عملية تركية داخل الأراضي العراقيةَ!.. السليمانية تسلّم "رمضان غونيش" لأنقرة: فمَن هو؟
إنفو بلس/..
أعلنت وسائل اعلام تركية، صباح اليوم الثلاثاء، القبض على أحد المنتمين لتنظيم حزب العمال الكردستاني الـ PKK داخل إقليم كردستان وترحيله الى تركيا، أثار العديد من التساؤلات حول شخصيته وأهميته بالنسبة لأنقرة.
*تفاصيل الاعتقال
ذكرت صحيفة الدايلي صباح التركية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل عملية إلقاء القبض على أحد المنتمين لتنظيم حزب العمال الكردستاني الـ PKK داخل إقليم كردستان العراق "رمضان غونيش" والذي ثم ترحيله الى تركيا من داخل أراضي الإقليم.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أن "العملية نُفذت من قبل عملاء ميدانيين تابعين لوكالة الاستخبارات التركية، واستهدفت عضوا في القوات الخاصة التابعة لحزب العمال الكردستاني". وأضافت، أن "الاستخبارات نجحت بإلقاء القبض عليه داخل أراضي الإقليم ثم تم نقله الى تركيا".
وأشارت الصحيفة الى أن "الحكومة التركية دعت وبشكل مستمر، المسؤولين العراقيين الى اتخاذ الإجراءات الرسمية للقضاء على تواجد التنظيمات الإرهابية داخل أراضيها". مبينةً، أنها "مستخدمة وجود تنظيم حزب العمال كمبرر لتحركات استخباراتها غير القانونية داخل الإقليم العراقي".
كما لم يعلّق حزب العمال الكردستاني على حادثة الاعتقال لغاية الآن.
*تدخل تركي سافر
ويصف مراقبون ما يجري من توغل تركي وإنشاء قواعد في الأراضي العراقية من دون اتفاقات بأنه "احتلال صريح". معبّرين عن استيائهم من عدم اتخاذ الحكومة العراقية "موقفاً أكثر صرامة".
ويعتقد مراقبون أن رد فعل العراق لا يرتقي إلى المستوى الذي تجري فيه انتهاكات السيادة العراقية من قبل تركيا. ويقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية أحمد الشريفي، إن رد الفعل الرسمي العراقي "لا يرتقي إلى حجم التدخلات التركية ولا يؤثر في مسار الأحداث".
*مَن هو رمضان غونيش؟
وبحسب وكالة الاناضول، فإن "المخابرات التركية جلبت رمضان غونيش، من مدينة السليمانية العراقية". مبينة، أن "غونيش كان مسؤولا عن تنفيذ 12 هجوما راح ضحيته 60 عنصرا أمنيا في تركيا".
يذكر أن "غونيش" انضم للتنظيم عام 2008، وعمل لسنوات عديدة في ولاية هكاري التركية والعراق وسوريا".
وفي العام 2009 تم اختياره للانضمام إلى القوات الخاصة التابعة لـ PKK وشارك خلال الفترة (2011-2017) في 12 عملية من عمليات PKK في منطقة (جلي).
كما أن العنصر الذي تم إلقاء القبض عليه هو (رمضان غونش) المعروف بالاسم الحركي (شورش/ شورشكير).
وتنفذ تركيا عمليات داخل العراق تستهدف مسلحي تنظيم "بي كا كا"، حيث يفرض الأخير السيطرة على مواقع قريبة من الحدود في محافظتي دهوك وأربيل، وأجزاء من قضائي سنجار ومخمور في نينوى.
*نبذة عن حزب العمال الكردستاني
حزب سياسي كردي يساري التوجه، تحول بعد تأسيسه إلى أهم تنظيم سياسي يقود عملا مسلحا يحظى بتعاطف الكثير من أكراد تركيا، عمّالا ومثقفين وفلاحين.
التأسيس
تأسس حزب العمال الكردستاني "بي كاي كاي" (PKK) في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1978 بطريقة سرية على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب، لكنّ عدد عناصر الحزب تجاوز في التسعينيات العشرة آلاف مقاتل.
التوجه الفكري
يتبنى الحزب التوجه الماركسي اللينيني، ومن أهدافه الجوهرية التي أعلن عنها في البداية "إنشاء دولة كردستان الكبرى المستقلة".
ورغم توجهه اليساري فإنه لم يحصل -بحسب مصادره الخاصة- على تمويل من المنظومة الاشتراكية، بل اعتمد في تمويل عملياته وإعداد مقاتليه على مصادره الخاصة. وتتهمه الأوساط التركية بأن تمويله مشبوه وغير شرعي.
وهو مُدرج على قائمة المنظمات "الإرهابية" في الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي.
العمل العسكري
منذ عام 1984 بدأ الحزب نشاطه العسكري، واتخذ مقاتلوه من كردستان العراق منطقة تحمي قواعدهم الخلفية، كما أقاموا تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة البارزاني.
وشهد عقدا الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أكثر فترات الصراع الدموي بين الأكراد والجيش التركي الذي قام بتعقّب المسلحين، واتُّهم بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأُسر إلى تركيا. وتذهب بعض الإحصاءات إلى أن مجموع من قتلهم المسلحون الكرد يبلغ أربعين ألف شخص.
ولم تقتصر عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية على الجيش التركي بل شملت مدنيين أتراكا وكردا، خصوصا من المتعاونين مع الحكومة التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب، وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية.