ضربة جوية في ديالى تقتل قياديا "داعشيا" كبيرا.. من هو "أبو عمر الطرازي" وماذا قال عنه سكان قريته؟
انفوبلس/ تقرير
تكشفت معلومات أمنية "مثيرة" عن الضربة الجوية الأمنية بواسطة طائرات F_16، التي استهدفت وكراً إرهابياً في أطراف سد العظيم ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى، حيث تأكد مقتل القيادي في تنظيم "داعش" الإرهابي أحمد ابراهيم عبدالله العزاوي ومرافقيه، فمن هو الملقب بـ"أبو عمر الطرازي"؟
وتُعد المحافظات المحررة من قبضة التنظيم الإرهابي (كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى)، من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش" وأعمال عنف وهجمات إرهابية في البلاد.
* هوية قيادي داعشي قضى بضربة أمنية في ديالى
مصادر أمنية رفيعة المستوى، أكدت الضربة الجوية في أطراف سد العظيم ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى، أسفرت عن مقتل 3 إرهابيين من بينهم القيادي أحمد ابراهيم عبد الله العزاوي والمكنى في التنظيم الإرهابي بـ"أبو عمر الطرازي" ومرافقيه.
وتقول المصادر (رفضت الكشف عن هويتها) لـ"انفوبلس"، إن القوات الأمنية من تشكيلات الجيش استنفرت لمحاصرة موقع الضربة بعد رصد وجود جثث في الموقع المستهدف ليتم العثور على 3 جثث اثنين منها ممزقة والثالثة شكلت مفاجئة بعد تأكد مقتل "أبو عمر" الأمير العسكري ضمن حاوي العظيم، مشيرة الى أن أبو عمر واسمه الحقيقي أحمد وهو من مواليد التسعينيات ومن سكنة قرية زراعية تقع شمال حوض العظيم لا يفقه القراءة والكتابة وأبوه عمل حمالاً سنوات طويلة للإنفاق على أُسرته.
وبحسب المصادر، فإن "أبو عمر الطرازي"، ارتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي بعد 2014، حيث هرب بعد تحرير العظيم في نهاية 2014 الى محيط آمرلي ومنها الى كركوك ومكحول قد اختفى أثره، وتم رصد أول معلومة على أنه حي قبل 4 سنوات تقريباً ضمن محيط المطيبيجة بين ديالى وصلاح الدين.
كما قاد أبو عمر الطرازي أو أحمد ابراهيم العزاوي، عدة هجمات ضد القوات الأمنية، الأمر الذي جعله يصعد ضمن هيكلية "داعش" ليصبح قبل أشهر الأمير العسكري في حاوي العظيم، فيما قاد بعض العمليات الإرهابية بين عامي 2020 - 2023 قبل أن يُقتل بضربة جوية أول أمس الاثنين 1 تموز/ يوليو 2024.
*فشل 3 مرات في الارتباط!
أبو مسلم - من سكنة قرية أبو عمر الداعشي - يبين بأن الأخير ينتمي الى أُسرة فقيرة جدا وانخرط بـ"داعش" بعد سيطرة التنظيم على ناحية العظيم وقُراها في عام 2014، لافتا الى أنه "لا يقرأ ولا يكتب وحاول الارتباط 3 مرات وفشل لذا كان منطوياً على نفسه قبل أن نتفاجأ بأنه أصبح قياديا في "داعش" الإرهابي".
ويضيف، إن "أُسرته نزحت ولم يُعرف عنها أي شيء"، مشيرا إلى أن "قريته ترفض عودة أي شخص تورط بالإرهاب وقام بقتل الأبرياء"، معتبرا "خبر مقتله نهاية لما انتهج طريق الخطأ".
الخبير في الشؤون الامنية أحمد بريسم، يشير الى أن "أغلب قيادات القاعدة وصولا الى داعش ترتبط وحشيتها بماضيها أي إنها تعاني من عقدة نفسية تكون أشبه بالواعز الذي يدفعه للقتل والظلم وكراهية المجتمع".
ويكشف، إن "قراءة لتاريخ العديد من قيادات القاعدة وداعش تظهر أنهم ينتمون في الاغلب الى أُسرة تعاني من مشاكل اجتماعية وبعضها طُرد من القرى بسبب بعض الانحرافات"، معتبرا نهاية أبو عمر وخلفيته تعكس صورة أخرى تدلل بأن الانحرافات لدى البعض هي من تزيد تطرفه، بالإضافة الى الأفكار التي يحملها وهذا ما يدفع التنظيم الى دفع مثل هؤلاء الى هرم قيادة الخلايا".
الى ذلك، يؤكد قيادي عسكري في الجيش العراقي، إن "هذا القيادي يعتبر من الخط الأول في قيادات خلايا داعش بمناطق حمرين ومطيبيجة وتصفيته تعتبر صيداً ثميناً في عمليات ملاحقة خلايا داعش وإنهاء وجودها".
وبعد مراجعة فريق "أنفوبلس"، لتفاصيل الضربة الجوية الأمنية، تبين بأن طائرات F_16 وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة، استهدفت وكرا بداخله عناصر إرهابية ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى.
قيادة العمليات المشتركة ذكرت في بيان أول أمس الاثنين 1 تموز 2024، اطلعت عليه "انفوبلس"، أن استهداف هذا الوكر المهم للعناصر الإرهابية بواسطة طائرات F_16، تم في حاوي العظيم ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى، وأدى الى تدميره بالكامل وقتل العناصر الارهابية التي بداخله.
كما أنه أمس الثلاثاء 2 تموز/ يوليو 2024، خرجت القيادة ببيان جديد حول الضربة الجوية، مؤكدة مقتل ثلاثة إرهابيين من بينهم أحد القيادات الإرهابية دون أن تسميه، لكن المصادر الأمنية التي تحدثت لـ"أنفوبلس"، أكدت أنه أحمد ابراهيم عبد الله العزاوي والمكنى في التنظيم الإرهابي بـ"أبو عمر الطرازي".
وذكرت القيادة في البيان، إنه "لاحقاً لبيان الضربة الجوية التي نُفذت يوم الاثنين بواسطة طائرات F_16 وفق معلومات استخبارية دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، خرجت الثلاثاء قوة مشتركة من تشكيلات فرقة المشاة الأولى ومفارز استخبارية من أبطال كتيبة استطلاع الفرقة لتفتيش مكان الضربة الجوية في أطراف سد العظيم ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى، وعثرت على (3) جثث، بينها جثة لأحد قيادات عصابات داعش الإرهابية، كما عثرت على أوكار مدمرة للإرهابيين ومبرزات جرمية ومواد فنية ولوجستية وغيرها من المواد الأخرى".
يجري ذلك في وقت ينفذ الجيش العراقي، عملية عسكرية لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" بمحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، بدعم من طيران الجيش العراقي الذي كثف ضرباته مستهدفا تحركات ومضافات التنظيم.
بدوره، بيّن العميد المتقاعد في الجيش العراقي عماد علو، أن "تنظيم داعش يمر بآخر مراحله العمرية في العراق تحديداً، لكنه يمثل خطراً مستمراً، خصوصاً وأنه قد يخترق بعض مراكز المدن على شكل أفراد، وتنفيذ عمليات إرهابية، ما يحتاج إلى مزيدٍ من الجهود لإنهاء هذا الخطر"، معتبراً أن "الجهود الأمنية لا بد أن توجه نحو دعم الجهود الاستخباراتية، خصوصاً وأن المخابئ للتنظيم غير منظورة على مستوى المواجهة العسكرية، لأنهم ينتشرون في أراضٍ وعرة وصعبة على تقدم القوات الراجلة، بل حتى الضربات الجوية قد لا تؤدي غرضها، لكن توفير المعلومات عن بقايا التنظيم قد يؤدي إلى نتائج مهمة".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد وجه سابقاً، القيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعة شاملة للخطط العسكرية بعموم محافظات البلاد، خاصة المحررة منها، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لعناصر "داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم، وتحدُّ من تحركاتهم.
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) لاسيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
إلا أن هذا الهدوء بدأ يتراجع نسبياً بعدد من مناطق البلاد، وقد اعتمدت القوات العراقية الضربات الجوية التي ينفذها الطيران العراقي، كاستراتيجية رئيسية بعمليات ملاحقة بقايا عناصر "داعش" في المحافظات العراقية المحررة، وقد حجّمت من تلك التحركات.
ووفق الخبير الأمني رائد الحامد، فإن التنظيم الإرهابي "لا يزال يحتفظ بإمكانية تهديد الأمن والاستقرار في العراق وسوريا وتنفيذ هجمات نوعية، لكنها بالتأكيد ليست على مستوى السيطرة أو إعادة السيطرة على المدن والمناطق في ذات المناطق التي خضعت لسيطرته بعد عام 2014".
وتواصل القوات الأمنية منذ عدة أشهر ما تصفه بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وأعلن العراق الانتصار على "داعش" الارهابي في 2017، فيما خسر التنظيم آخر معاقله عام 2019 في سوريا، لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
يعيش العراق حالياً الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماء كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.