منذ تحريرها.. تعرّف على الهجمات التي تعرضت لها جرف النصر حتى اليوم وأبرز الشهداء المدافعين عنها
انفوبلس/..
جرف النصر المدينة المضطربة أمنياً في منطقة مستقرّة، المدينة الوحيدة التي يرى الإرهاب الداعشي نفسه آمناً يتجول على مهله لأنها منطقة البراري الشاسعة، والمزارع، والأرض المنبسطة على صحراء ممتدّة تحاذي مدينة الفلوجة في محافظة الرمادي، التي يتردّد اسمها يومياً على نشرات الاخبار بسبب ضراوة المعارك التي تدور فيها.
جرف النصر عدّها الإرهابيون البوابة المتقدمة التي ينفذون منها إلى محافظات وسط العراق وجنوبه، وتنفيذ العمليات ضد محافظات بغداد وبابل وكربلاء من مسافات قريبة، مستفيدين من مساحاتها الشاسعة وأراضيها الزراعية العميقة وخمول أهلها.
استثمرها الإرهابيون في تكديس السلاح، وتهيئة الخلايا النائمة” التي تمكنت منذ العام 2003 من شنّ هجمات إرهابية على القوات الأمنية، والقيام بأعمال إرهابية في المناطق المجاورة مثل مدينة المسيب والحلة.
تقول الإحصائيات الحكومية إن خمسين ألف نسمة يسكنون جرف النصر وقُراها المجاورة، نَفِذَت إليها أجندة إرهابية على مستوى الفكر والاعتقاد وتحولت إلى منطلق للعمليات الإرهابية والجرائم، ومنطقة للتطهير الطائفي وقتل الأبرياء في غفلة من الزمن وباتت فندقاً واسعاً للدواعش الأجانب.
الجرف حاضنة إرهابية
تحولت جرف النصر إلى حاضنة إرهابية جعل منها مسرحا لعمليات كرّ وفرّ بين أفراد القوات الأمنية والجماعات المسلحة، ما اضطر نحو 600 عائلة إلى النزوح بحسب عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل ثامر الذيباني، الذي أكد أن “الناس تهرب إلى مركز المدينة فرارا من عصابات داعش الإرهابية".
وبحسب مصدر أمني في محافظة بابل، عن الكثير من العمليات الانتحارية التي نُفذت في بابل وكربلاء والمسيب، عبر انتحاريين وجدوا في هذه المناطق الشاسعة مكانا آمنا بسبب الطبيعة الجغرافية والسكانية لهذه المناطق.
وفي وقت من الأوقات سعت داعش، إلى عزل هذه المنطقة عن بقية العراق عبر نشر الفكر التكفيري الطائفي، ما سهّل انضمام بعض أبناء المنطقة إلى التنظيمات المسلحة.
وبحسب محلل عسكري عراقي فإن منطقة جرف النصر تمتد عبر جغرافية سهلة خالية من التضاريس بين المناطق العشبية والصحراء وتشكل مجالا حيويا لمدينة الفلوجة في محافظة الأنبار في الانفتاح على مناطق العمق في الوسط والجنوب.
مثلث الموت
وبسبب هذا الامتداد الجغرافي مع مناطق غرب العراق حيث تشكل المنطقة الجناح الشرقي لقضاء الفلوجة ومحاذاتها لمناطق حزام بغداد باتجاه مدن اللطيفية والإسكندرية واليوسفية، شكّلت هذه الرقعة الجغرافية ما عُرِف بـ”مثلث الموت” بعد 2003 والذي شهد أعمال قتل وإرهاب مروعة طالت المئات من العراقيين بعدما تحوّلت المنطقة إلى بؤرة متقدمة للقاعدة والجماعات الإرهابية.
ومنذ توغل داعش في الفلوجة في بداية 2014، شهدت مناطق جرف النصر مثل الناحية، وصنيديج، ورويعية، والفارسية، والعبدويس، معارك ضارية بين القوات الامنية والجماعات الارهابية التي تتلقى التعزيزات من المناطق المتاخمة لصحراء الفلوجة.
وأمام هذا التحدي، اعتمدت القوات الأمنية في بابل منذ تموز 2014 خطة “الأرض المحروقة” لطرد وسحق تلك العصابات الإرهابية بحسب نائب رئيس اللجنة الأمنية حسن فدعم وكانت نتيجة ذلك تمكن الفوج الثالث في منطقة البهبهاني من تأمين الطريق الصحراوي لتحرير منطقتي الرويعية والفارسية.
وارتفعت وتيرة العمليات الارهابية في المنطقة منذ احتلال مدينة الموصل في العاشر من حزيرن 2014 بعدما نشطت الجماعات المسلحة في أعمالها ضد الجيش والأهالي.
تأمين منطقة جرف النصر من الإرهاب يعني السيطرة بشكل كامل على منطقة عامرية الفلوجة، والحبانية والنخيب والعنكور والممرات المائية والصحراوية الوعرة الأخرى، وجعل بغداد ومناطق حزام بغداد وبابل، أكثر أمناً واستقراراً.
تعرضات مستمرة بعد التحرير
في 13 آذار 2020 تم رصد طائرات MQ9 الأمريكية في سماء محافظة بابل، وطائرة ثانية فوق منطقة المسيب، ثم طائرة F16 فوق سماء كربلاء ونفذت ضربة على هدف قرب صحراء كربلاء المقدسة، وفي نفس اليوم تعرضت ناحية جرف النصر، الى عملية تحليق مستمر من قبل طائرات الاحتلال، ونفذت طائرة F16 عملية قصف في مركز الناحية في جرف النصر، ووقع الاعتداء الأمريكي من خلال قصف جوي مباشر على مناطق جرف النصر، المسيب، النجف، الإسكندرية، والضربات استهدفت مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشرة في الجيش العراقي.
الحشد الشعبي في المواجهة
وساهمت قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي في صدّ الكثير من الاعتداءات الإرهابية خلال السنوات التي تلت تحرير جرف النصر، حيث أفشل اللواء 47 في الحشد الشعبي هجمات متكررة، وأوقف عمليات إرهابية استخدم فيها الإرهابيون الطرق الفرعية خلال التعرّض في جرف النصر، وشهد الصحن الحسيني الشريف، 28 تشرين الأول 2014، تشييع كوكبة من الشهداء الذين سقطوا جرّاء تفجير انتحاري استهدفهم في ناحية جرف النصر، شمالي محافظة بابل.
وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي، في 15 تموز 2021، إحباط محاولة تسلل لعصابات داعش" في جرف النصر شمال محافظة بابل، مشيرة إلى أن العملية أودت بحياة أحد أفراد دورية للحشد، حيث تمكنت قوة من اللواء 45 ضمن قاطع مسؤولية عمليات الجزيرة من إحباط محاولة تسلل لعناصر داعش في جرف النصر.
كما أعلنت هيئة الحشد الشعبي، في 5 أيلول 2021 استشهاد القائد (حسن كريم حسن) معاون قائد عمليات الجزيرة بالحشد بانفجار عبوة ناسفة منطقة العويسات شمال ناحية جرف النصر شمالي محافظة بابل وإصابة اثنين من مقاتلي اللواء 47 بالحشد خلال أداء الواجب في تأمين الناحية.
وفي 23 نيسان 2022 تمكنت قوة من قيادة عمليات الجزيرة بالحشد الشعبي من التصدي لتعرّض شنّه فلول داعش الارهابي في ناحية جرف النصر شمال محافظة بابل.
وفي 20 نيسان 2022، تصدّى الحشد الشعبي لهجوم نفذه عناصر داعش في قاطع جرف النصر شمال محافظة بابل، وأُصيب ثلاثة منتسبين في اللواء 47 التابع لعمليات الجزيرة بالحشد إثر انفجار عبوة ناسفة قبل أن يعقب ذلك إطلاق نار كثيف من جهة الرويعية على آلية تابعة للواء في ناحية جرف النصر.
وأعلنت هيئة الحشد في 6 كانون الأول 2022 استشهاد (كرار محمد بليل هيجل الظالمي) الذي ارتقى أثناء مداهمة مضافة لعصابات داعش الإجرامية في قاطع جرف النصر، بمنطقة البهبهاني، خلال عملية نفذها لواء47 وقوة من لواء مغاوير عمليات أسفرت عن قتل من كان في المضافة إثر تفجير انتحاري نفسه، حيث استُشهد الظالمي على إثر العملية وجُرح اثنان من الفوج الثاني لواء 47 إضافة إلى جرح منتسب من لواء المغاوير.
وفي 6 ديسمبر 2022 أعلنت هيأة الحشد الشعبي، استشهاد صلاح گاصد العبساوي خلال اشتباكات اندلعت في البهبهاني ضمن قاطع عمليات كربلاء المقدسة و التي انتهت به شهيداً وقتيلين من داعش، كما أعلنت الهيأة في نفس اليوم، استشهاد المقاتل (هاني عطا عبيد حسين الطبري) أحد أبطال اللواء 47 بالحشد الشعبي الذي ارتقى متأثرا بجراحه أثناء أداء الواجب خلال مداهمة مضافة لعصابات داعش الإجرامية في قاطع جرف النصر.