فصائل المقاومة وقتالها على مدى 6 أشهر بين سقوط الفلوجة والموصل.. حشد استبق الفتوى تستعرضه انفوبلس بالتفصيل
انفوبلس/ تقارير
تواصل شبكة انفوبلس، تسليط الضوء على الحقائق المغيّبة إبّان سقوط الموصل وحتى قبلها، وذلك في الذكرى العاشرة لذلك السقوط الكارثي، حيث تناولت في هذا التقرير الأحداث التي استبقت الفتوى وغيّبها الإعلام، إذ إن الحقيقة تقول إنه كان هناك "حشد ما قبل الحشد" قاتل على مدى 6 أشهر بين سقوط الفلوجة في كانون الثاني وسقوط الموصل في حزيران، وتمثل ذلك الحشد بمجموعة من فصائل المقاومة التي أعدَّت انفوبلس لائحة بها وفصّلت أدوارها ورسمت خارطة لانتشارها، فبِمَ تمثلت هذه الفصائل؟ وكيف استبسلت قبل وبعد الفتوى؟
خارطة انتشار فصائل المقاومة قبيل الفتوى
لم تكن فصائل المقاومة الإسلامية بمعزل عن الأحداث قبيل فتوى الجهاد، فقد انتشرت في جميع مناطق حزام بغداد لغرض تأمينها بعد اشتداد المعارك في المحافظات مع عصابات داعش، فدخلت كتائب حزب الله بكامل عدّتها قاطع الرضوانية والذي يشمل مناطق الهياكل والرفوش والزيدان ودويليبة، وكان ذلك في الشهر الثاني من عام 2014.
ثم وفي الشهر الرابع من العام ذاته، دخلت كتائب حزب الله إلى جرف الصخر وسطّرت أروع ملاحم البطولة والفداء حتى تعاظم دورها إبّان إعلان الفتوى وتشكيل الحشد الشعبي لتعلن النصر الكامل على الجرف بتاريخ 24 / 10/ 2014.
أما منطقة إبراهيم بن علي فقد دخلتها عصائب أهل الحق في الشهر الرابع من عام 2014، ونجحت في تنفيذ العديد من العمليات البطولية وتحجيم دور العصابات الإرهابية التي كان دورها يتزايد مع مرور الوقت.
أما حركة النجباء ومنظمة بدر، فقد انتشرا آنذاك في منطقة النباعي والكسارات، وكان ذلك في الشهر الرابع أيضا من العام 2014.
قوات بدر دخلت أيضا الصقلاوية في العام نفسه وبعضاً من مناطق الكَرمة وسطّرت فيها ملاحم وبطولات تُرجِمت بهزيمة ساحقة للعصابات الإرهابية في ذلك الوقت.
أما قاعدة سبايكر فقد كانت قوات جند الإمام هي المنتشرة فيها بيوم محاصرة طلابها وارتكاب المجزرة الدموية بحق أكثر من 2000 طالب.
حشد ما قبل الحشد
لم يبدأ القتال في العراق والتصدي لداعش خلال الفتوى المباركة قط، بل كان هناك حشدا سبق الحشد المُشكَّل عام 2014 عندما واجهت العديد من فصائل المقاومة عصابات الشر وظلت تقاتل لـ6 أشهر بين سقوط الفلوجة والموصل.
وتمثلت هذه الفصائل بكل من:
كتائب حزب الله
(سرايا الدفاع الشعبي)
بدر
(الجناح المسلح)
عصائب أهل الحق
(غيارى العراق)
سرايا الجهاد والبناء
حزب الطليعة الإسلامي
(سرايا الخراساني)
النجباء 2013
أكرم الكعبي (بعد الاستقلال عن عصائب أهل الحق)
سرايا الدفاع الشعبي في الفلوجة قبل الفتوى
قبل الفتوى بأيام، وبالتحديد في السابع والعشرين من أيار عام 2024، كشفت استخبارات كتائب حزب الله عن معلومات استخبارية للدور الذي لعبته شخصيات عربية وعراقية في تأجيج الطائفية وتنظيم ودعم الجماعات الإجرامية في الانبار لنشر القتل والفوضى، وكان من أبرز داعمي ذلك ضباط مخابرات قطرية، كـ المجرم "أبو راشد القطري" ومرافقيه : المجرم أبو خالد صالح بخت شلب، والمجرم أبو فارس عيادة بخت شلب، والمجرم أبو علي ساير دخل شلب، والمجرم أبو خليفة غازي فايد مجهول.
بعد ذلك، انفردت استخبارات كتائب حزب الله بتسمية الشباب المؤمن الذي يقاتل فلول القاعدة وحلفاءها في الانبار بـ "سرايا الدفاع الشعبي", موضحةً "إنه وبعد قيام القوات الامنية بتضييق الخناق على العصابات الاجرامية في مدينة الفلوجة الذي أدى الى استنزاف المسلحين في العدة والعدد ودخولهم بنزاعات داخلية سببها التكالب على إدارة المدينة, دفع ذلك تنظيم داعش لتنشيط الخلايا النائمة والجماعات المرتبطة بهم في حزام بغداد وشمال بابل وخصوصا مناطق أبي غريب واليوسفية وجرف الصخر إضافة الى استخدام عناصرهم من بقية المحافظات ومن خارج العراق" .
وعلى إثر ذلك تطوع الشباب المؤمن في سرايا الدفاع الشعبي بعد أن انتخى بهم دينهم ووطنهم لحماية أهلهم جنبا الى جنب مع القوات الامنية لصد الهجمات المغولية الجديدة للظلاميين الذين يتربصون في العراق وأهله شرا.
وقد تصدى هؤلاء الشباب المؤمن لعدة جماعات إجرامية منها:-
1- تنظيم داعش:- يتواجد عناصر التنظيم في مدن الفلوجة والكرمة والرمادي والرطبة وصحراء النخيب والحسينيات ويهدف الى إعلان إمارة في الانبار .
2- حركة رجال الطريقة النقشبندية:- الجناح العسكري لحزب البعث الاجرامي بقيادة عزة الدوري تتواجد في مدينة الكرمة والفلوجة وكبيسة وتعمل على عودة سلطة حزب البعث في الانبار .
3- كتائب ثورة العشرين:- بإمرة المجرم حارث الضاري، وتنشط في مدن الكرمة والفلوجة والرمادي وهيت وكبيسة, تعمل على إرباك الوضع الامني لتزعم الفصائل الاجرامية الاخرى.
4- حماس العراق:- الجناح العسكري للحزب الاسلامي وتنشط في الفلوجة والكرمة وهيت وكبيسة وتعمل على تحقيق مكاسب سياسية للحزب الاسلامي الذي كان أبرز ممثلي الأحزاب السنية .
5- تنظيم محمد الفاتح:- بإمرة أبو عبدالله الجنابي المنضوي تحت لواء داعش وينشط في الفلوجة، ويهدف الى تأسيس إمارة في الفلوجة .
يذكر، أن تأسيس "سرايا الدفاع الشعبي" هدفه الأول حماية النساء والشيوخ والاطفال في المدن العراقية من الجماعات الاجرامية وعمليات القتل العشوائية التي تنفذها ضد أتباع أهل البيت فضلا عن مهمة مساندة الجيش العراقي في قتاله ضد مجاميع الكفر والإجرام في عقر دارهم.
ومن المعلومات أعلاه، تتضح مقولة "حشد ما قبل الحشد" ويتبرهن دور فصائل المقاومة في التصدي للإرهاب قبل إعلان تأسيس الحشد الشعبي بكثير.
قبل الفتوى بشهر.. داعش تعجز عن مواجهة فصائل المقاومة
أما في الثالث عشر من أيار من عام 2014، أي قبل الفتوى بشهر، قال محلل في الشؤون العسكرية، إن قوة وتماسك قواتنا المسلحة وضرباتها الصاروخية الموجعة والتكتيك والاستراتيجية الجديدة في مواجهة المجاميع الاجرامية من قبل فصائل المقاومة، كان لها الأثر البالغ في هزيمة عدد كبير من فلول داعش الى خارج العراق ومقتل المئات منهم بعمليات أمنية نوعية في الانبار والفلوجة وبعض مدن العراق.
وبيّن، إن "مجاميع داعش تجاوزت في إجرامها بحق الشعب العراقي كل القوانين والأعراف والأديان، وأقدموا على قطع الرؤوس والمياه لأنهم باتوا مسكونين بفوبيا مؤامرة تقودها امريكا هدفها الأول طمس الهوية الاسلامية والابتعاد عن الدين الاسلامي والاستهتار بأرواح البشر".
من جهته، قال باحث في الشؤون الاجتماعية والنفسية، إن "هروب مجاميع داعش من مواجهة فصائل المقاومة في الفلوجة والانبار وقيامها باستهداف المدنيين في المساجد والاسواق والمستشفيات هو سلاح الجبناء، لأنهم لا يفرقون بين السلوك الاخلاقي، وغير الاخلاقي، بدلالة جبنهم الذي كشفهم في أدني مستوياته في مواجهات الرجال الأخيرين في أطراف الفلوجة".
وخلال تلك الفترة أيضا، أعدمت قيادات داعش العشرات من عناصرها بعد محاولتهم الهروب من الفلوجة وعدم قدرتهم على مواجهة فصائل المقاومة وضرباتها الصاروخية الموجعة التي كبدتهم خسائر فادحة في الارواح والمعدات".
مصدر عسكري قال آنذاك، إن "عمليات إعدام مجرمي داعش المهزومين من الفلوجة والانبار، تذكرنا بعمليات الإعدام التي كان ينفذها نظام صدام المباد بحق الجنود المهزومين في الحرب العراقية الايرانية مما يدل على العقلية والسلوك الواحد والهمجي لداعش المرتبط بذيول (حزب البعث الاجرامي) ومَن يقف خلفه".
مهمة فصائل المقاومة خلال الفتوى
كانت مهمة فصائل المقاومة، احتواء فتوى الجهاد الكفائي وليس فقط المشاركة فيها، وذلك من خلال مجموعة نقاط أبرزها:
ـ استقبال المتطوعين وتوجيههم
ـ التدريب والتجهيز والمعايشة
ـ النشر على محور القتال
ـ إعطاء الخبرات القتالية
ـ دعم المعارك باللوجستيات