نوايا داعشية لاختطاف دبلوماسيين عراقيين والمساومة بإطلاق سراح 4 آلاف سجين
انفوبلس..
ضمن مسلسل تسريب الوثائق السرّية من المؤسسات الأمريكية "الحسّاسة"، ينشغل العالم منذ شهر تقريباً بوثائق تم تسريبها من البنتاغون تتحدث عن تحوّل أفغانستان إلى ساحة لانطلاق الإرهاب مرة أخرى، كما تطرقت لمخطط إرهابي يهدف إلى اختطاف دبلوماسيين عراقيين بهدف المساومة لإطلاق سراح سجناء دواعش في السجون العراقية.
وبحسب الوثائق التي نشرتها "واشنطن بوست"، فإن عصابات داعش تخطط لهجمات لاستهداف سفارات وكنائس ومراكز تجارية، في تقرير وُصِف بـ"السرّي للغاية".
وتكشف تقارير أخرى في نفس الوثائق عن جهود دؤوبة من قبل داعش في أجزاء أخرى من العالم للحصول على الخبرة لصنع أسلحة كيمياوية وتشغيل طائرات بدون طيار، ومؤامرة لخطف دبلوماسيين عراقيين في بلجيكا أو فرنسا ومحاولة تأمين الإفراج عن 4000 مقاتل مسجون.
ومن شبه المؤكد أن الوثائق ستُستخدم كـ"هراوة سياسية" من قبل الجمهوريين في الكونغرس وغيرهم ممن لا يزالون غاضبين بشأن الإدارة الفوضوية لخروج الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس 2021.
ورفض مسؤولو إدارة بايدن التعليق على الوثائق المُسرّبة، لكنهم دافعوا عن سجلهم في مكافحة الإرهاب منذ توليهم المنصب.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، في بيان إن الولايات المتحدة "تحتفظ بالقدرة على إخراج الإرهابيين من ساحة المعركة دون وجود دائم للقوات على الأرض" واستشهدت، كدليل، من بين الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الإدارة هذا العام، بغارة نفذتها القوات الخاصة الأميركية في الصومال والتي قتلت بلال السوداني زعيم تنظيم داعش هناك والذي قال مسؤولون أميركيون إنه كان له تأثير على التنظيم في أفغانستان. وعلى عكس أفغانستان، يحتفظ البنتاغون بقوة عسكرية صغيرة في الصومال.
من جانبهم، قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون آخرون إن الوثائق تحمل تحذيرات بشأن احتمال تجدد الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي.
وقال ناثان سيلز، منسّق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب خلال إدارة دونالد ترمب: "تتمتع داعش خراسان بملاذ آمن في أفغانستان منذ انسحاب الإدارة قبل 20 شهراً".
ودعا سيلز إلى صياغة عاجلة لخطة لمهاجمة قيادة التنظيم والبنية التحتية لداعش محذراً بالقول: "لديهم الطموح لمهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة، وفي نهاية المطاف، الولايات المتحدة نفسها".
ويبدو أن التقييم الذي تم تسريبه يتوافق مع شهادة أمام الكونغرس للجنرال مايكل إريك كوريلا، الذي أخبر لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في مارس الماضي أن داعش لديه وجود أقوى في أفغانستان مما كان عليه قبل عام ويمكن أن يكون قادراً على شنّ هجمات خارج البلاد.
وأضاف كوريلا، الذي يُشرف على العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة، أن الولايات المتحدة يمكن أن ترى فقط "خطوطا عريضة" لتخطيط داعش هناك ولكن ليس "الصورة الكاملة".
وصفت إحدى الوثائق المكتوبة في آذار/ مارس أن محاولة الصيف الماضي للحصول على خدمات متعاطف بريطاني ادعى أنه يمتلك "مهارات في هندسة الطيران والهندسة الكيميائية". عرض الشخص المجهول الهوية تقديم إرشادات بشأن الصواريخ والطائرات بدون طيار، فضلاً عن صنع سلاح كيميائي. تم تشجيع البريطاني على إرسال معلوماته عن بُعد بدلاً من المخاطرة برحلة خطيرة إلى سوريا أو العراق.
بشكل منفصل، لوحظ أن عملاء عصابات داعش المتمركزين في العراق يقومون بفحص طلاب الهندسة في إحدى جامعات دمشق لتحديد ما إذا كانت مهاراتهم ستكون مفيدة. في حالة أخرى، سعت الجماعة الإرهابية للحصول على معلومات من "فرد مقيم في أوكرانيا" حول بناء طائرة بدون طيار قوية بما يكفي لتحمل حمولة كبيرة، كما تظهر وثيقة مارس.
استكشفت عصابات داعش إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية والطائرات بدون طيار في هجمات إرهابية منذ عام 2015 على الأقل. وقد وثّقت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة جهدًا مكثفًا خلال حقبة الخلافة لتصنيع غاز الخردل وعوامل كيميائية أخرى، استُخدِم بعضها في المعارك، واختبارها على السجناء.
توضح الوثائق أيضًا تفاصيل ردّ الدولة الإسلامية على العديد من الأحداث العالمية الأخيرة، بما في ذلك النظر في إرسال انتحاري إلى قطر لمهاجمة بطولة كأس العالم العام الماضي.
كما درس المتشددون عدة مؤامرات انتقامية رداً على حرق القرآن من قبل نشطاء اليمين المتطرف في السويد وهولندا. وقالت الوثائق المسرّبة إن تلك المؤامرات تضمنت دعوات لشنّ هجمات على منشآت دبلوماسية سويدية أو هولندية في أذربيجان وطاجيكستان وروسيا وتركيا ودول أخرى، رغم أنه لا يبدو أن مثل هذه الضربة نُفِّذت بالفعل.
كمجموعة، وبحسب واشنطن بوست، تشير الوثائق إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية نجحت مرارًا وتكرارًا في اعتراض الاتصالات بين خلايا الدولة الإسلامية، يبدو أن عمليات الاعتراض هذه أدت إلى تعطيل خطط عمليات الخطف والهجمات بالأسلحة الصغيرة على المباني الحكومية في أوروبا.