قصف أم اغتيالات؟.. انفوبلس تشرح طبيعة التهديدات الصهيونية للعراق.. تسريبات تعرض لأول مرة
انفوبلس/ تقارير
تغلي الأوساط السياسية والشعبية، وتتأهب أوساط المقاومة، بعد التهديدات الصهيونية الأخيرة للعراق بقرب تنفيذ ضربات، تستهدف عمقه بذرائع واهية دأب الكيان على التستر بها والتمهيد لجرائمه قبل ارتكابها. انفوبلس سلّطت الضوء على هذه التهديدات، وأبرز التسريبات عن فحواها، وموقف العراق إزاؤها، فضلا عن طبيعتها وما الذي تتضمنه، في سياق التقرير الآتي.
الخارجية العراقية تكشف عن تهديدات صهيونية
في الشهر الماضي، كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عن وجود تهديدات واضحة من "إسرائيل" ضد العراق.
وشدد حسين خلال كلمته في "المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط" والذي استضافته الجامعة الأميركية في دهوك، على أن "الحكومة العراقية لا تسعى للحرب، وتعمل على تجنبها، عبر سياسات مدروسة".
وأوضح، أن "العراق قلِق من الأوضاع في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية".
ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" عن حسين قوله، إن "رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وجّه القوات المسلحة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي جهات تستخدم الأراضي العراقية لشنّ هجمات، بينما تواصل الحكومة جهودها الدبلوماسية مع عواصم غربية مؤثرة لوقف التصعيد على العراق".
وتأتي تصريحات حسين، بعد رفض السوداني الشكوى التي قدمتها "إسرائيل" إلى مجلس الأمن.
ماذا حملت رسالة التهديد الصهيونية؟
بعد تصريح وزير الخارجية العراقي آنف الذكر، تقصت انفوبلس عن أصل التهديد الصهيوني للعراق، وبالفعل توصلت له، إذ حمّل ما يسمى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الحكومة العراقية مسؤولية "كل ما يحدث على أراضيها"، مشددا على أن تل أبيب لها الحق في "الدفاع عن النفس" وفق تعبيره.
وقال ساعر في بيان: "لقد بعثت برسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالبت فيها باتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط "الميليشيات في العراق" (فصائل المقاومة) والتي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل".
وأضاف، "دعوت مجلس الأمن إلى التحرك بشكل عاجل للتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل".
كان هذا التهديد الصهيوني الصريح للعراق، والذي بوّبه الكيان كعادته لـ"الدفاع عن النفس"، فماذا كان موقف العراق؟
رسالة عاجلة من العراق إلى مجلس الأمن
بعد كشف التهديد الإسرائيلي، واستعراض بيان "ساعر"، وجّهت وزارة الخارجية العراقية رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات الكيان الصهيوني بالاعتداء على العراق.
وأكدت الوزارة في رسائلها أن "العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأشارت الرسائل العراقية إلى أن "رسالة الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة".
وشددت الوزارة على أن "لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والامن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الصهيوني بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات".
وأوضحت الوزارة أن "العراق كان حريصاً على ضبط النفس في ما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار"، مؤكدةً "أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي."
وأكدت الرسائل ايضاً أن "العراق يدعو إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة."
وتابع، أن "العراق قد طلب تعميم الرسالة على الدول الاعضاء وايداعها كوثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية".
كما كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركّزة تطال شخصيات في الفصائل المسلحة.
ما الذي تهدد باستهدافه "إسرائيل"؟ إليك أبرز التسريبات
بعد معرفة حيثيات وأوليات التهديد، لابد من معرفة ما الذي يهدد به الكيان الصهيوني، بمعنى ما هو بنك أهداف الكيان في العراق.
وبهذا الصدد، كشفت صحيفة معاريف العبرية بأن "خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات في الفصائل المسلحة" (فصائل المقاومة).
من جانبها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "إسرائيل حددت أهدافا في العراق ستضربها إذا استمرت فصائل المقاومة في مهاجمة إسرائيل" بحسب تعبيرها.
وفي ذات السياق، تؤكد مصادر نقلها إعلام العدو: أن "المعلومات المتداولة داخل أحزاب وجماعات الإطار التنسيقي تشير إلى أن تل أبيب حددت 35 هدفاً داخل العراق يمكن ضربها "في أي لحظة"، وتشمل استهداف قيادات سياسية بارزة وزعماء فصائل على غرار ما حدث في لبنان".
وبضوء المخاطر المحتملة التي تدركها حكومة السوداني، طبقاً للمصادر، فإنها مضطرة للقيام بمختلف التحركات والنشاطات السياسية التي من شأنها تجنيب بلاده ضربات إسرائيلية محتملة، لكن فصائل المقاومة كان لها كلمة أخرى وردة فعل مغايرة، سيتم استعراضها في قادم الأسطر.
وفي تفاصيل تحركات السوداني، يؤكد أحد المصادر أنه "قام مؤخراً بتكليف 3 شخصيات مؤثرة وتحظى بالقبول، بينها شخصية دينية سياسية، لإجراء اتصالات واجتماعات عاجلة مع زعماء وقادة بعض الفصائل بهدف إقناعها بالنأي عن النفس في هذه المرحلة نظراً لخطورة الأوضاع".
إذاً وبالاستناد إلى إعلام العدو ومصادره، فإن بنك الكيان الصهيوني في العراق يتمثل باستهداف مقار فصائل المقاومة وشن اغتيالات لقياداته.
ذريعة للاعتداء على العراق
بدأت ردود الفعل إزاء التهديد تظهر، إذ أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال ترؤسه الجلسة الاعتيادية الـ47 لمجلس الوزراء العراقي، أن "الرسالة، التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، تحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة".
وشدد السوداني على أن "العراق يرفض هذه التهديدات، وقرارا الحرب والسِّلم هما قرار في يد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف أن يصادر هذا الحق"، لافتاً إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بشأن إنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني".
ووجّه رئيس الوزراء العراقي بشأن "عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لمتابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي".
موقف فصائل المقاومة من التهديدات
كانت ردة فعل فصائل المقاومة إزاء التهديدات الصهيونية للعراق، كبيرة ومؤثرة كتأثير العمليات التي تطال الكيان المحتل إسنادا لغزة.
إذ وبعد تهديدها بحرب الطاقة وخسارة العالم 12 مليون برميل نفط يوميا، أكدت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، أن الأصل الواضح في هذه الحرب الدائرة بين محوري الخير والشر، هو إن الرد فيها على أي اعتداء صهيوني ضد أي جبهة من جبهات المواجهة يكون مباشرا منها، لا عبر الأطراف الأخرى من قوى المحور.
وأضافت كتائب حزب الله في بيان لها ورد لشبكة انفوبلس، أن ما يشاع من أخبار عن نقل سلاح، أو تحضير لعملية الرد الإيرانية على الكيان، بأنها ستكون من العراق لا تتعدى السعي للاختباء من الضربة قبل حدوثها باعتماد معلومات صهيونية مُضللة يتم تمريرها على الأمريكان والغرب، لاستجداء المزيد من الإسناد والدعم، ليكونوا مصداً لنتائج سياسات (نتن ياهو) وهذا ما دأبوا عليه.
وتابعت، "كما لم يُطلب منا المساعدة في الرد على العدوان الصهيوني الأخير، أما في حال فكر الاحتلال بتنفيذ أي اعتداء على العراق، فالرد سيكون بحزم، وقد حددنا معايير لذلك".
من جهته، أكد عضو الهيئة السياسية لحركة عصائب أهل الحق، سلام الجزائري، أن "فصائل المقاومة في حالة استعداد وتأهب ضد أي اعتداء يطال العراق"، مضيفاً، أن "المقاومة جاهزة، وسوف ترد بقوة على الصهاينة، وأن المصالح الأميركية ليست ببعيدة عن ضربات المقاومة".
وقال الجزائري في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "العراق شعباً وحكومة ومقاومة ضد الكيان الصهيوني، وسيكون من الضروري أن نكون في جهوزية قصوى للدفاع عن أمن البلاد والرد على العدو"، مطالباً الحكومة بأن "تكون لها ردود فعل ديبلوماسية عبر وزارة الخارجية، وإرسال رسائل قوية إلى مجلس الأمن والدول المؤثّرة في الأمم المتحدة، وكذلك إرسال رسائل واضحة إلى الأميركيين بأن تهديد الصهاينة يؤدي إلى الإضرار بالمصالح بين أميركا والعراق".
وحذّر من أن "توجيه ضربات ضد العراق يعني دخول المنطقة في حرب واسعة ستكون نتائجها وخيمة على الجميع".