مجزرة منسية في قاعدة البكارة بكركوك.. أكثر من 400 إنسان تم إعدامهم إبان سيطرة التكفيريين
هذه التفاصيل الكاملة
مجزرة منسية في قاعدة البكارة بكركوك.. أكثر من 400 إنسان تم إعدامهم إبان سيطرة التكفيريين
انفوبلس/..
في مشهد يعيد للأذهان الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش الإجرامي خلال سيطرته على مناطق واسعة من العراق، أعلنت فرق متخصصة عن استخراج رفات ما يقرب من 100 ضحية من مقابر جماعية في منطقة البكارة بقضاء الحويجة، جنوب غربي كركوك.
وتعمل الفرق الفنية على تحليل الرفات عبر فحوصات DNA لتحديد هويات الضحايا، بينما تشير الدلائل إلى أن هذه المواقع هي جزء من سلسلة مجازر نفذها داعش الإرهابي بعد اجتياحه المنطقة عام 2014.
*التفاصيل
كشفت جمعية حقوقية، عن رفع نحو 100 من ضحايا مقابر البكارة في محافظة كركوك.
وقال رأفت علي عضو جمعية حقوق الإنسان في بيان، إن "الفريق الفني المختص في قسم المقابر الجماعية/ دائرة الطب العدلي وبالتعاون مع الفريق الفني المختص في دائرة حماية المقابر الجماعية والمفقودين/ مؤسسة الشهداء باشر بإجراءات الحفر والتنقيب واستخراج الرفات من ثمانية مواقع لمقابر جماعية في محافظة كركوك - قضاء الحويجة (البكارة) لضحايا تم إعدامهم من قبل عصابات داعش الإرهابية".
وأضاف، إنه "وفق المعلومات المتوفرة لدينا فقد قام الفريق برفع ما يقارب (96 رفات) من هذه المواقع وتم إرسالها الى الطب العدلي لإجراء الفحوصات لمعرفة هويتها وفق فحوصات DNA".
وأشار إلى، أن "هذه هي نتائج المرحلة الأولى من عمليات الحفر والاستخراج"، مؤكدا بأن "داعش الإرهابي مارس سياسة إعدامات واسعة بحق الأبرياء في المناطق التي اجتاحها بعد حزيران 2014".
وكان مصدر أمني، أفاد يوم الخميس 14 تشرين الثاني 2024، بالعثور على مقبرة جماعية في معسكر في قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك.
وقال المصدر، إنه "تم العثور على مقبرة جماعية لمغدورين في معسكر البگارفي قضاء الحويجة وهي ضمن مجموعة مقابر للمجازر التي ارتكبها تنظيم داعش أثناء سيطرته على المدينة عام 2014".
*وقائع الجريمة
أكد عدد من أهالي المناطق الواقعة في محيط قاعدة البكارة العسكرية السابقة، أن داعش الإجرامي نفذ جريمة نكراء في العام 2014 عندما أقدم على قتل المئات من أبناء القضاء والمعتقلين في سجونه، لافتين إلى أن مجموعة من السجناء الذي كانوا لدى هذه العصابات جرى نقلهم إلى سجون في المناطق التي كانت تخضع لسيطرتهم بسوريا.
وتسلّمت القوات العراقية قاعدة البكارة الواقعة بالقرب من قضاء الحويجة جنوب غرب مدينة كركوك يوم 16 أيار 2011، والتي تُعد أكبر معسكر للقوات الأميركية، تنفيذاً لبنود الاتفاقية الاستراتيجية الموقَّعة بين العراق والولايات المتحدة.
وأكد ممثل قائد القوات الأميركية في العراق المقدم اندرو أولريك، أن ثقتهم عالية في الجيش العراقي وشركائه من قوات الأمن، مشيراً الى أنهم جاهزون لهذا الانتقال الذي استغرق ثماني سنوات.
ووفق جدول مراسيم تسليم السلطة، فإن المعسكر تم تسليمه الى ممثل رئيس الوزراء سمير حداد، الذي لم يلاحظه الحضور، فيما أكد قائد القوات الأميركية في كركوك، العقيد بابل أن الوضع في كركوك معقد وبحاجة الى دعم ومساعدة المواطنين للأجهزة الأمنية.
بدوره، أكد آمر اللواء 46 التابع للفرقة 12 من الجيش العراقي العميد الركن محسن محمد، جاهزية القوات الأمنية العراقية في مواجهة أي تحديات.
كما قال رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران، إن "المسؤولية باتت على عاتق العراقيين الذين عليهم بذل المزيد"، فيما أشار نائب محافظ كركوك راكان الجبوري، إلى أن تسليم قاعدة البكارة ينهي الذرائع والحجج التي اعتمد عليها "الإرهابيون" للقيام بالعمليات المسلحة.
في هذا الصدد، أفاد خلف الجبوري، (أحد أهالي المنطقة)، بأن "قاعدة البكارة العسكرية كانت واحدة من أهم القواعد الجوية في زمن النظام السابق قبل 2003 وعند احتلال العراق من قبل القوات الامريكية أصبحت قاعدة عمليات للقوات الأمريكية وكانت تسيطر على مناطق جنوب غربي كركوك واليوم مع إعلان فريق من حقوق الإنسان عن العثور على قرابة 100 جثة عادت الذكريات الأليمة معها".
وأضاف، أن "القاعدة كانت أحد أهم سجون التنظيم وقبل دخول القوات العراقية الاتحادية، قام التنظيم بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمعتقلين، ونقل آخرين منهم إلى سجون الموصل ومنها الى سوريا، ومع سقوط النظام في سوريا، هناك ضرورة لمعرفة هل هناك عراقيون جرى نقلهم من سجون العراق إلى سوريا".
*مقابر أخرى
وتابع، أن "هناك مقابر جماعية أخرى في القاعدة يصل عدد الذي أُعدموا فيها بنحو 400 شخص وهناك من جرى نقلهم من السجون الى مواقع مجهولة الى غاية هذا اليوم".
من جانبه، لفت سعدون حازم العبيدي، إلى أن "سقوط النظام السوري وفتح السجون وإطلاق سراح السجناء يفتح معها قلوب عشرات العراقيين من الذين تم قتلهم أو ما زالوا مفقودين في سجون داعش الإرهابي حيث لا أحد يعرف مصير المئات منهم".
وأشار العبيدي، إلى أن "الكشف عن 100 جثة من مقبرة البكارة هي جزء من سلسلة مقابر موجودة يصل عدد الذين قُتلوا فيها من قبل داعش بحدود 400 شخص وهي جريمة أشبه بجريمة سبايكر في تكريت وكذلك التنظيم الإرهابي قام بنقل عشرات المعتقلين إلى سجون في سوريا ولا أحد يعرف مصير هذه المجاميع الذين جرى نقلهم قبل دحول القوات العراقية الى الحويجة في العام 2017".
في المقابل، قال الناشط العراقي والمختص في مجال حقوق الإنسان، أحمد العلي، إن "ما يجري في سوريا من فتح السجون في دمشق وغيرها يفتح معه ملف سجون داعش الإرهابي الذي قام بقتل وتغييب المئات من المعتقلين لديه، وخاصة في سجون قضاء الحويجة".
وأكد، إن "الكشف عن مقبرة البكارة خير دليل على أن هناك جرائم ما زالت لم يكشف عنها حيث توجد أكثر من مقبرة جماعية في القاعدة وكذلك العراق بحاجة لمعرفة هل هناك معتقلون من العراقيين في سجون النظام السوري وهذا يحتاج لبعض الوقت".
إلى ذلك، قالت والدة أحد الذين قتلهم داعش في البكارة وتدعى أم محمد العبيدي، إن "أحداث سوريا وفتح مقبرة البكارة فتح شجون فقدان ابني الذي لا أعرف ما هو مصيره، فهل هو جثة في مقبرة البكارة أم مغيب قسرياً من قبل داعش وجرى نقله إلى سجون سوريا؟".