صراع "مُحتدم" بين عشيرتي الزوامل وعتّاب.. مقتل 6 أشخاص خلال مناوشات دامت أسابيع
انفوبلس/ تقرير
رغم أن أغلب حالات القتل جراء النزاع العشائري تحدث في محافظتي البصرة وميسان، جنوبي العراق، وتسجل أرقاماً مرتفعة، إلا أن جارتهما ذي قار شهدت مؤخراً، صِداماً محتدماً بين عشيرتي الزوامل والعتّاب أدى الى مقتل 6 اشخاص.
يُعد ملف النزاعات العشائرية، من أبرز القضايا التي لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلولاً جذرية، حيث يستمر تسجيل ضحايا ومصابين في المحافظات الجنوبية والوسطى، والتي تستدعي في بعضها تدخل قوات الجيش لفضّها.
*تفاصيل صراع "محتدم" بين عشيرتي الزوامل والعتاب
بين الحين والأخير يتجدد الصراع بين عشيرتي السادة الزوامل والعتاب المستمر منذ 2021، حين قتل الشيخ شاكر برزان الزاملي وشخص من عتاب.
ويقول أحد شيوخ عشائر ذي قار لـ"انفوبلس"، إنه "في حي الزهراء بناحية السيناوية تجدد الصراع بين عشيرتي السادة الزوامل والعتاب، حيث قُتل أحد الأشخاص من عشيرة السادة الزوامل الذي كان برفقة ابنه على يد عشيرة العتّاب، الذين تم تهجيرهم مسبقاً من قبل الزوامل من بيوتهم".
ويضيف، إن "الوضع بين الطرفين لا يزال متوتراً، حيث ترفض عشيرة الزوامل الصلح أو إعطاء (عطوة) رغم المحالات العشائرية الكثيرة"، لافتا الى أن "صراع العشيرتَين مستمر بين الحين والآخر ولغاية أدى الى مقتل 6 أشخاص من الطرفين".
ما بداية القصة ولماذا تم اغتيال شاكر برزان الزاملي؟
وبخصوص الشيخ شاكر برزان الزاملي، فإن بداية القصة كانت في ضرب أحد الأطفال التابعين الى عشيرة الزوامل من قبل عشيرة عتاب إثر خلاف على "بسطية ثلج"، وعند قيام عشيرة عتّاب بالذهاب الى الزوامل من أجل مراضاتهم، قام الشيخ شاكر الزاملي بقتل أحد أفراد عشيرة عتاب، بحسب شيوخ عشائر تحدثوا لـ"انفوبلس".
بعد ذلك، ترصدت عشيرة عتاب للزاملي، وقامت بقلته في 2021 أثناء ذهابه على دراجة نارية، وبعدها قامت الزوامل بقتل 3 أشخاص من عشيرة عتاب وتهجيرهم من منازلهم وإحراقها، بحسب الشيوخ.
وأضافوا، أن "عشيرة عتّاب ذهبوا الى عشيرة العساجرة وسكنوا عندهم عند تهجيرهم"، مشيرين إلى، أن "الزوامل قتلوا مرة أخرى شخصاً من عشيرة عتّاب رغم وجودهم عند عشيرة العساجرة، فقامت الأخير بقتل الشخص الذي كان برفقة ابنه وتجدد الصراع القائم حاليا".
أما بخصوص أعداد القتلى جراء هذه النزاعات، أوضح مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار، داخل عبد الحسين المشرفاوي، أنه "خلال السنتين الأخيرتين قتل نحو 20 شخصاً بسبب النزاعات العشائرية في ذي قار"، على حد قوله.
وتُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه، إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية، يُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وكانت السلطات الأمنية قد عدَّت، في وقت سابق، "الدكّات العشائرية" بأنها من الجرائم الإرهابية، مشددة على ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم، فيما يُعد السلاح المنفلت في العراق واحداً من أخطر مشكلات البلاد، لما له من تأثيرات كبيرة على الأمن المجتمعي. ومنذ عام 2005 وحتى اليوم، رفعت الحكومات العراقية شعار "حصر السلاح بيد الدولة"، فيما لا يبدو أن هناك خطوات فعّالة لتنفيذه.
وتشكل النزاعات العشائرية والمسلحة هاجساً مخيفاً لدى السكان بمحافظة ذي قار، إذ إن كمية السلاح المستخدمة في كل نزاع كفيلة بإعلان الحرب، وذلك وفق ما يؤكده مراقبون.
وخلال عامي 2021 و2022 سجلت محافظة ذي قار ما يقرب من 100 نزاع عشائري، وهذه النزاعات هي جزء من نزاعات أخرى محتدمة تحصل في محافظتي ميسان والبصرة (جنوب البلاد) ومدن أخرى.
وكان قسم شؤون عشائر ذي قار قد أعلن مؤخراً عن حسم 122 نزاعا عشائريا بصورة نهائية منذ منتصف كانون الأول 2022 وحتى أيلول 2023، مبينا أن "النزاعات المحسومة تتعلق بحالات قتل وتجاوز على الأراضي الزراعية ونزاعات الملكية".
وأعربت أوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية إلى مراكز المدن وتحويل الدور والأحياء السكنية إلى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعَين عشائريَين شهدتهما المحافظة مؤخرا أدّيا إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجدداً للنزاعات العشائرية بين آونة وأخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، إذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أُسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.