"عبارات داعش" تصل العاصمة بغداد بعد كركوك والانبار.. انفوبلس تكشف ما حصل في الزعفرانية
انفوبلس/ تقرير
أثارت عبارات تمجّد تنظيم "داعش" الارهابي، على جدران إحدى المدارس في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد، أثارت المخاوف من عودة التنظيم للبلاد، في ظل التحذيرات العراقية والإيرانية من انتقال حالة انعدام الأمن في سوريا إلى العراق، ويسلط تقرير "انفوبلس" الضوء على الحالات السابقة التي رُصدت وآراء الخبراء في ذلك.
وتُعد المحافظات المحررة من قبضة التنظيم الإرهابي (كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى)، من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش" وأعمال عنف في البلاد.
*شعارات "داعش" على جدران المدارس في بغداد
صباح أمس الاثنين، أخبرت مصادر أمنية، شبكة "انفوبلس"، برصد عبارات تمجّد تنظيم "داعش"الارهابي على جدران مدرسة في الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل السريع بمسح العبارات ومراجعة كاميرات المراقبة للتحقيق.
وذكرت المصادر، إن "قوة أمنية وصلت إلى موقع الحادث فور اكتشاف العبارات حيث قامت على الفور بمسح العبارات من الجدران، كما تابعت كاميرات المراقبة في المنطقة في محاولة للتوصل إلى هوية الفاعل"، لافتة الى أن "الأجهزة الأمنية تواصل التحقيق في الحادث لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال في المنطقة".
وبعدها، أعلنت قيادة شرطة بغداد – الرصافة، إلقاء القبض على طالب مدرسة قام بكتابة شعارات متطرفة داخل إحدى المدارس في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة. وأفادت القيادة في بيان لها، بأن قسم شرطة الزعفرانية تلقى بلاغاً عند الساعة 12:00 ظهراً، يفيد بوجود شعارات مكتوبة داخل "إعدادية النجاح" للبنين في الطابق الثاني من أحد الصفوف، تضمنت عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وأضاف البيان، أنه تم على الفور تشكيل فريق عمل متكامل من قسم شرطة الزعفرانية ودوريات نجدة الزعفرانية، بمساندة القوة الماسكة من الشرطة الاتحادية، مشيرا الى ان أن الجهات المختصة تمكنت من اعتقال المتهم بعد التحري وجمع المعلومات، مبينا أنه اعترف أثناء التحقيق بأنه قام ليلاً بالدخول إلى المدرسة وكتابة العبارات على جدران الصفوف.
وأكدت قيادة الشرطة أنها مستمرة في متابعة مثل هذه القضايا للحفاظ على أمن واستقرار المؤسسات التعليمية وضمان عدم استغلالها لأي أنشطة أو شعارات خارجة عن القانون. وكذلك أعلنت قيادة عمليات بغداد بدورها، إلقاء القبض على متهم بكتابة شعارات متطرفة تمجد عصابات داعش الإرهابية داخل إحدى المدارس في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة.
وذكرت القيادة في بيان لها، أنه بعد تداول خبر بشأن كتابة عبارات تمجد بعصابات داعش الإرهابية داخل مدرسة في الزعفرانية، تم على الفور تشكيل فريق عمل مشترك من الفرقة الأولى شرطة اتحادية، بالتعاون مع الأجهزة والوكالات الاستخبارية، وتمكن الفريق من القبض على الفاعل في وقت قياسي، مشيرة إلى أن "التفاصيل ستُعلن لاحقاً".
أما عائلة الطالب مصطفى الذي كتب عبارة عن "داعش" الارهابي في مدرسة بالزعفرانية، فقد قالت في لقاء متلفز، ان مصطفى كتب العبارة على المدرسة من أجل تأجيل الامتحان، ووالده مفوض في الداخلية، لافتة الى ان عشيرة البومحمد اغلبها في الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي، وحفيدنا بريء وليس لديه أي ارتباطات بتنظيم داعش الإرهابي.
وكانت القوات الأمنية قد قامت، الجمعة الماضية، بتطويق قرية "خالد" في داقوق جنوبي كركوك بعد العثور على علم "داعش" الارهابي مرفوعاً على بوابة إحدى مدارسها،وبدأت القوة الأمنية عملية بحث وتفتيش للبحث عن المنفذين. ويذكر أن حادثة مماثلة وقعت في قضاء الحويجة قبل أسبوع، حيث تم القبض على المنفذين من قبل الحشد الشعبي.
17 من الشهر الجاري (ديسمبر/كانون الأول 2024)، ألقت القوات الأمنية، القبض على "داعشي" من الانبار قام برسم علم عصابات "داعش" على منازل بالفلوجة.
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) لاسيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي حسين المالكي، في تغريدة له عبر "اكس"، إنه "مالم يتم تفعيل الدور الاستخباري والوصول الى هذه الأفراد التي ترسم على الجدران هكذا ويتم إنزال اقصى العقاب بهم فلا فائدة من إزالتها دون القبض عليهم"، مشددا على ضرورة أن "يكونوا عبرة لكل نية خارجة عن القانون".
كما كشف الخبير في الشؤون الامنية احمد التميمي، عن طلاسم الأعلام الداعشية بعد رصد حوادث في محافظتين.
وقال التميمي إن "رفع الأعلام الداعشية او كتابة عبارات مؤيدة للتنظيم رصدت في 3 حوادث في الانبار وكركوك في الآونة الأخيرة"، لافتا الى ان "الاجهزة الامنية اعتقلت الجناة وتبين بأن اغلبهم شباب صغار".
واضاف، ان "التحقيقات مستمرة مع المعتقلين لبيان الأسباب التي دفعتهم لهذا الفعل الخارج عن القانون"، مستدركا بالقول "لكن يظهر بان هناك من يدفع بهذا الاتجاه لأثارة حالة من عدم الاستقرار في مدن وقصبات وقرى محررة"، مرجحا أن "من قاموا بهذا الفعل ليس بسبب ايمانهم بأفكار التنظيم بل مقابل مال لكن ننتظر نتائج التحقيقات لتكشف لنا المزيد".
وأشار الى ان "تكرار رفع الاعلام في قرى محررة في كركوك لمرتين تدلل على ان هناك خلايا نائمة هي من تحرك هذه المسارات لتحقيق دوافع معروفة"، مؤكدا ان "رفع الاعلام لا يعني قبول الأهالي بافكار التنظيم او انهم حاضنة له بل هي محاولة خلق حالة نفسية لتخويف الأهالي"، مؤكدا ان "هكذا حوادث لن تؤثر على الامن والاستقرار وداعش لن يعود مرة أخرى".
من جانبه، أكد عضو لجنة الامن النيابية النائب ياسر اسكندر، ان "الأجهزة الامنية تجري تحقيقات شفافة للوقوف على من يقف وراء رفع الاعلام او كتابة العبارات وهناك اعتقالات جرت لبعض المتهمين وهم رهن التحقيق". وقال ان "عودة داعش اضغاث أحلام والأجهزة الامنية يقظة يضاف الى ان الوعي المجتمعي مهم وهو ضد اي محاولة لإرباك المشهد الأمني".
ورفع العراق حالة التأهب الأمني، استعداداً لمواجهة أي تهديدات محتملة في حال انفلات أوضاع في سوريا، محذراً من عواقب خطيرة قد تمس استقرار البلاد وأمن الاقليات في المنطقة.
وقال السوداني خلال لقائه السفراء العرب ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية العاملين والممثلين في بغداد، الخميس الماضي، نحن قلقون من تطورات الأوضاع في سوريا، نتيجة وجود تنظيمات مسلّحة وعناصر داعش، وبدأنا عمليات مشتركة مع الأردن والتحالف الدولي، مؤكدا حرص العراق على وحدة الأراضي السورية، ومستعدون لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل بشؤونها، فيما أوضح السوداني أن الحكومة قدمت ورقة عراقية في اجتماع العقبة، تتضمن المبادئ الأساسية لاستقرار سوريا".
ويشكل تنامي نشاطات "داعش" الارهابي في عمق البادية السورية المحاذية للحدود العراقية، مع سقوط نظام بشار الأسد، تهديدا على العراق، إذا تمكن ارهابيو التنظيم من السيطرة على الحدود السورية العراقية، ونجحوا مجددا من اجتيازها.
يذكر أن لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، أكدت في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، يوم 14 من الشهر الحالي، وكان بمشاركة العراق، الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخيارته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة “جامعة".
وشدد البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم "داعش" الارهابي من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
وقامت القوات العراقية بتعزيز قواتها في الشريط الحدودي مع سوريا بعد أن تراجع الجيش السوري بقيادة نظام الأسد أمام المجاميع المسلحة لغاية ان تمكنت من إسقاط النظام في غضون أيام معدودة.
ووفق الخبير الأمني رائد الحامد، فإن التنظيم الإرهابي "لا يزال يحتفظ بإمكانية تهديد الأمن والاستقرار في العراق وسوريا وتنفيذ هجمات نوعية، لكنها بالتأكيد ليست على مستوى السيطرة أو إعادة السيطرة على المدن والمناطق في المناطق ذاتها التي خضعت لسيطرته بعد عام 2014".
وتواصل القوات الأمنية منذ عدة أشهر ما تصفه بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وأعلن العراق الانتصار على "داعش" الارهابي في 2017، فيما خسر التنظيم الارهابي آخر معاقله عام 2019 في سوريا، لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
يعيش العراق حالياً الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماء كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.