مقتل سيد جعفر في ميسان على يد القوات الأمنية وجدل في الرأي العام.. هل كان طالب ثأر أم قاتل؟
انفوبلس/ تقرير
قُتِل المدعو العراقي سيد جعفر الياسري، بعد عملية نوعية أشرفت عليها قوة أمنية خاصة، وذلك يوم أمس الجمعة بتاريخ 9 حزيران/ يونيو لعام 2023 بعد مداهمة منزله الذي يقع في محافظة ميسان، وكان برفقة ابنه وأخيه.
ويعتبر الياسري من أشهر الإرهابيين المطلوبين لدى القوات الأمنية العراقية والملقّب بـ"أبو ذيل" وكذلك بـ"صكار نهر العز".
راجَ اسم المطلوب العراقي سيد جعفر الياسري بشكل واسع في الساعات الأخيرة في العراق حيث إنه صاحب عدد من السجلات الإجرامية والارتكاب للجرائم التي جعلت القوات الخاصة العراقية تداهم المقر الذي كان يتواجد فيه مع ابنه وأخيه، وقد قضت القوات على جميع من في المنزل في العملية الأمنية التي قامت بها في الساعات الأخيرة وهذا ما دفع الأفراد في التعرّف على التفاصيل حول العملية والمعلومات عن الياسري، كما وسيقدم لكم "انفوبلس" السيرة الذاتية لسيد جعفر الياسري وتفاصيل مقتله.
*تفاصيل العملية
قالت مصادر أمنية لـ "انفوبلس"، إن "قوة عسكرية من قيادة عمليات ميسان وبإشراف الفريق محمد جاسم الزبيدي، اشتبكت مع المدعو "سيد جعفر" ومجموعته في منطقة الخمسة كيلو بالمحافظة". لافتة إلى، أن "القوة العسكرية قامت بمداهمة منزله أثناء الاشتباكات معه".
وأضافت، إن "المداهمة أدت إلى مقتل المدعو (سيد جعفر) مع اثنين من أفراد مجموعته وإصابة أحد الجنود بجروح خطيرة". لافتة إلى، أنه "كان برفقة ابنه وأخيه الذين قُتلوا معه".
وتابعت، إن "سيد جعفر الياسري مع ابنه وأخيه قد قُتلوا جميعهم في المكان الذي حصلت فيه الاشتباكات". مشيرة إلى، أنه "تمت مصادرة العديد من الأسلحة المختلفة التي كانت بحوزته من قبل القوات الأمنية".
من هو سيد جعفر الياسري؟
يعتبر سيد جعفر الياسري مواطنا يحمل الجنسية العراقية، أُطلق عليه لقب أبو ذيل، وتعود قبيلة عائلة الياسري لقبيلة العصائب وعشيرة آل زيرج التي تقع في محافظة ميسان العراقية.
ويعتبر سيد الياسري من أشهر المطلوبين للدولة العراقية، وذلك بعد قيامه بالعديد من العمليات الإرهابية المختلفة ضد الدولة العراقية، كما قام أيضا بتهديد الأمن وسلامة المواطنين كافة في العراق.
*أبرز الجرائم التي نفذها سيد الياسري
كان الياسري يشكل خطرا كبيرا على العراق والعراقيين، حيث ارتكب العديد من الجرائم المختلفة، كما قام بالعديد من العمليات الموسَّعة ضد الجيش العراقي، وقام بقتل عدد من الأبرياء ورجال الأمن، وقد كان أحد ضحاياه نقيب شرطة في محافظة ميسان خلال محاولته إلقاء القبض عليه، واشتبك معه بعد رفضه تسليم نفسه، وتمكّن من الهرب، بالإضافة إلى العديد من الجرائم الأخرى التي تنوعت ما بين قتل وتدمير وإخلال بالأمن العام في العراق.
وقد كانت قوات الأمن تحاول إلقاء القبض عليه في كل مرة ولكنها كانت تفشل بسبب رفضه تسليم نفسه وتفضيله الانتحار على ذلك، ومن هنا بدأت محاولات الشرطة وقوات الأمن تزداد من أجل إلقاء القبض عليه، حتى استطاعت القوات الأمنية يوم أمس من قتله.
كما أن الياسري يمتلك قوة كبيرة يقودها وتقوم بمساعدته في ارتكاب جرائمه التي تخلّ بالأمن العام في العراق.
وبحسب شهود عيان، فإن الياسري يُعد أشهر مثيري الاقتتالات العشائرية في محافظة ميسان وأحد أبرز قطّاعي الطرق ومبتزّي رجال الأعمال في المحافظة، كما وصفه مدوّنو مواقع التواصل الاجتماعي بأنه أشهر قاتل مأجور ورئيس عصابة في محافظة ميسان، فيما يُعرف "أبو ذيل" بأنه تاجر مخدرات.
وتقع محافظة ميسان جنوب العاصمة بغداد على بعد 370 كيلومترا، وغالبا ما تشهد محافظات وسط وجنوب العراق – من بينها ميسان- نزاعات عشائرية تُستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وهو ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في الوقت الذي تعهدت فيه حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالعمل على الحد من هذه النزاعات وتطبيق القانون.
في 19 آب 2022، تحدثت مصادر أمنية، عن اندلاع نزاع عشائري بين آل زيرج وآل ياسر في ناحية السلام؛ إثر ثأر سابق تجدد على خلفية قتل أحد أبناء آل زيرج وإصابة ثلاثة آخرين على يد "جعفر الياسري".
ثم في 25 تشرين الثاني الماضي، تجدد النزاع بين ذات الأطراف؛ لكن القوات الأمنية، ووفق مصادر، لم تحرّك ساكناً آنذاك. كما أنه لم تُعرف أسباب النزاع من الأساس.
مؤخراً، وتحديداً في 11 شباط 2023، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن تجدّد معارك آل زيرج وآل ياسر في ناحية السلام وتم فرض إنذار جيم في المحافظة على خلفية النزاع.
وتشهد مدن وسط العراق، تصاعداً ملحوظاً في ظاهرة الاشتباكات العشائرية، التي باتت تتكرّر بشكل أسبوعي، ويسقط بسببها قتلى وجرحى، وعادة ما تتخذ قوات الأمن فيها دور المتفرّج أو الوسيط لإنهاء تلك المعارك. وبات يُستخدم في هذه الاشتباكات، التي يستمرّ بعضها لعدّة أيام، أسلحة متوسّطة وقذائف صاروخية، وأخيراً مدافع الهاون. وعادة ما تكون خلفها، مشاكل على الزراعة أو الرّي وخلافات اجتماعية، بعضها تاريخية يتعلّق بالثأر وغيرها، وأخرى تكون شجارات عادية، سرعان ما يدخل فيها السلاح ويسقط ضحايا، لتتّسع دائرة الخلافات إلى اشتباكات مسلّحة.