مخيم "يفرخ" إرهاباً.. حان وقت تفكيك "قنبلة" الهول
إنفوبلس/..
مُخيّم الهول السوري يعد بمثابة “قنبلة موقوتة” حان وقت تفكيكها والتخلّص من خطرها من خلال القيام بتسليم الارهابيين وعوائلهم الى دولهم وإبعاد خطره عن العراق وسوريا، وتكمن خطورة المُخيم، لكون موقعه يقع على بعد 45 كيلومتراً شرقي مدينة الحسكة قرب الحدود العراقية، التي يحاول العراق تأمينها عبر الوسائل العسكرية والاستخباراتية، فضلا عن تحوّله لمركز تدريب فكري للأطفال والمحاكم والسجون التابعة للدواعش.
وعلى الرغم من الحملات الأمنية الأخيرة ضد خلايا عصابات “داعش” الاجرامية بمُخيم الهول الذي يعد بؤرة ارهابية كبيرة، فقد توالت التحذيرات من أوضاع المخيم الواقع شمال شرقي سوريا، وسط محاولات الخلايا لإعادة ترتيب صفوفها بداخله، لذلك تجددت الدعوات بشأن إعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، كمحاولة لتفكيك هذا المخيم والتخلّص من خطورته على العراق وسوريا والمنطقة.
العراق دعا لتفكيك المُخيم، حيث أكد مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، انه على الدول التي لديها رعايا في مُخيم الهول السوري إلى استعادتهم كما فعلت استراليا.
الأعرجي قال في تغريدة: “نثمن إعلان استراليا استلام عدد من رعاياها من مُخيم الهول، وننتظر من الدول الأخرى أن تحذو حذوها”. وأضاف: “لابدَّ من تفكيك هذا المُخيم لحماية الإنسانية وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم”. وتابع: إن هناك اتفاقًا دوليًا حول مُخيم الهول، بالإضافة إلى دعم دول كبرى للعراق، من أجل تفكيك المخيم الذي يضم أكثر من 60 ألف شخص بين عراقي وسوري و50 دولة أخرى.
وأشار الى أن “العراق طالب الكثير من الدول لسحب رعاياهم ومحاسبتهم بحسب قوانين كل دولة”، مؤكدًا أن “العراق مستعد لنقل رعاياه واستقبالهم وإدخالهم ضمن برنامج الاندماج المجتمعي ولكنه بحاجة إلى دعم دولي لاستيعاب هذا العدد الكبير”.
وبين، أن “إعادتهم تأتي ضمن الخطة الحالية والتي تستغرق خمس سنوات، إلا أننا نريد تسريع الملف من أجل إنهاء ذلك”، وتابع: “هناك 25 ألف عراقي في مُخيم الهول السوري”.
قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبحكم معرفتها بالمنطقة، كانت قد حذرت من نشاط خلايا عصابات “داعش” الاجرامية في المُخيم ومحاولاتها للسيطرة الكاملة عليه، لترتيب صفوفها من جديد.
وكشف المسؤول الإعلامي سيامند علي بوحدات حماية الشعب الكردية، عن أسباب تزايد نشاط “داعش” بالمُخيم، مؤكداً “عدم وجود حلول جذرية لأزمة المُخيم وعائلات “داعش”، وإهمال بعض الدول لاستقبال مواطنيها من المقاتلين الأجانب وضعف البنية الإنشائية للمُخيم التي لا تساعد بأي شكل للسيطرة عليه، مما يجعله عبئاً على إدارة المُخيم والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا واستغلال “داعش” هذه الثغرات لنشر التطرّف بين الأجيال الجديدة، وتنظيم صفوفه للعودة داخل المُخيمات وفي المناطق الصحراوية.
من جهته، توقع الباحث بالشأن الأمني عقيل الطائي، ان تقف واشنطن حجر عثرة في طريق تنفيذ الرغبة العراقية والدولية بتفكيك مُخيّم الهول. وقال الطائي في تصريح: ان المُخيم قد مضى على انشائه أكثر من عشر سنوات وهو مدخل للعديد من ارهابيي داعش للدخول الى العراق من جنوب الموصل، كونه يقع شرقي مدينة الحسكة قرب الحدود العراقية التي يحاول العراق تأمينها عبر الوسائل العسكرية والاستخباراتية ولابدّ من انهاء ملفه.
وأضاف: “ليس من السهل ان توافق الولايات المتحدة الامريكية على تفكيك المخيم، واتوقع ان تقف حجر عثرة في طريق تنفيذ الرغبة العراقية والدولية، بتفكيك مخيم الهول الذي تحوّل الى مدرسة للفكر الداعشي المتطرف، فهناك أطفال قد أصبحوا شبابا وتتلمذوا على الأساليب الإرهابية، فضلا عن دراسة الأفكار التكفيرية الهدامة فيه”.
الطائي أشار الى ان العديد من الدول قد تبرأت من الارهابيين الموجودين في المخيم، وهو ما يصعّب من عملية التفكيك التي تريدها الحكومة العراقية وبعض الدول الأخرى.
وطالب الطائي الحكومة بفتح حوار مع الحكومتين الامريكية والسورية من أجل ايجاد صيغة تسهل انهاء وجود هذا المخيم، وانهاء خطره على العراق والمنطقة، فهو يختلف عن المخيمات الأخرى التي تضم اللاجئين والنازحين، كون عملية انهائه تتطلب جهداً كبيراً من قبل الحكومة العراقية.