عملية أمنية لتحرير مختطفة تتحول لاشتباك مسلح "طاحن" في الديوانية.. شاركت به نساء واستشهاد 4 منتسبين
انفوبلس/ تقرير
تحولت عملية أمنية لتحرير مختطفة في محافظة الديوانية، فجر اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير 2024، لمعركة مسلحة "طاحنة"، أفضت الى استشهاد 4 منتسبين بينهم ضابط برتبة رائد وتحرير الفتاة المختطفة واعتقال أفراد العصابة بعد قتل أحدهم وإصابة آخرين، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، على ما جرى في ناحية "الدغارة".
*تفاصيل الموقعة "المؤلمة"
كشفت الأجهزة الأمنية العراقية ومصادر أمنية، اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير 2024، تفاصيل حادثة "الدغارة" في محافظة الديوانية والتي أدت الى استشهاد ضابط و3 منتسبين، واعتقال عصابة خطف وتحرير المختطفة.
أفراد العصابة الخاطفة فتحوا نيران أسلحتهم على القوة الأمنية المنفذة للواجب فور وصولها
وزارة الداخلية قالت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن "قوة مشتركة ضمن قاطع قيادة شرطة محافظة الديوانية نفذت عملية أمنية لتحرير مختطفة داخل منزل تابع لعصابة مجرمة"، مشيرة الى أن "أفراد العصابة فتحوا نيران أسلحتهم على القوة المنفذة للواجب فور وصولها".
*مشاركة نساء
وتابعت، إن "القوة الأمنية تمكنت من قتل أحد أفراد هذه العصابة، فيما أصابت اثنين آخرين من عناصرها وألقت القبض على أربعة منهم بينهم اثنتان من النساء وهم مطلوبون وفق أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي".
وأضافت، إن "القوة تمكنت من تحرير المختطفة من داخل المنزل الذي كانت تتحصن فيه هذه العصابة المجرمة في ناحية الدغارة"، مبينة أن العملية "أسفرت عن استشهاد ضابط وثلاثة منتسبين نتيجة الاشتباك مع عناصر هذه العصابة، وما زال الواجب مستمراً".
في المقابل، أعلنت قيادة شرطة محافظة الديوانية، القبض على سبعة متهمين مطلوبين للقضاء عن قضايا تتعلق بالقتل والخطف، فضلا عن مقتل أحد المتهمين أثناء المواجهات مع القوات الأمنية.
*أسماء المنتسبين الشهداء
وقالت القيادة في بيان ورد لـ"انفوبلس"، "تنعى القيادة ضباط ومراتب وعلى رأسها قائد شرطة محافظة الديوانية اللواء نجاح محمود سلطان، الشهداء الأبطال، (الرائد علي أحمد علي ناصر والمفوضين رافد عيدان مطر شمخي ومحمد دايخ جاسم جياد الأعرجي َومحمود كريم عزيز حمزة الهلالي) المنسوبين إلى قسم مكافحة الإجرام الذين استُشهدوا أثناء تأديتهم الواجب المقدس وهم يتصدون بكل بسالة وشجاعة للعصابات الإجرامية من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة بعد أن سطروا بدمائهم الزكية أروع ملاحم البذل والعطاء".
وتؤكد القيادة في بيانها، "تحرير المختطفة وإلقاء القبض على 7 متهمين مطلوبين للقضاء عن قضايا تتعلق بالقتل والخطف فضلاً عن مقتل أحد المتهمين أثناء المواجهات مع القوات الأمنية البطلة".
القوة الأمنية كانت من أولويات مهامها هي سلامة الفتاة المختطفة والقبض على المطلوبين
وفجر اليوم الأربعاء، أفادت مصادر أمنية، باندلاع اشتباكات بين القوات الأمنية ومطلوبين للقانون أثناء عملية مداهمة منزل في محافظة الديوانية. وتقول المصادر لـ"انفوبلس"، إن "اشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية ومطلوبين للقانون (عصابة خطف وقتل) أثناء عملية مداهمة منزل بعد تلقي بلاغ بجريمة خطف في ناحية الدغارة بمحافظة الديوانية"، مؤكدة "استشهاد ضابط برتبة رائد وثلاثة منتسبين (منسوبين إلى قسم مكافحة إجرام الديوانية)".
وكشفت المصادر، أنه "بعد انتهاء الاشتباك والقبض على العصابة، تم العثور على عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، مردفة، أن "القوة الأمنية كانت من أولويات مهامها هي سلامة الفتاة المختطفة والقبض على المطلوبين".
وأوضحت، أن "المواجهة استمرت 3 ساعات، وذلك بسبب أن القوة الأمنية المنفذة للواجب كانت غير جاهزة ولم تتوقع حدوث مثل هكذا مواجهة والتي أدت الى سقوط 4 شهداء"، كاشفة أن "الجهات الأمنية فتحت تحقيقاً حول هذه الواقعة لمعرفة حيثياتها كاملة ومنها جاهزية القوة المنفذة".
وبحسب مقربين من الشهيد سيد محمد الأعرجي، فإن الأخير قد استُشهد أخيه هيثم في عام 2015 إلا أن الله رزقه بمولود وأسماه على اسم أخيه (هيثم) بسبب حبه لأخيه، وفي عام 2022 توفت ابنته بسبب مرض مزمن وحزن عليها حزناً كبيراً الى يومنا هذا واليوم خرج في واجب أمني وحدث اشتباك بين مكافحة إجرام الديوانية والمطلوبين قضائياً واستُشهد أثناء الواجب".
وجرى ظهر اليوم، تشييع "مهيب" لجثامين الشهداء، الرائد علي أحمد وثلاثة منتسبين من قسم مكافحة الإجرام الذين استُشهدوا خلال أداء الواجب، بحضور رسمي وشعبي كبيرَين.
رئيس اللجنة الأمنية العليا محافظ الديوانية ميثم عبد الإله الشهد قال خلال التشييع، إن الجُناة في قبضة العدالة لنيل جزائهم وفق القانون بعد تدخل إسنادي عاجل من قبل قوة أمنية أخرى تمكنت من ملاحقة الجناة والقبض عليهم.
وهذا يأتي بعد يوم واحد من الحريق الذي نشب في مستشفى للأطفال والولادة وسط الديوانية وأدى الى وفاة 4 أطفال وإصابة العشرات بحالات اختناق.
وشهدت مناطق عدة في العراق، خلال الأشهر القليلة الماضية، تكرار جريمة الخطف بغرض الابتزاز المالي أو الاتجار بالأعضاء، ورغم نجاح قوات الأمن في تفكيك عدد كبير من تلك العصابات، إلا أن الظاهرة لا تزال تهدد السكان، وخاصة تكرار خطف الفتيات.
وتركز العصابات على اختطاف الأشخاص من مختلف الأعمار، بما في ذلك الأطفال، ثم تطالب ذويهم بدفع فدية تصل إلى مبالغ كبيرة جداً، فضلاً عن دوافع أخرى للخطف، كما تشترك فيها النساء للإيقاع بالضحايا.