سيارة مفخخة تضرب خالص ديالى وتخلف عشرات الضحايا.. كيف حدث ذلك؟
الأولى منذ 7 سنوات..
سيارة مفخخة تضرب خالص ديالى وتخلف عشرات الضحايا.. كيف حدث ذلك؟
انفوبلس/..
غابت عن مسامع العراقيين منذ سنوات عدة، أخبار بوقوع ضحايا بسيارات مفخخة، لكن ما وقع مؤخرا في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، من تفجير مفخخة ووقوع ضحايا بالعشرات شكّل صدمة ومخاوف من تجدد نشاط الإرهاب وعودة عصابات داعش الإرهابية الى ممارسة هذا النوع من الاستهدافات في المحافظة هذه أو غيرها من المناطق والمحافظات.
ويعد هذا التفجير الأول من نوعه منذ سبع سنوات، إذ حدث آخر تفجير بسيارة مفخخة في محافظة ديالى عام 2016، مستهدفاً سوقاً شعبياً مزدحماً في حي شفته الذي تقطنه غالبية شيعية بوسط بعقوبة، مركز المحافظة، إذا ما استثنينا السيارة المفخخة التي استهدفت موكب النائب السابق محمد الدايني لدى مروره في قضاء بعقوبة عام 2021.
وفي المحافظة الواقعة بالقسم الشرقي من وسط العراق، وتحدّها من الشمال محافظة السليمانية وجزء من محافظة صلاح الدين، ومن الغرب محافظتا بغداد وصلاح الدين، ومن الجنوب محافظة واسط، لم تكن الاضطرابات فيها وليدة اليوم، بل هي ممتدة منذ سنوات.
*تفجير الخالص
وقبل ستة أيام، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في قضاء الخالص بمحافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد.
وقال مصدر في الشرطة العراقية، إن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجّرها عند المدخل الشرقي لبلدة الخالص التابعة لمحافظة ديالى مما أدى إلى وقوع جرحى وشهداء، ناهيك عن احتراق عدة سيارات".
*تفاصيل إضافية
ولم تمضِ سوى ساعة أو أقل بقليل حتى أعلنت مصادر أمنية تفاصيل جديدة تخص الحادث الإجرامي.
وقالت المصادر، إن "حصيلة انفجار سيارة مفخخة عند المدخل الرئيسي لبلدة الخالص (80 كم) شمال شرق العاصمة بغداد هي 14 قتيلاً و30 مصاباً".
وأوضحت المصادر، أن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجّرها عند المدخل الشرقي لبلدة الخالص التابعة لمحافظة ديالى مما أدى الى مقتل 14 شخصا من بينهم نساء وأطفال وإصابة 30 آخرين".
وأشارت إلى أن "13 سيارة احترقت بالكامل نتيجة الهجوم"، مبينة أن "الانفجار وقع على بعد نحو 50 مترا من نقطة التفتيش الشرقية للبلدة حيث تشهد ازدحاما في الدخول الى البلدة في ساعات الصباح الأولى".
*داعش يتبنى
وتبنى تنظيم داعش الإجرامي، هذا التفجير بشكل رسمي؛ الأمر الذي عدّه مراقبون للشأن الأمني، تطوراً خطيراً يتطلب تكثيف الجهود الاستخبارية والأمنية والعسكرية لمنع تكرار مثل هذه العمليات الإرهابية.
*اضطرابات أمنية
وتشهد محافظة ديالى، بين الفينة والأخرى، اضطرابات أمنية، تسببت بوقوع العشرات من الضحايا سواء من المدنيين أو الأمنيين، وسط عجز عن السيطرة على الأوضاع هناك، فما إن تهدأ نيران أزمة ما، حتى تشتعل أخرى أكبر منها.
وتعرضت ديالى لهجوم "داعش" الذي سيطر على مناطقها المحاذية لمحافظة صلاح الدين والمناطق الشمالية الأخرى في عام 2014 إبان سيطرة التنظيم على مساحات مهمة في البلاد قبل أن تقوم القوات العراقية بتحرير تلك المناطق عام 2017، لكن المحافظة بقيت من المناطق الهشّة التي تتعرض بشكل مستمر لهجمات إرهابية وإلى عمليات اغتيال وخطف.
*إنهاء الخروقات
في آذار الماضي، شدد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، على تكثيف الجهود الأمنية لإنهاء الخروقات في محافظة ديالى.
وذكر بيان لقيادة شرطة المحافظة، أن وزير الداخلية زار قيادة الشرطة خلال جولته الميدانية، مبينا أن الوزير عقد اجتماعًا أمنيًا بحضور قائد العمليات اللواء الركن علي فاضل عمران وقائد شرطة ديالى اللواء علاء غريب الزبيـــــــدي، ومدير مرور ديالى وعددًا من ضباط الشرطة.
ووفقا للبيان، شدد الشمري، على تكثيف الجهود الأمنية والاستخبارية من أجل إنهاء الخروقات الأمنية وإلقاء القبض على المطلوبين ومحاربة عمليات التهريب والجريمة المنظمة، مؤكدا ضرورة حماية أمن وممتلكات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم، وإظهار الصورة الحقيقية لوزارة الداخلية من خلال التعامل الحسن مع المواطنين.
*ما الذي تحتاجه ديالى؟
يرى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن محافظة ديالى بحاجة إلى جهد أمني ومجتمعي، وتفعيل الجهد الاستخباري، ونصب أبراج مراقبة، وتحليل صور الطائرات المسيّرة، وحماية الحدود، فضلاً عن إقامة المتاريس لمنع الخروقات الأمنية المتكررة.