فاجعة كركوك: طعنة بظهر القوات الأمنية.. والحشد ينتظر الضوء الأخضر لاقتلاع أنياب الشر
في كركوك وضمن واجب أمني في ناحية الرياض، وقعت مجزرة بحق مجموعة من قوات الشرطة الاتحادية، نتيجة انفجار عبوة ناسفة عقبها هجوم مسلح، ليرتقي 12 شهيداً بينهم ضابط برتبة رائد، ويُعد هذا الخرق الأمني بانه ليس الأول من نوعه على تخوم كركوك، الأمر الذي ينذر بخطر مُحدق نتيجة النشاط الارهابي في المحافظة.
الوضع الأمني في كركوك يشهد تدهوراً بين مدة وأخرى، نتيجة الصراعات السياسية والقومية، فالمحافظة تشهد تنوعاً من حيث الطوائف والقوميات، واستمرار الخلاف بشأن اعادة نشر القوات الأمنية بين الحكومة الاتحادية وبين إقليم كردستان وأزمة الحدود الادارية للمحافظة، خصوصا بعد عمليات تحرير مناطق المحافظة من سيطرة عصابات داعش الاجرامية، التي كان للحشد الشعبي اليد الطولى في تقويضها.
الحادث الاجرامي دفع القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الى اصدار أمر بالتوجّه الى مكان الاعتداء الذي تعرّضت له دورية تابعة للواء الآلي الثاني بالشرطة الاتحادية في قرية علي السلطان بناحية الرياض، لمتابعة مجريات الحادث وتفاصيله، موجهاً بملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الجبان والقصاص العادل والعاجل منهم، فيما اعتبرها أساليب خبيثة للمجاميع الاجرامية، تحاول النيل من القوات الامنية، كما وجّه القطعات الأمنية بتشكيل مجلس تحقيقي بالجريمة.
الخبير الأمني د. معتز محيي وفي تصريح له قال، إن “حادثة كركوك ترجع الى خلو تلك المناطق من وجود القوات الأمنية لمدة طويلة، وتقصير من القيادات الأمنية هناك”، مشيراً الى ان “فلول عصابات داعش الارهابية لا تزال تتمركز في تلك المناطق، والقوات الأمنية تقوم بعمليات كر وفر، مما يجعل المساحة الواسعة رخوة، وتتعرّض لنصب عبوات ناسفة ونصب كمائن للقوات الامنية”.
وأشار الى ان “عمليات التمشيط والتفتيش ليست كافية لحل المشاكل الأمنية خصوصا في المناطق الشاسعة والمتروكة”، مشدداً على ضرورة اعادة تمركز القوات الأمنية ونقاط التفتيش من الشرطة الاتحادية أو الحشد الشعبي لمنع تحركات الارهاب وتأمين المنطقة بشكل كامل”.
وبيّن، ان عدد الخسائر بالأرواح نتيجة الحادث الذي تعرّضت له دورية الشرطة الاتحادية يدل على ضعف القوة، وكان على الضباط في هذه العملية اتخاذ خطط واجراءات تقلل من الخسائر، موضحاً ان الارهابيين استهدفوا الدورية بعبوة ناسفة وانتظروا تجمع عناصر الدورية ومن ثم نفذوا هجوماً مسلحاً أدى الى وقوع هذا العدد من الشهداء.
الإطار التنسيقي كان له موقف بشأن الحادث الإرهابي، واصفاً اياه بـ”الفاجعة العراقية”، معتبراً اياه بالكارثة الأخرى التي هزت المشهد الأمني، هذا ما جاء على لسان القيادي في الاطار علي الفتلاوي، مؤكداً أن “الفتور في الاداء الأمني، وتأخر حسم القضاء على أوكار داعش الإرهابي، ووجود الفراغات بين المناطق كلياً، تعد من الأسباب التي تقف وراء ما حصل في ناحية الرياض”، مشدداً على “ضرورة إعادة النظر بالانتشار الأمني واعطاء الضوء الأخضر للحشد الشعبي في انهاء ملف الفراغات واسناد بقية القطعات العسكرية”.
ورأى انه “إذا لم تتم اعادة النظر بالقيادات الأمنية المقصرة، ونشر القوات مجدداً وتمركزها في تلك المناطق، ستتكرر تلك الحوادث وتكبّد القوات الامنية خسائر بالأرواح والمعدات”.