مدفعية للبيشمركة تشعل الاعلام هذه المرة.. ما مصدر السلاح ولماذا تم منحه؟
الحلبوسي يخرج بموقف غريب ومفاجئ
مدفعية للبيشمركة تشعل الاعلام هذه المرة.. ما مصدر السلاح ولماذا تم منحه؟
انفوبلس/..
اثار تحرك الولايات المتحدة الأمريكية نحو تزويد قوات البيشمركة بمدافع ثقيلة، جدلاً واسعاً، وأشعل ذلك الإعلام، وخلق ردود فعل غاضبة ورافضة، فيما كان الأمر المستغرب أن هذه الخطوة تمت بموافقة الحكومة العراقية الاتحادية، اما الأكثر غرابة هو موقف رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي الرافض بشدة والمتخوف من استخدام هذه المدافع "بصورة خاطئة".
*التفاصيل
في 6 اب الماضي، أعلن وزير شؤون البيشمركة شورش اسماعيل، ان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية.
جاء ذلك خلال حفل تسليم قوات البيشمركة بـ24 مدفعا من النوع الثقيل من قبل القوات الأمريكية جرت مراسيمه داخل مبنى وزارة شؤون البيشمركة في مدينة أربيل.
ووصف شورش اسماعيل في كلمة له، ذلك اليوم بـ"التاريخي" لوزارة البيشمركة قوات بيشمركة كوردستان لاستمرار الحكومة الامريكية وجيشها بمساعداتها المستمرة لقوات البيشمركة.
وأضاف ان القوات الامريكية زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة، مردفا بالقول إن هذه الخطوة الكبيرة سترفع من القدرات العسكرية لقواتنا الى مستوى أعلى.
وتقدم اسماعيل بالشكر والتقدير الى الولايات المتحدة، ووزارة الدفاع الامريكية على امدادها البيشمركة بتلك الاسلحة، مشيدا بدور القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، ووزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش العراقي لتقديمهم التسهيلات "الكبيرة" لكي تصل هذه الاسلحة بيد قوات البيشمركة.
ودعا الوزير، الحكومة العراقية، الى توفير المساعدات العسكرية والمالية واللوجستية لقوات البيشمركة اسوة باقرانهم من القوات الاتحادية على اعتبار انها جزء من المنظومة الدفاعية والأمنية للعراق.
وأكد اسماعيل أن قوات البيشمركة واجهت تنظيم داعش وتمكنت من كسر اسطورته، مشددا أن البيشمركة ستواصل حماية أمن العراق من التهديدات الإرهابية جنبا الى جنب مع باقي القوات الامنية الاتحادية.
*الحلبوسي وبيانه الغريب
وتعليقاً على ذلك، رفض رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، امس السبت، تسليح البيشمركة بمدفعية ثقيلة متطورة، فيما اعتبره اجراء يضرب الامن المجتمعي.
وذكر الحلبوسي في تدوينة: “نرفض رفضاً قاطعاً تسليح قوات محلية واجبها الدستوري يقتصر على حفظ امن داخلي ضمن حدود مسؤوليتها ( بمدفعية ثقيلة متطورة )”.
وأضاف، أن “هذا الإجراء المرفوض قد يكون سبباً في ضرب الأمن المجتمعي الوطني بشكل عام و في محافظتي نينوى و كركوك على وجه الخصوص إذا ما تم الاساءة باستخدام تلك الأسلحة ( لا سمح الله ) في نزاعات عرقية أو حزبية مستقبلاً”.
واوضح رئيس حزب تقدم، أن “هذا النوع من الأسلحة يجب أن يكون حكراً بيد الجيش العراقي فقط، الذي ندعو باستمرار إلى تعزيز قدراته وإمكانياته”.
*
في منتصف اب المنصرم، ذكر موقع مجلة "فوربس" الامريكية ان اقليم كردستان بالرغم من تلقيه قطع مدفعية من الولايات المتحدة مؤخرا، بما يعزز قوته النارية المحدودة، الا ان قوات البيشمركة، ما تزال تفتقر الى امتلاك القدرات الدفاعية المهمة وذلك لأسباب من بينها بالدرجة الاولى ان الحكومة الاتحادية في بغداد، التي ترفض السماح بعمليات نقل الاسلحة الاساسية الى الاقليم.
ولفت التقرير الأمريكي، الى ان وزارة شؤون البيشمركة كانت قد أعلنت مؤخرا عن تسلم مدافع "هاوتزر" امريكية من عيار 105 ملم من طراز"ام 119"، في 6 آب/أغسطس، مشيرا إلى أن القنصل العام الأمريكي مارك ستروه وصف خلال حفل تسليم هذه المدافع، بأنها "علامة فارقة في بناء قدرات قوات البيشمركة".
وكان وزير شؤون البيشمركة شورش إسماعيل قد أعلن في السادس من شهر آب الجاري، أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية، وذلك خلال حفل تسليم قوات البيشمركة بـ24 مدفعا من النوع الثقيل من قبل القوات الأمريكية جرت مراسيمه داخل مبنى وزارة شؤون البيشمركة في مدينة أربيل.
ودعا الوزير، حينها، الحكومة العراقية، الى توفير المساعدات العسكرية والمالية واللوجستية لقوات البيشمركة اسوة باقرانهم من القوات الاتحادية على اعتبار انها جزء من المنظومة الدفاعية والأمنية للعراق.
ويشير تقرير المجلة الامريكية، إلى أن واشنطن كانت وافقت على تسليم 36 قطعة مدفعية من طراز "ام 119" لتجهيز كتيبتين من المدفعية الكوردية في العام 2017.
وفي حين قال التقرير إن "التحالف الدولي" يقوم احيانا كثيرة بتسليم مركبات عسكرية الى البيشمركة، بما في ذلك مركبات "هامفي" والشاحنات والعربات المدرعة المقاومة للألغام، الا انه اعتبر ان تسليم قطع المدفعية هذه، يشكل مثالا نادرا على قيام التحالف بتأمين الاسلحة الثقيلة وتعزيز القوة النارية للبيشمركة بالاضافة الى الدعم في المجال اللوجستي.
وبعدما ذكّر التقرير بتصريحات كردية مؤخرا بأن الحكومة الاتحادية تمنع تزود البيشمركة بطائرات مسيرة مما تسمى بـ"قوات التحالف"، قال إن طائرات كهذه غير مسلحة لكنها مزودة بكاميرات مراقبة عالية الدقة، من شأنها أن تحسن بدرجة كبيرة قدرات البيشمركة المحدودة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وبين التقرير أن طائرات كهذه بامكانها مساندة عمل سلاح المدفعية ورصد المواقع الحيوية التي تعرضت لهجمات متقطعة أو هجمات صاروخية مثلما جرى مؤخرا في حقل غاز خور مور، وفق التقرير.
واوضح انه بغض النظر عن بعض المروحيات الصغيرة التي تمتلكها البيشمركة، فان القوة الجوية لهذه القوات محدودة للغاية، ولا تمتلك طائرات مقاتلة من اي نوع، وتابع قائلا انه بامكان طائرات المراقبة المسيرة ان تعوض جزئيا على الاقل عن هذا النقص في القوة الجوية.
وذكر انه عندما تعاون الكرد مع الولايات المتحدة للإطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003، فإن واشنطن قالت لهم ان بامكانهم ان يتوقعوا إمدادات كبيرة من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات "جافلين اف جي ام-148"، وفق ما جاء في نص التقرير.
واضاف ان البيشمركة لم تتسلم أي صواريخ من هذا النوع، مشيرا الى ان الكرد اغتنموا الفرصة التي أتاحها الغزو، لكي يستولوا على العديد من دبابات "تي -52" العراقية وهو من طراز الحقبة السوفياتية.
واشار التقرير الى ان قوات البيشمركة ما تزال تشغل بعض هذه الدبابات الصدئة حتى الآن، حيث أنهم لم يتمكنوا من الحصول على المزيد من العربات المدرعة الحديثة.
وفي المقابل، قال التقرير الأمريكي، إن الجيش العراقي حصل على دبابات قتالية رئيسية امريكية من طراز "ابرامز ام 1 ايه 1" المتطورة، بالاضافة الى دبابات "تي-90" الروسية القتالية، الا ان بغداد لم تتقاسم أيا منها مع البيشمركة التي تعاني من نقص في التجهيزات العسكرية.
وختم التقرير الأمريكي بالقول إن تسليم مدافع "ام 119" يشكل "تطورا ايجابيا و مؤشرا آخر على الشراكة المستدامة بين الجيش الأمريكي والبيشمركة، إلا أنهم يحتاجون الى المزيد"، مضيفا انه "في ظل استمرار التهديد بعودة تنظيم داعش الارهابي، ومواجهة المنطقة توترات متزايدة وخطر التصعيد وسط الحرب في غزة، فان الحليف الكردي القديم لاميركا، يحتاج الى امكانات دفاعية اضافية لحماية جيبه الضعيف من حريق إقليمي قد يكون مميتا".