عملية أمنية ناجحة في الأنبار تسفر عن مقتل "أبو خديجة الرفيعي": خطورة الوديان لا تزال قائمة
إنفو بلس/..
تستمر العمليات الأمنية في محافظة الأنبار وخصوصا في الوديان التي لا تزال تشكل خطراً جوهرياً على المدن المجاورة، فجهاز مكافحة الإرهاب شنّ يوم الأحد الموافق 26/2/2023، هجوما على عصابات "داعش" الإرهابية أسفر عن قتل 17 ارهابياً بينهم القيادي البارز أبو خديجة الرفيعي.
وقال الجهاز في بيان ورد "إنفو بلس"، إنه "بتوجيه القائد العام للقوات المسلحة المهندس محمد شياع السوداني، وبإشراف مباشر من قبل رئيس جهاز مكافحة الإرهـاب الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي، شنّ أبطال جهاز مكافحة الإرهـاب هجوما كاسحا فجر يوم الأحد على عصابات داعـش الإرهابيـة في وادي حوران بصحراء محافظة الأنبار غربي البلاد".
وأضاف البيان، إن "وحدات الجهاز اشتبكت مع عناصـر عصابات "داعـش" عند بزوغ الشمس، بعد أن تفاجأ العدو بوصول رجالنا البواسل إلى أوكارهم التي لم يكن يتوقع يوما أن يصل لهم أحد فيها".
وتابع البيان، إنه "بعد سكوت البنادق وتأمين المنطقة تم إحصاء عدد قتلى عصابات داعـش الإرهابيـة والذي بلغ (١٧) عنصرا تكفيريا بينهم قيادي بارز جدًا في التنظيـم المهزوم (أبو خديجة الرفيعي)".
* أبو خديجة الرفيعي
هو عبد الله مكي الرافعي (أبو خديجة) والي تنظيم "داعش" الارهابي في العراق، شغل مناصب عديدة منها الوالي السابق لمحافظة ديالى، ورئيس العمليات العسكرية لـ"داعش" في كركوك. ينحدر الرافعي من قرية الرفيعات، التي تقع على بعد سبعين كيلومترا شمال بغداد، ويتمركز حاليا في الحويجة أو حولها، غرب كركوك. كان الرفيعي مرشحاً لأبو حسن الغرباوي، والي داعش في جنوب العراق الذي قُتل عام 2021.
*آخر نشاطات داعش في الانبار
قالت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار يوم الاحد الماضي، إن هجوماً مسلحاً نفذه إرهابيون يرتبطون بتنظيم "داعش"، استهدف موقعاً تابعاً لـ"الحشد العشائري"، وأدى إلى سقوط 4 شهداء وإصابة 3 آخرين كحصيلة أولية.
وقال ضابط رفيع في قيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقي، إن "عناصر من تنظيم داعش الإرهابي شنّوا هجوماً على نقطة تفتيش عسكرية تابعة للحشد العشائري في قرية الخوضة، ما أدى إلى استشهاد 4 وإصابة 3 آخرين من عناصر الحشد العشائري، كحصيلة أولية".
وبيّن الضابط، مفضلاً عدم كشف هويته، إن "عناصر تنظيم داعش، في أثناء الهجوم على النقطة العسكرية، تمكنوا من سرقة بعض الأسلحة وأجهزة الاتصال من نقطة التفتيش، فيما شنّت قوات عراقية مشتركة عملية بحث وتفتيش في المناطق القريبة من الهجوم للبحث عن عناصر التنظيم، الذين فرّوا إلى جهة مجهولة بعد تنفيذ عملية الهجوم".
وأضاف، إن "قوة من الجيش العراقي سيطرت على نقطة التفتيش العسكرية التي كان يوجد فيها الحشد العشائري، بإشراك الحشد نفسه، والعمل يجري حالياً على نصب كاميرات حرارية في المنطقة لكشف تحركات عناصر تنظيم داعش، مع تزويدهم بطائرات الدرون لمراقبة الصحراء القريبة من المنطقة".
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية كريم عليوي، إن "عناصر تنظيم داعش الإرهابي يستغلون الظروف الجوية، ولهذا نحن دائماً ما نؤكد ضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم التراخي لاستقرار الوضع الأمني".
وبيّن عليوي، إن "نقاط التفتيش التابعة للحشد العشائري أو الحشد الشعبي وكذلك الجيش والشرطة، التي تكون في مناطق شبه صحراوية أو قريبة على الصحراء الغربية، تحتاج أن تُزوّد بأجهزة متطورة لرصد تحركات عناصر تنظيم داعش الإرهابي، كالكاميرات الحرارية والمناظير الليلية، إضافة إلى مراقبة الأجواء بشكل شبه مستمر من قبل طيران الجيش والطيران المسيَّر".
وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إننا "سنعمل خلال اليومين المقبلين على استضافة الجهات الأمنية والعسكرية ذات الاختصاص والعلاقة، لبحث أسباب عدم تزويد نقاط التفتيش المهمة، التي تكون بمناطق خطرة، بأجهزة متطورة لرصد تحركات عناصر تنظيم داعش الإرهابي، فهذا الإهمال يسبب خسارة المقاتلين من مختلف الصنوف العسكرية".
وركزت القوات العراقية، أخيراً، على تفعيل الجهد الاستخباري وتنفيذ الضربات الجوية، باستهداف تحركات عناصر تنظيم "داعش" بالمحافظات المحررة (ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار)، ضمن إستراتيجية وضعتها لسلب عناصر التنظيم القدرة على تنفيذ الهجمات المباغتة، التي نشطت خلال الشهرين الماضيين، وأوقعت ضحايا من عناصر الأمن.
*خطورة الوديان في الأنبار
يستغل تنظيم "داعش" الإرهابي عدّة عوامل للحركة والتخفّي والعودة نحو الملاذات الآمنة، منها طبيعة التضاريس في العراق ووجود مناطق صحراوية ووديان عديدة في مناطق وسط وغرب البلاد، ناهيك عن مناطق لا وجود للقوات العراقية فيها، خاصة الجبلية الوعرة والأودية المنتشرة والمساحات الشاسعة غير المأهولة بالسكان.
خلايا "داعش" تنشط الآن في ثلاث مناطق رئيسية في العراق، هي جزيرة الأنبار، الممتدة من وادي حوران وصولا لصحراء الرطبة. والمنطقة الثانية هي تلال حمرين، وصولا لمناطق الحويجة وجنوب كركوك، أما المنطقة الثالثة فهي سلسلة تلال قراجوغ، الواقعة في قضاء مخمور شرقي محافظة نينوى.
وبحسب الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، فإن "هناك مناطق في صحراء الأنبار مثل عكاشات ووادي حوران، تُتيح للتنظيم بيئة مناسبة".
و كشفت مصادر أمنية عن وجود معسكرات تدريبية لعناصر "داعش" في صحراء محافظة الأنبار غربي العراق، وعلى الشريط الحدودي مع سوريا.
بدوره قال مستشار محافظة الأنبار عزيز الطرموز سابقاً، إن "أعداد عناصر "داعش بالأنبار كبيرة، ويختبئون في الصحاري والوديان". مبيناً، أن "القضاء عليهم يكون عن طريق الجهد الاستخباري".
وتابع، إن "صحراء الأنبار واسعة جداً، وهي تعادل مساحة كوريا الجنوبية، وتضم الوديان، ولهذا فإن القضاء على التنظيم لا يتم إلا من خلال الجهد الاستخباري، لكون داعش بحاجة دائماً إلى مؤونة، وإلى وقود لعجلاته".
كما كشف القيادي في الحشد الشعبي جعفر الحسيني مؤخراً، أن "أشباح الصحراء" تنظيم مسلح تابع لأمريكا ينشط في الأنبار وبأنه سيكون الوجه الآخر لتنظيمي القاعدة وداعش، بل وسيكون اليد الأمريكية في العراق". مضيفاً، بأنه قد تم تسليمهم حوالي 200 عربة مدنية وعسكرية، إضافة إلى تجهيز 500 عنصر منهم، بأسلحة خفيفة ومتوسطة كان يستخدمها عناصر داعش سابقا. ومبيناً، أن "هذه المعلومات مثبّتة لدى الاستخبارات العراقية".
وتُعد محافظة الأنبار أكبر محافظات العراق مساحة، حيث تشكل ما يعادل ثلث مساحة البلاد، وتبلغ مساحتها 138.500 كيلومتر مربع ولديها حدود مع ثلاث دول من الجهة الغربية هي: السعودية، والأردن، وسوريا.