عمليات اغتيال ممنهجة في ظروف غامضة.. "ثقب أسود” يبتلع الطيارين العراقيين في أمريكا
انفوبلس/..
ليست المرة الأولى التي تغتال فيها “أيادي الغدر” الأمريكية، ضابطًا عراقيًا رفيع المستوى، بعد أن تستدرجهم بزعم إجراء تدريبات، لكنها تنتهي في الغالب إلى استشهاد أحدهم، في ظروف غامضة، يتم التستّر على حيثياتها ووقائعها.
وعلمت “الشبكة” يوم الثلاثاء الماضي، باستشهاد ضابط طيار برتبة عقيد، قضى غرقًا أثناء جولة تدريبية في النهر برفقة المدربين الأمريكيين، بيد أن وزارة الدفاع العراقية “تستّرت” على الأمر، بزعم أن والديه كبيران في السن ولا يحتملان خبر استشهاده.
وفي اليوم التالي، نشرت الوزارة بيانًا نعت فيه الطيار العراقي، وقدّمت خلاله رواية تبرر وقائع عملية الاستشهاد الغامضة.
وجاء في البيان: “بمزيد من الأسى والحزن، تلقينا نبأ استشهاد العقيد الطيار عمار عاصي حمدان ظاهر، الذي وافاه الأجل في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اشتراكه بدورة (قائد مهمة جوية) للفترة من ٢٠٢٢/٤/٥ ولغاية ٢٠٢٢/٩/١ في ولاية الباما قاعدة روكر”.
وبيّنت أنه “ضمن منهاج الدورة الدراسية كانت جولة نهرية للمشتركين بالدورة آنفاً وأثناء قيادة الزورق النهري، حدث اختلال بالتوازن وانقلاب للقارب الذي كان على متنه العقيد الطيار، ما أدى الى غرقه لسرعة جريان الماء في النهر، وقد عُثر على جثته بعد عمليات البحث”.
وتعد هذه الواقعة الثالثة من نوعها التي يستشهد فيها ضابط عراقي برتبة رفيعة، أثناء تدريبات في الولايات المتحدة، فيما تبقى تفاصيل الحوادث غامضة في الغالب، ويتم الاعتماد على الرواية الأمريكية وتبنيها من قبل الحكومة العراقية.
وفي عام 2015 استشهد العميد الركن الطيار راصد محمد صديق، قائد سرب طائرات F16، الذي تم اغتياله أثناء مهمة تدريبية في ولاية أريزونا الأمريكية.
وفي السادس من أيلول عام 2017، استشهد الرائد الطيار نور فالح حازم رسن الخزعلي، الذي اغتالته الولايات المتحدة أثناء مهمة تدريبية في ولاية أريزونا كذلك.
وتشير مصادر عسكرية، إلى أن عملية الاغتيال التي طالت الضابط العقيد الطيار عمار عاصي المجمعي، المنتسب إلى اللواء 21 سرب الطيران الجوي العراقي، جاءت كذلك أثناء دورة على طائرات الـ”BALL” في ولاية الباما الأمريكية.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي مؤيد العلي إن تكرار الحوادث التي يتعرّض لها الطيارون العراقيون في أمريكا، والتي تسببت باستشهاد أكثر من ضابط طيار في الظروف الغامضة نفسها، يُثير الشكوك بشأن وجود أيادٍ خبيثة تحاول النيل من هؤلاء الضباط الأبطال.
ويضيف العلي، أن الموقف الحكومي خجول جدًا فيما يتعلّق بهذه الحوادث المتكررة، وكان ينبغي إجراء تحقيق عادل وشفاف، وعدم الاعتماد على الرواية التي تقدمها الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن تأريخ وجود القوات الأمريكية في العراق، يمتد منذ الاحتلال عام 2003 وحتى انسحابها من البلاد عام 2011، بعد هزيمة كبيرة تلقتها على يد فصائل المقاومة الاسلامية، لكنها عادت من جديد في منتصف عام 2014 ملتحفة بغطاء التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي اجتاح مدنًا عراقية عدة، قبل أن تتمكن القوات الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة من دحر التنظيم الإرهابي وإعلان هزيمته عام 2017.
وأعلنت أمريكا في 31 كانون الأول الماضي، عن إجلاء آخر جندي عسكري لها من العراق، وفقًا للإعلان الحكومي العراقي – الأمريكي، بعد جولات عدة من الحوار الاستراتيجي الذي شككت بنتائجه فصائل المقاومة الإسلامية وقوى سياسية عدة، إلا أن القوات تربض داخل قواعد عسكرية منتشرة في شمال وغرب العراق، بحسب مصادر أمنية.