ميليشيات كسنزانية تتجاوز حدود الإقليم وتقتحم إحدى الشركات النفطية في صلاح الدين.. إليك التفاصيل كاملةٌ
انفوبلس/ تقارير
كان زعيمهم مُخبِراً للأمريكان ويحلم برئاسة العراق، قاموا بالعديد من الأعمال غير النظامية في إقليم كردستان مستغلين الدعم المقدَّم من قبل بارزاني، يتخذون من جبال قره داغ في السليمانية مأوى لهم حتى وصل بهم الحال إلى تجاوز حدود الإقليم وممارسة أعمال العنف في المحافظات العراقية. فمن هي ميليشيا كسنزان التي يتزعمها نهرو الكسنزاني والتي استعرضت بقوة السلاح في محافظة صلاح الدين واقتحمت شركة المنافذ الدولية للخدمات النفطية؟.
*تفاصيل الحادثة
مليشيات سنية قادمة من السليمانية تابعة للشيخ نهرو الكسنزان تقتحم المناطق التابعة للحكومة المركزية وتدخل شركة المنافذ الدولية للخدمات النفطية وتسيطر على الشركة دون تدخل القوات الامنية وتسيطر على الشركة وتحتجز الموظفين كرهائن على خلفية عدم دفع الخرجية (الاتاوات) لهم من قبل الشركة pic.twitter.com/Z6Mbvj59y7
— علي فاهم (@alkindy2073) June 18, 2023
فجر اليوم، اقتحمت ميليشيات كردية قادمة من السليمانية تابعة للمدعو نهرو الكسنزان المناطق التابعة للحكومة المركزية ودخلت شركة المنافذ الدولية للخدمات النفطية بعد قطعها للطرق تحت أنظار القوات الأمنية وقائد عمليات صلاح الدين الذي بقي متفرجاً على ما يحدث وسط إدانات شديدة له.
*سبب الاقتحام
الميليشيات الكسنزانية اقتحمت الشركة وسيطرت عليها، لتقوم بعد ذلك باحتجاز الموظفين كرهائن على خلفية عدم دفع (الاتاوات) لهم من قبل الشركة!.
*إدانات لقائد شرطة صلاح الدين
فجّرت الحادثة غضب مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وكيف لجماعة الاستعراض بقوة السلاح في وضح النهار أمام انظار القوات الأمنية دون تدخلها.
مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا بإقالة قائد الشرطة من منصبه كونه لم يؤدِ واجبه بالشكل الصحيح، داعين رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني إلى إصدار توجيهات صارمة للإقليم بمنع سماحها تسلل الجماعات الإرهابية والمتطرفة إلى المحافظات العراقية والعمل على مكافحتها داخل الإقليم أيضاً.
*من هو زعيم هذه الميليشيات؟
شمس الدين نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني، كردي الأصل من مواليد مدينة كركوك العراقية عام 1969، كان عضوا في البرلمان العراقي والأمين العام لـ"تجمع الوحدة الوطنية"، قبل أن يخلف والده في زعامة "الطريقة العلية القادرية الكسنزانية".
سُجِن نهرو الكسنزاني وإخوانه في عهد المقبور صدام، ما دعاهم للجوء إلى الأميركيين للحصول على المساعدة في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003، وانتهى بهم المطاف بمساعدة مسؤولي المخابرات الأميركية، بحسب قوله.
*قربه من الأمريكان
يعارض الكسنزاني، الهجوم الأميركي متعدد الجوانب على إيران، ويقترح سلسلة هجمات دقيقة على المؤسسات العسكرية والاستخبارية الإيرانية بدلاً عنه، ويقول عن موقفه المتشدد من إيران: "يسألوننا لماذا تريدون الحرب، في حين أننا لسنا في سلام!".
لم يقف عند هذا الحد، وبعد 4 أشهر من رسالته تلك، ذهب في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 إلى فندق ترامب الدولي في واشنطن ليقضي فيه 26 ليلة في جناح بالطابق الثامن من الفندق، وتُقدر تكاليف إقامته تلك بعشرات الآلاف من الدولارات.
دارت شكوك في حينها على أن ذهابه إلى فندق ترامب في واشنطن هو لإجراء مقابلات سياسية والتحشيد لهدف معين، إلا أنه نفى ذلك في تصريحه لـ"واشنطن بوست" بالقول: "في الغالب نقيم في فندق (هي آدمز) لكننا سمعنا عن فندق ترامب الجديد في واشنطن، وتوقعنا أن يكون مكانا جيدا للإقامة".
الشكوك جاءت لكون الفندق تابع لمنظومة ترامب، وأضحى مكانا لاجتماع السياسيين والشخصيات التي تتعاطى مع العمل الحكومي، ومعروف أنه محل إقامة للشخصيات الأجنبية التي تريد عرض أجنداتها على إدارة الرئيس ترامب.
*مُخبِر للأميركيين
نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني، الذي يعتبر مرشد الطريقة العلية القادرية الكسنزانية، أعلن للصحيفة الأميركية أنه عمل خلال فترة الهجوم الأميركي على العراق عام 2003 مُخبِراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه".
وفي كتاب "خطة هجوم" طبعة عام 2004، يشير الكاتب بوب وودوارد إلى أن فرقة دينية في إقليم كردستان، كان لها لقاءات متعددة ومتقاربة مع مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وكان الأميركيون في تلك الفترة يعملون على وضع خطة هجوم 2003.
*مليون دولار شهريا من واشنطن
وأوضح الكاتب أن عائلة الكسنزاني شكلت شبكة مخبرين من أتباعها، وأن المعلومات كانت نادرة جدا وتصدم العقول، الأمر الذي أدى إلى منحهم لقب "روكستار".
الكتاب لم يسمِّ الكسنزانيين، لكن نهرو الكسنزاني يؤكد أن العائلة التي يشير إليها الكتاب هي عائلته، ويقول: إنهم كانوا يتقاضون مليون دولار شهريا من واشنطن كمصاريف للشبكة التي كانوا يديرونها.
*دعم "عزت الدوري" له
وأطلع نهرو الكسنزاني صحيفة "واشنطن بوست" على مجموعة وثائق للجيش الأميركي تُبيّن أن اسم شبكة الشيخ تغير في فترة الحرب إلى شركة "حماية المؤسسات العراقية" التي أبرمت عدة عقود لحماية القواعد العسكرية الأميركية والمؤسسات النفطية، وكان أحد تلك القواعد بالقرب من كركوك.
وفي هذه النقطة تحديدا، من المهم الإشارة إلى أن عزت الدوري نائب المقبور صدام الذي غاب عن الأنظار منذ احتلال العراق عام 2003 ويظهر بين مدة وأخرى بمقاطع فيديو، كان أحد أتباع "الطريقة الكسنزانية" ويقدم لهم الدعم المطلوب للتمدد ونشر فكرهم على حساب الحركات الأخرى.
*حلمه برئاسة العراق
طموحات نهرو الكسنزاني ليست تجارية فقط، إذ تقول "واشنطن بوست": إنه يعتبر نفسه خيارا ملائما لرئاسة العراق ويرى أن التصوّف، الذي يجمع الشيعة والسنة، يمكن أن يكون بديلا يمنع توسع رقعة النفوذ الإيراني وعنف القاعدة.
لم يُسمح لنهرو الكسنزاني، أمين عام التحالف "من أجل وحدة العراق"، بالترشح في انتخابات الرئاسة عام 2005، لكنه جاء بأكبر المكاسب
*أمر قبض بتهمة تلقي الرشاوى
بدأت الحياة السياسية لتلك العائلة في العراق عام 2014، عند ترشيح أخيه ملاس محمد عبد الكريم، لوزارة التجارة.
وبعد عام من توليه الوزارة، أُقيل ملاس الكسنزاني من منصبه، وصدر أمر بإلقاء القبض على الأخوين، بتهمة تلقي الرشاوى في عقود شراء الأرز للحصة التموينية.
وأبلغ المتحدث باسم مؤسسة القضاء العراقية، عبد الستار بيرقدار، "واشنطن بوست" بأن نهرو الكسنزاني أيضا مطلوب و"سيُلقى القبض عليه حال عودته إلى العراق"، بينما ينفي الكسنزاني اتهامه بالفساد ويقول: إن تلك القرارات وراؤها أهداف سياسية.
*شركة نهرو للنفط
ويدير نهرو الكسنزاني في مجموعة شركات خدمات أمنية، وخدمات حقول نفطية وإنشائية، افتتحها في الولايات المتحدة، وفي إصراره على العمل التجاري مع إدارة ترامب، يقول هو: "نحن نبحث عن فرص".
وعقب إصدار مذكرة قبض بحق نهرو الكسنزاني، استقر الأخير في قصره بالعاصمة الأردنية عمّان، إلا أنه عاد مؤخرا إلى مدينة السليمانية لتأبين والده، وأخذ البيعة من أتباع "الطريقة القادرية".
*علاقته بالحلبوسي
كان الكسنزاني شريكا مع الحلبوسي ومتحالفا معه في "تقدّم" إلا أنه وبتاريخ 11 كانون الأول من العام الماضي أعلن الانسحاب من التحالف، عازياً ذلك إلى عدم وجود شراكة حقيقية لديه (أي لدى تقدّم).
وبعد أقل من أسبوع من انسحابه من تحالف تقدّم، أعلن الكسنزاني انضمامه إلى تحالف الأنبار الموحّد.