ضباط متهمون بمحاباة واشنطن.. فبركة التقارير الأمنية لإطالة أمد التواجد الأميركي في العراق!
انفوبلس/ تقارير
إيفاد ورحلات سياحية الى واشنطن، تتبعها سفرات بالمجان إلى لاس فيغاس، ومقابل ذلك، تزوير التقارير الأمنية والادعاء بأن الوضع ما زال مربكاً وذلك بغية إعطاء شرعية للتواجد الأميركي في البلاد، هذا آخر ما تم كشفه في العراق، حيث فضيحة مدوية أبطالها بعض الضباط في الأجهزة الأمنية بعد اتهامات عديدة طالتهم بمحاباة أميركا وتسببهم بجزء كبير من أسباب عدم خروجها من العراق، فما هي تفاصيل هذه الفضيحة؟ ومَن هي الجهات التي تعرقل خروج القوات الأميركية من العراق؟
تقارير أمنية مجافية للحقيقة
بالحديث عن هذا الملف، كشف مصدر أمني رفيع، بأن تقارير بعض القيادات العسكرية بشأن إخراج الامريكان او الحاجة الى تواجدهم غير موضوعية ومجافية للحقيقة.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "أغلب التقارير التي تُرفع الى رئيس الوزراء بشأن بقاء القوات الامريكية من عدمها، تُكتب بناءً على فوائد شخصية وتخفي الحقيقة بل تفضل المصالح الامريكية في البقاء على المصالح العراقية بإنهاء تواجد الامريكان".
وأكد المصدر، أن "تلك التقارير تجافي الحقيقة وغير موضوعية وتُعد سبباً رئيسياً في بقاء الامريكان في العراق".
صفقات بين القيادات العسكرية والجانب الأميركي
بالمقابل، كشف مصدر أمني آخر، عن وجود صفقات ومصالح مشتركة بين بعض القيادات العسكرية والجانب الأمريكي، من خلال تسهيل سفراتهم الى واشنطن ودول أخرى والحصول على مبالغ مالية من أجل تزوير التقارير والتأكيد على الحاجة الى التواجد الأمريكي في العراق".
وأكد المصدر، أن "الكثير من القادة العسكريين قد حصلوا على امتيازات بسبب التقارير".
تزييف للحقائق
واصلت شبكة انفوبلس متابعة حيثيات الموضوع، إذ قال الخبير الأمني عدنان الكناني، إن الكثير من القيادات العسكرية لا يستحقون أن يتبوأوا مناصبهم بسبب الجهل وتزييف الحقائق بشأن إبقاء التواجد الأجنبي في العراق.
وأوضح الكناني في حديث له، إن "بعض القادة العسكريين الذين يترأسون أجهزة أمنية مهمة في البلد يجاملون التواجد الأمريكي بسبب مصالح شخصية".
وأضاف، إن "الحكومة الحالية لا تعمل بسياقات العمل الثابتة التي من خلالها يمكن أن يُدار الملف الأمني"، لافتاً الى أنه "يجب أن تكون أسباب ومسببات تواجد الامريكان موجودة في تقارير القادة العسكريين".
أبرز الحلول
يُكمل الخبير الأمني حديثه، ويطرح بعض الحلول لحل هذه الأزمة، إذ يشدد على ضرورة أن "تُطرح هذه الأسباب للدراسة في اجتماع مجلس الأمن الداخلي وبحضور وزير الدفاع ومدير الأمن الوطني والقائد العام للقوات المسلحة لينتج بعدها قرار عسكري وتقييم للموقف، فضلاً عن الاعتماد بشكل أساسي على تقارير بعض قادة الأجهزة الأمنية".
أميركا تستغل فبركة التقارير
وكعادتها، تحاول أميركا استثمار وتجيير كل شيء لصالحها، وهذا ما حدث خلال التعامل مع هؤلاء الضباط المتواطئين، إذ أكد عضو تحالف نبني علي الزبيدي أن العراق يمثل حجر الزاوية المهمة في استراتيجية أميركا، وتواجدها في العراق كفيل بالإشراف والمتابعة ورصد جميع التحركات والمتغيرات والتجاذبات السياسية التي بدأت تشهدها المنطقة"، لافتا الى أن "هذه القوات هي قوات قتالية وتعمل على زعزعة الأمن لا حفظه".
وأضاف الزبيدي، إن "بقاء القوات الامريكية على الأراضي العراقية استفزاز للشعب العراقي، ويجب رفض تواجده العسكري تحت أي عنوان"، مبينا أن "المخاوف الأمنية أحد ذرائع أمريكا لإبقاء قواتها في العراق".
معرقلات سياسية أيضا
بالمقابل، يؤكد النائب السابق علي الغانمي بأن هناك جوانب سياسية أو قد تكون بعضها فنية وراء عدم تفعيل قرار الخروج الأمريكي من العراق، على الرغم من إعلان بغداد أنها ليست بحاجة الى تواجد أي قوات اجنبية في القواعد العسكرية".
ويقول الغانمي، إن "العراق لديه القدرة على إدارة الملف الأمني، والقوات الأمنية على جهوزية تامة لتحل محل القوات الامريكية فور انسحابها من البلاد، حيث لا توجد حاجة تدعو لاستمرار بقاء هذه القوات ولجان وزارة الدفاع أعلنت موقفها بشكل صريح أمام الإدارة الامريكية".
أبو ريشة: اللجان التفاوضية لإخراج الأمريكان "روتينية"
بدوره، أكد الأمين العام للحراك الشعبي للإصلاح في محافظة الانبار ضاري أبو ريشة، أن اللجان روتينية ولا قيمة لها وجاءت نتيجة الضغط الجماهيري المطالب برحيلها من قواعدها في العراق.
وقال أبو ريشة في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "أمريكا لم تسحب قواتها من العراق في الوقت الحاضر وأن عمل اللجان المشكلة لإخراج او تقليص عدد القوات الامريكية ما هي إلا لجان روتينية شُكلت نتيجة الضغط الجماهيري المطالب برحيل هذه القوات بعد الانتهاء من العمليات العسكرية واستقرار البلد وجهوزية القوات الأمنية".
وأضاف، إن "الاستراتيجية الامريكية تتطلب بقاء قواتها في العراق لبسط نفوذها باتجاه سوريا ولبنان لحماية الكيان الصهيوني، وأي عملية إخلاء او تقليص لقواتها داخل العراق أمر مرفوض وغير قابل للتفاوض".
وأشار إلى، أن "تشكيل هذه اللجان لا قيمة لها وعملية إخراج القوات الامريكية من العراق غير وارد في الوقت الراهن في ظل الاحداث غير المستقرة في سوريا ولبنان وفلسطين". مؤكدا، إن "أمريكا تحاول جاهدة بقاء قواتها داخل العراق لحماية الكيان الصهيوني".
إنذار أخير أمام السوداني
في النهاية، يقول عضو ائتلاف الفتح محمود الحياني، إن تجديد تفويض ائتلاف إدارة الدولة للحكومة العراقية بشأن ملف إخراج الامريكان يُعد بمثابة فرصة أخيرة لها.
وفي الأسبوع الماضي، جدد ائتلاف إدارة الدولة تفويض الحكومة في ملف المباحثات مع الجانب الأمريكي، من أجل إنهاء التواجد في العراق، ليُضاف إلى تفويض مجلس النواب في وقت سابق.
ويبين الحياني في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "اجتماع ائتلاف الدولة جدد لحكومة السوداني التفويض من أجل إخراج الامريكان كفرصة أخيرة لها"، مشيراً الى أن "هناك جهات داخل مجلس الوزراء تعمل دون تنفيذ قرار إنهاء التواجد الأمريكي".
ويختم عضو ائتلاف الفتح حديثه بالقول: إن "التشظي الحاصل بالقرار العراقي وخاصة اعتراض بعض الكتل السنية والكردية على تنفيذ القرار يؤثر على عمل الحكومة". لافتاً إلى، أن "المماطلة والتسويف من قبل الجانب الأمريكي قد بلغ حده، وعلى القوى الشعبية الضغط من أجل إنهائه".