عالم اجتماع ونائب بريطانيان ينضمان إلى حملة فضح أدوار الجاسوسة تسوركوف في العراق المنطقة
دخولها العراق لم يكن لأسباب أكاديمية
عالم اجتماع ونائب بريطانيان ينضمان إلى حملة فضح أدوار الجاسوسة تسوركوف في المنطقة
انفوبلس/..
ما تزال الفضائح عن الأدوار التي لعبتها الإسرائيلية اليزابيت تسوركوف، في المنطقة والعراق على وجه التحديد، تتكشف، وبين الفينة والأخرى تبرز تأكيدات على أن صفة "الباحثة" الملاصقة لها ما هي ألا غطاء لممارسة نشاطات تجسّسية، وأن صفة "الجاسوسة" هي الحقيقية لهذه الفتاة التي اختُطفت في بغداد قبل بضعة أشهر.
*جاسوسة
يوم أمس الثلاثاء، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن باحثاً بريطانياً ونائباً عمالياً سابقاً اتهما الإسرائيلية الروسية اليزابيت تسوركوف، بأنها "جاسوسة وليست باحثة أكاديمية".
وأوضح التقرير الإسرائيلي أن عالم الاجتماع البريطاني ديفيد ميلر نشر على منصة "إكس" في 11 أيلول/ سبتمبر، تغريدة يقول فيها "هل تعلم أن والد اليزابيث تسوركوف، الروسية الإسرائيلية المفقودة في العراق، كان جزءا من مؤامرة استخباراتية إسرائيلية في الاتحاد السوفييتي لتجنيد مستوطنين لفلسطين؟".
وأشار التقرير إلى أن ميلر نشر مقالا يقول فيه إن تسوركوف "كانت ضمن المخابرات العسكرية (الإسرائيلية) خلال وجودها في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب لبنان العام 2006، وأنها ظلت ضمن الاحتياط العسكري الإسرائيلي حتى آب/ أغسطس 2011 على الأقل".
وتابع التقرير الإسرائيلي أن ميلر من أجل التأكيد على اتهاماته هذه، أشار الى أن تسوركوف دخلت العراق باستخدام جواز سفرها الروسي ولم تفصح عن جنسيتها الإسرائيلية.
وأضاف، إن زيارة تسوركوف الى لبنان، تمثل دليلاً آخر على أن دخولها الى العراق لم يكن لأسباب أكاديمية. موضحا أن تسوركوف انخرطت في السعي والمناداة لدعم تغيير النظام في سوريا، وعملت بشكل مباشر مع منظمات معروفة بأنها تابعة للمخابرات الغربية أو وكلاء لهم بما في ذلك "بيلينغكات" و"المجلس الأطلسي"، و"نيولاينز" التابعة لوكالة المخابرات المركزية "سي آي أيه".
*ليست بريئة!
وذكر التقرير الإسرائيلي، أن النائب العمالي البريطاني السابق كريس ويليامسون، أعاد نشر مقالة ميلر، وأضاف عليها معلقاً "هل كانت تسوركوف طالبة دكتوراه بريئة في جامعة برينستون تقوم بأبحاث ميدانية في العراق، أم أنها كانت تتجسس لصالح الموساد أو ام آي-6 أو وكالة سي آي أيه؟".
وأشار التقرير الى أن ميلر كان محاضراً في علم الاجتماع في جامعة بريستول البريطانية، لكن تم إنهاء العمل معه بعدما أبلغ الطلاب عن عدد من تصريحاتها وأفكاره التي وُصفت بأنها "معادية للسامية".
أما ويليامسون فقد جرى تعليق عضويته في حزب العمال في العام 2019، لأنه اتهم الحزب بأنه يبالغ في الاعتذار بشأن مواقف معاداة للسامية، واتهم في خطاب استقالته الحكومة الإسرائيلية بالتدخل في سياسة بريطانيا واتهم الجماعات اليهودية بالانخراط في سياسة "مطاردة السحرة" ضده.
وتابع التقرير، أنه على الرغم من إعادة قبول ويليامسون مجدداً في الحزب في حزيران/ يونيو من ذلك العام، إلا أنه تم إيقافه مرة أخرى بعد يومين في ظل رد فعل عنيف من الجالية اليهودية ونواب حزب العمال، ثم أعلن ويليامسون في أغسطس/ آب أنه يُصر على مقاضاة الحزب بسبب قراره إيقافه حزبياً مرة أخرى.
*ادعاءات باطلة
وبعد مزاعم تواجدها في العراق لإجراء بحوث علمية وأن سفرها مُسجل لدى حكومتها بطريقة رسمية، قطعت جامعة برنستون الأمريكية حبال الكذب الإسرائيلي بعد تأكيدها بأن الضابطة السابقة في الاستخبارات الصهيونية اليزابيث تسوركوف والتي سافرت الى العراق بذريعة إكمال بحثها في الدراسات العليا لم تكن مخوّلة بالسفر الى البلاد.
وكشف تقرير لصحيفة ديلي برنستون الامريكية، في 29 آب المنصرم، أن الضابطة السابقة في الاستخبارات الاسرائيلية اليزابيث تسوركوف والتي سافرت الى العراق بذريعة إكمال بحثها في الدراسات العليا لم تكن مخولة بالسفر الى البلاد.
ونقلت الصحيفة في تقرير تابعته شبكة انفوبلس، عن المتحدث الرسمي باسم جامعة برنستون الامريكية مايكل هوتشكيس والتي يزعم أنها تدرس فيها، قوله إن "إليزابيث تسوركوف لم تكن في العراق لإجراء بحث أطروحتها كجزء من دراساتها المعتمدة من الجامعة".
وتابع التقرير، أن "تسوركوف خلال زيارتها للعراق أخفت هويتها الاسرائيلية وادعت زوراً على أنها باحثة روسية مهتمة بالشأن الشيعي، لكن في الواقع، كانت تسوركوف تتبنى منذ فترة طويلة وجهة نظر عدائية مناهضة للشيعة في السياسة الإقليمية، وقد أيّدت صراحة التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة، وخاصة ضد سوريا".
*شرعنة التجسس
وخلال الأيام الماضية، صدرت عدة بيانات من منظمات دولية (الديمقراطية الآن للعالم العربي، شبكة الباحثين المعرضين للخطر Scholars at Risk Network، منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش)، طالبت "الحكومة العراقية باتخاذ خطوات لضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن إليزابيث تسوركوف.
وأكد البيان المشترك، أن "العراق دولة طرف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وهو ملزم بتجريم الإخفاء القسري، والتحقيق فيه، وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة، وضمان تعويض الضحايا"، مبيناً أن "الإخفاء القسري لا يعتبر حاليًا جريمة بموجب القانون العراقي".
وعدَّ مراقبون ووسائل إعلام عراقية، التقرير مؤشراً خطيراً على قيام منظمة دولية بتوفير غطاء للجواسيس بذريعة البحث العلمي والدراسات الاكاديمية.
*ظهور أول
وظهر أول تقرير علني عن اختطاف الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق، يوم 14 حزيران 2023، بمقال على الموقع الذي يُعنى بالشؤون العسكرية (1945)، الذي ادعى أن مجاميع مسلحة اختطفت مواطنة إسرائيلية في بغداد.
بعدها وفي الخامس من تموز الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اختطاف "تسوركوف" في العراق على يد "كتائب حزب الله" العراقية، مؤكداً أنها على قيد الحياة ويحمّل الحكومة مسؤولية سلامتها.
*رد الكتائب
طالما وجه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي أصابع الاتهام بعملية الخطف هذه، إلى المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، أكدت الأخيرة أنها تبذل "جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى الصهاينة) في العراق".
وقال المسؤول الأمني في الكتائب، أبو علي العسكري، "اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بوجود عنصر أمني إسرائيلي أسير في العراق هو مؤشر خطير للغاية، يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم، وعلى الأجهزة الأمنية المختصة كشف الشبكات المرتبطة بهذا الكيان وتقديمها للعدالة".
وأضاف، "كتائب حزب الله المنصورة ستبذل جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى الصهاينة) في العراق، خدمة للصالح العام، ولمعرفة مزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية، ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرّم التعامل معهم".
*تنقلات بحرية
وسط هذه التصريحات، أكد مصدر في الاستخبارات العراقية تحدث لوكالة فرانس برس، أن "تسوركوف اختُطفت في بغداد مطلع شهر رمضان الذي بدأ هذا العام في 23 آذار الماضي، بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة وسط بغداد".
وبحسب حساب تسوركوف على موقع إكس (تويتر سابقاً)، ومقاطع الفيديو التي انتشرت بعد خبر اختطافها، فإنها كانت تتنقل بحرية في بغداد وكانت الباحثة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى اتصال بالعديد من الصحافيين والباحثين في مختلف أنحاء المنطقة.