لواء الأيزيديين- بير جكو، الأمر الذي أثار موجة سخط كبيرة من الاعتداءات التركية المستمرة على الأراضي العراقية.
ولتفسير ما يجري في سنجار بشكل دقيق، يؤكد مراقبون أنه بعد سقوط القضاء بيد عصابات داعش الإرهابية وتحريره، شكّل الأيزيدون في القضاء لواءً تابعاً للحشد الشعبي -لواء 80-، يهدف بشكل رئيسي إلى التعاون مع القوات الأمنية على فرض الأمن في القضاء ومنع احتمالية عودة العناصر الإرهابية إليه.
العديد من أبناء القضاء انضموا إلى اللواء المُشكّل، ولكن بعضهم كان لديه انتماء سابق لحزب العمال الكردستاني، وهذا ما يصنع لغطاً كبيراً وازدواجية لدى محتلف الأطراف وخصوصاً تركيا، حيث إنها تتهم الحشد الشعبي بإيواء عناصر حزب العمال داخل لواء 80، فيما يؤكد الأخير عدم صحة هذه المزاعم وأن اللواء مكوّن من قيادات وأفراد عراقيين فقط ولا شأن له بحزب العمال لا من قريب ولا من بعد.
وبعد استهداف جكو، نشر النائب عن الكتلة حسن سالم تغريدة عبر تويتر ذكر فيها، أنه "على الخارجية العراقية استدعاء السفير التركي ومحاسبته وتسليمه مذكرة احتجاج على استهتار القوات التركية بقصفها بالطائرات المسيّرة قضاء سنجار وارتكاب جريمة قتل القيادي في الحشد الشعبي فوج 80 الشهيد الايزدي (بير جكو)".
وأضاف، أن "هذه الجريمة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها القوات التركية بحق أبناء الشعب العراقي الذي يقدم الكثير من المساعدات لأبناء الشعب التركي الذي تعرّض إلى زلزال مدمّر يقابلها ارتكاب حكومة تركيا جرائم وقطع المياه عن الشعب العراقي".