مدينة الحرف الأول تواصل النزاعات "الدامية".. خلافات سابقة تؤدي لمقتل الشيخ خالد كبيح
انفوبلس/ تقرير
شهدت محافظة ذي قار، اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023، نزاعاً جديداً إثر خلافات سابقة على أراضٍ زراعية بمنطقة السادة الشرامطة قرب الجسر المالح بقضاء سوق الشيوخ جنوبي مدينة الناصرية، ما تسبب بمقتل الشيخ خالد تركي كبيح أحد شيوخ عشيرة الجواريين.
وكان قد قُتل شيخ عشيرة العتّاب وأُصيب نجله مؤخراً، بجروح في هجوم مسلح استهدف منزلهما في قضاء النصر شمالي ذي قار، وأعقب ذلك انتشار لأقارب الشيخ في الشوارع بأسلحة خفيفة ومتوسطة وهاجموا عشيرة آل حاتم المتَّهمة بقتله.
وقالت مصادر أمنية لـ "انفوبلس"، إن "نزاعاً عشائرياً اندلع بين عشيرة الجواريين نفسها، بمنطقة السادة الشرامطة قرب الجسر المالح بقضاء سوق الشيوخ جنوبي مدينة الناصرية". مشيرة إلى أن "النزاع اندلع بسبب خلافات سابقة على أراضٍ زراعية، حيث أدى النزاع لمقتل الشيخ خالد تركي كبيح أحد شيوخ عشيرة الجواريين".
وأضافت، إنه "تمت إصابة أحد أقرباء الشيخ بجروح بليغة إثر النزاع العشائري". مبينة، إن "القوات الامنية القريبة من مكان النزاع تدخلت من أجل إنهاء النزاع بين الطرفين".
* دم شيخ عشيرة العتّاب لم يبرد بعد
في الـ 19 من شهر نيسان الماضي 2023، قُتل شيخ عشيرة العتاب (الشيخ جميل العتابي) وأُصيب نجله بجروح في هجوم مسلح استهدف منزلهما في قضاء النصر شمالي ذي قار، وأعقب ذلك انتشار لأقارب الشيخ في الشوارع بأسلحة خفيفة ومتوسطة وهاجموا عشيرة آل حاتم المتَّهمة بقتله.
واستمر القصف المتبادل ساعات طويلة، وقد استُعمِلت فيه قاذفات "آر بي جي" وأسلحة رشاشة مختلفة، وسط توتر أمني وحالة رعب في البلدة على الرغم من التواجد الأمني ودوريات الشرطة.
وأرسلت "قيادة عمليات سومر" تعزيزات عسكرية إلى البلدة وانتشرت القوات بالشوارع في محاولة للسيطرة عليها. ووفقاً لقائد شرطة المحافظة اللواء مكي الخيكاني، تمت استعادة أمن المحافظة والسيطرة على بلدة النصر".
*14 بين قتيل وجريح
وكان ظهر يوم الخميس 13 أبريل/ نيسان 2023 ساخنا في قضاء الإصلاح شرق مدينة الناصرية في محافظة ذي قار (400 كيلومتر جنوب بغداد)، حينما اندلع نزاع مسلح بين عشيرتين إثر تراكمات ومناكفات طويلة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وفق ما يؤكده سكان القضاء.
وقالت مصادر في شرطة ذي قار، إن "عدد القتلى بلغ 4 من الطرفين". مضيفة، إن "عدد المصابين بلغ 10 أشخاص بينهم منتسب في الشرطة أُصيب بطلق طائش، فيما تم اعتقال 12 من المتسبّبين في اندلاع النزاع".
وبحسب مراقبين، فإن ازدياد ظاهرة النزاعات العشائرية جنوب البلاد استفحلت بسبب التراخي الأمني لفترات طويلة، والذي جاء على إثر الاحتجاجات التي انطلقت عام 2019 وتوجيه الأجهزة الأمنية بعدم حمل السلاح، حيث أدى ذلك لفسح المجال واستدعاء ثارات عشائرية قديمة.
كما أعربت أوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية إلى مراكز المُدن وتحويل الدور والأحياء السكنية إلى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة مؤخرا وأدّيا إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وتشكلُ النزاعات العشائرية والمسلّحة هاجسا مُخيفا لدى السكان بمحافظة ذي قار، إذ إن كمية السلاح المستخدَمة في كل نزاع كفيلة بإعلان الحرب، وذلك وفق ما يؤكده المحلل السياسي من ذي قار محمد التميمي.
ويعتقد التميمي أنه لا حلّ لهذه المشكلة إلا عبر تشريع قوانين تجرّم هذه الظاهرة وتُجبر الجميع على اللجوء للقانون والقضاء، فضلا عن ضرورة تنفيذ حملات أمنية واسعة لاعتقال أطراف النزاع ومصادرة الأسلحة، والاكتفاء بالأسلحة الشخصية المرخّصة قانونا، وفق تعبيره.
ويتابع التميمي، أن النزاعات العشائرية تتسبب بآثار سلبية على المدن من عدة جوانب، منها اجتماعية وأمنية وخدمية وسياحية، مع ما يخلّفه ذلك من رسائل سلبية عن هذه المدن، الأمر الذي يضعف الجانب السياحي والاستثماري والبناء والإعمار، وفق تعبيره.
*إحصاءات
وكانت محافظة ذي قار قد شهدت العديد من النزاعات العشائرية خلال العام الحالي، ففي الساعات الأولى من صباح الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، كانت المحافظة قد شهدت نزاعا عشائريا مسلحا استمر عدة ساعات في قضاء الجبايش شرق الناصرية، بين أفراد من عشيرة واحدة، استخدموا خلاله أسلحة خفيفة ومتوسطة، قبل أن توقف الشرطة النزاع.
وبعدها بأيام قليلة، اندلع نزاع عشائري آخر بين عشيرتين في قضاء سيد دخيل جنوب شرق الناصرية (مركز المحافظة)، إلا أن قوات التدخل السريع وصلت إلى مكان الحادث وطوّقت المشكلة وضبطت أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل يدوية.
وفي شمال الناصرية وتحديدا في مدينة الشطرة، تعرض منزل أمير إحدى العشائر الكبيرة بالمدينة إلى قصف بقاذفة من نوع آر بي جي (RPG) في فبراير/ شباط 2023، وذلك إثر خلافات عشائرية سابقة، مما أدى إلى تأزيم الوضع الأمني وخروج مسلحين في استعراض عسكري في وضح النهار وأمام مرأى الأجهزة الأمنية.
وخلال عامي 2021 و2022 سجّلت محافظة ذي قار ما يقرب من 100 نزاع عشائري، وهذه النزاعات هي جزء من نزاعات أخرى "مُحتدمة" تحصل في محافظتي ميسان والبصرة (جنوب البلاد) ومدن أخرى.
وكانت مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية قد أعلنت في عام 2021 عن حسم 450 نزاعا عشائريا في عموم البلاد للفترة ما بين يوليو/ تموز2020 وحتى يونيو/ حزيران 2021، في حين أعلنت الوزارة في العاشر من مايو/ أيار 2022 ضبط أكثر من 7 آلاف قطعة سلاح ما بين خفيف ومتوسط، كان جلّها في حيازة العشائر.
وعادة ما يقع مواطنون أبرياء ضحية هذه الاشتباكات التي لا تنتهي أحياناً إلا بوساطة طرف عشائري ثالث، من دون أي تدخل لقوات الأمن التي تنسحب أحياناً في سبيل عدم تأويل وجودها لخدمة طرف من طرفي النزاع المسلح.
وتُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية، ويُستخدم فيها أحياناً سلاح متوسط وقذائف هاون والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف.
وكانت القوات العراقية قد نفذت في الفترات السابقة عدّة خطط لنزع السلاح، شارك في بعضها الطيران العراقي، لكن تلك الخطط لم تحقق أهدافها.