هل هي مصادفة؟.. عصابات داعش تنشط كلما تصاعدت مطالبات طرد الأمريكان من العراق.. تعرف على أبرز عمليات التنظيم الإرهابي منذ مطلع 2024
انفوبلس..
في كل مرة تتصاعد فيها موجات الرفض العراقية للتواجد الأمريكي في العراق، تتصاعد معها العمليات الإرهابية لعصابات "داعش" لدرجة أصبحت متلازمة واضحة لا تخفى على أحد، الأمر الذي يعزوه محللون إلى العلاقة التخادمية بين التنظيم الإرهابي وقوات الاحتلال.
هجمات منذ بداية 2024
منذ مطلع العام الحالي، عاودت عصابات داعش نشاطها في العراق وسوريا عبر العديد من العمليات، كانت أولها هجوما سيطرت خلاله خلايا داعش الإرهابي، على نقاط عسكرية تابعة للجيش السوري عند الحدود الإدارية بين باديتي محافظتي دير الزور والرقة، شمال شرق سوريا.
وقالت مصادر سورية، إن خلايا داعش تمكنت من السيطرة على ثلاث نقاط عسكرية لـ "الفرقة 17" التابعة للجيش إحداها مشتركة مع قوات "الدفاع الوطني"، وذلك بعد هجوم واسع على تلك النقاط في منطقة الشيحا ضمن بادية التبني بريف محافظة دير الزور الغربي، وبادية معدان عند الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة، شمال شرق سوريا.
وأكدت المصادر، أن خلايا داعش هاجمت النقطتين بالأسلحة المتوسطة، بما فيها رشاشات متوسطة من عيار 14.5 و23 ميليمتر، وقذائف صاروخية من نوع "ار بي جي"، مُشيرةً إلى أن قوات الجيش السوري تحاول استقدام تعزيزات إلى المنطقة، بهدف استعادة السيطرة على تلك النقاط، في ظل تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
في غضون ذلك، قُتل عنصر من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب أثناء عملية تفكيك على طريق بادية أثريا - الطبقة بريف محافظة الرقة الغربي، شمال شرق سوريا.
وكان مركز "جسور للدراسات" قد توقع من خلال ورقة بحثية نشرها نهاية 2023، أن يتطور الواقع الميداني لداعش في سوريا عام 2024، من خلال محاولة السيطرة على عقد مرورية ومدنية مهمة في البادية، موضحاً أن توجه التنظيم للتوسع في البادية يرتبط بمساعيه المستمرة لبناء خلايا وقواعد متقدمة قريبة من المناطق الحضرية في كل من سوريا والعراق.
وفي الثاني من الشهر الجاري شنت عصابات داعش هجوما في سوريا أدى إلى مقتل تسعة عناصر من قوات الجيش السوري ومسلحين موالين لها جراء هجوم مباغت شنّه عناصر بداعش على مواقع عسكرية في عمق البادية في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد الى تنفيذ "خلايا تابعة للتنظيم هجوماً مباغتاً استهدف مواقع لقوات النظام وعناصر الدفاع الوطني في ريف دير الزور الغربي، ما أسفر عن مقتل تسعة منهم وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح".
واندلعت اشتباكات بين الطرفين إثر الهجوم، استمرت حتى الفجر، تمكن خلالها عناصر التنظيم المتطرف من مصادرة سيارة عسكرية وتدمير ثلاث سيارات أخرى، بحسب المرصد.
وغالباً ما يتبنى التنظيم المتطرف استهداف نقاط تابعة لجهات عدّة أو حافلات تُقل جنوداً أو موظفين عامين خصوصاً في منطقة البادية المترامية الأطراف والتي انكفأ إليها مقاتلوه بعد دحرهم من آخر مناطق سيطرتهم في شرق سوريا.
وفي التاسع من العام الجاري، نفذت عصابات داعش هجومين في سوريا راح ضحيتهما 16 عنصراً من القوات السورية على الأقل وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن عناصر داعش شنوا هجوماً دامياً على حافلة نقل عسكرية في بادية تدمر في ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً على الأقل من الجيش السوري وإصابة 19 بجروح.
وأضاف المرصد، أنه جرى نقل الجرحى إلى مستشفى تدمر لتلقي العلاج، وسط استنفار كبير من قبل القوات السورية.
وفي هجوم آخر لداعش قُتل ضابط برتبة ملازم في صفوف القوات السورية، وعنصر من الدفاع الوطني، في بادية أثريا بريف الرقة الغربي، حيث وقعت اشتباكات بين الطرفين، قبيل انسحاب عناصر داعش باتجاه عمق البادية، بحسب المرصد.
ويشير المرصد إلى أن البادية السورية تشهد تصعيدا لافتا منذ مطلع العام الجاري، بالنظر إلى هجمات عصابات داعش في مناطق متفرقة ضمن نفوذ قوات النظام السوري.
هجمات في العراق
أما في العراق، ففي السادس من الشهر الجاري أفادت مصادر أمنية باستشهاد وإصابة 5 عناصر من الحشد الشعبي بهجوم لعصابات داعش على حاجز أمني بمحافظة صلاح الدين.
وشهدت عموم المحافظات العراقية، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنيا نسبيا مع تراجع هجمات داعش، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصا في المحافظات المحررة، لا سيما بعد أن نفذ الجيش العراقي، بما في ذلك عبر الطيران ضربات نوعية ضد التنظيم الإرهابي.
ووفقا للمصادر، فإن "عناصر من داعش هاجموا حاجزا أمنيا للحشد الشعبي في منطقة الزركة شرق محافظة صلاح الدين، واشتبكوا مع عناصره"، مبينة أن الهجوم أسفر عن استشهاد اثنين من الحشد وإصابة 3 آخرين".
هذا الهجوم هو الثاني من نوعه، خلال أربعة أيام، في المحافظة، إذ استُشهد آمر الفوج الثاني في الجيش، المقدم سوران محمد كريم، وعنصر أمن بانفجار عبوة ناسفة في صحراء الثرثار بين قيادتي عمليات صلاح الدين وغرب نينوى، بحسب ما أعلنته قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي.
واشنطن تمول داعش
يرى الخبير الأمني العراقي، عقيل الطائي، أن تهريب أمريكا للنفط السوري يتم عبر منفذ غير شرعي في شمال العراق، وفيما بين فائدة أمريكا من عمليات التهريب، أشار الى دور القوات العراقية بحماية الحدود.
وقال الطائي، إن "الجيش الأمريكي يسيطر بشكل غير قانوني على مناطق عدة في شمال وشمال شرقي سوريا لاسيما محافظات دير الزور والحسكة والرقة".
وأضاف، أن "هذه المناطق توجد فيها أكبر حقول النفط في سوريا، والتي يتم تهريب النفط المتواجد بها عبر صهاريج الى قواعدها في شمال العراق، عبر منفذ الوليد غير الشرعي"، لافتاً الى أن "سرقة وبيع هذا النفط تستفاد منه واشنطن ببيعه في السوق السوداء".
وأوضح الخبير الأمني، أن "هذا التهريب ليس حديثا وإنما تزايد حاليا بمساعدة قوات قسد السورية التي تؤمّن الحماية له"، مؤكداً أن "أمريكا تقوم بتمويل المجاميع الإرهابية عن طريق تهريب النفط وبالاتفاق مع مافيات التهريب، بالإضافة الى تركيا".
وبين الطائي، أن "أمريكا تتجول بكل أريحية وتتنقل في العراق، وتأتي ضمن أرتال عسكرية وعجلات ومن ضمنها الصهاريج، خاصة بعد الانتشار الأخير للقوات الأمريكية"، متسائلاً: "ماذا تفعل القوات الأمنية العراقية -أي حرس الحدود- مع هذه الخروقات؟"
مطالبات الطرد تتصاعد
عمليات الاستهداف العسكرية ضد الحشد الشعبي من قبل طائرات مسيرة أمريكية في بغداد وجرف النصر وأبو غريب، أعاد النقاش حول طبيعة القوات المتواجدة، حتى وصل الأمر الى تصاعد الرفض للوجود الأمريكي "حتى لو كان استشارياً".
النائب علي نعمة، كشف عن حوارات سياسي جدية لإخراج القوات الأمريكية من العراق.
وقال نعمة، إن "استخدام واشنطن أو أي دولة أخرى لورقة الإرهاب لخلط الأوراق في العراق بات ضعيفا لثلاثة أسباب هي جهوزية القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها وخبرتها المتراكمة، بالإضافة الى أننا أمام تنظيم ضعيف جدا فقد قدرته على شن هجمات والسيطرة على المواقع"، مبينا إن "لم يتبقَ منه سوى فلول هاربة في المناطق النائية وهي ملاحقة باستمرار أي إن المراهنة على داعش خاسر".
وأضاف، إن "السوداني صرّح في أكثر من لقاء بأن العراق ليس بحاجة لأي قوة قتالية أجنبية في البلاد وهذا تأكيد بأن الأوضاع الأمنية مستقرة وليست بحاجة لأي وجود قتالي في أي بقعة على أرض العراق".
وأشار الى، إن "هناك حراكا نيابيا وسياسيا ترافقها حوارات جادة من أجل بلورة مسارات لإخراج القوات الأمريكية من العراق مع التأكيد على أن بقاء السفارة أمر طبيعي لكن وفق اتفاقية دولية تحدد أن تكون كغيرها تعمل وفق مبدأ المصالح المتبادلة أي علاقة طبيعية".
وأشار الى أن "كل الدول تدرك بعد 2014 بأن الإرهاب خطر يمس عواصمها ولو كان يبعد عنها مئات الكليومترات لأنه آفة سرطانية وانتقاله إليها أمر لا يختلف عليه اثنان لذا فإن الوضع العام مختلف والعراق أقوى حاليا في التصدي لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
وفي تصريحات سابقة، اعتبر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، أن الحكومة لا يحق لها إعطاء موافقة بإقامة قواعد أجنبية ووجود قوات قتالية في العراق، معتبرا أنه إذا كانت هنالك حكومة أعطت هذه الموافقة فيجب أن تُحاسب.
وقال الشيخ الخزعلي في تصريحات متلفزة، إن "التواجد العسكري الأمريكي مخالف للدستور العراقي"، مبينا إن "الطلب العراقي في 2014 تضمن توجيه ضربات جوية وتقديم معونة استخبارية فقط ولم يتضمن إقامة قواعد عسكرية ووجود قوات قتالية".
وأضاف، إن "الدستور لا يوافق على قواعد أجنبية أو وجود قوات قتالية إلا بموافقة البرلمان"، مبينا أن "هناك تلاعبا بالألفاظ في طلب العراق بشأن مساعدة التحالف الدولي".
وأشار الى، أنه "ليس من حق الحكومة الموافقة على إقامة قواعد أجنبية ووجود قوات قتالية"، مبينا انه "إذا كانت هناك حكومة أعطت الموافقة فتكون قد خالفت صلاحياتها وتُحاسب".
أما الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي فقد دعا الى "إعلان حرب" على أمريكا وإخراجها من العراق.
وأفاد بيان للحركة بأنه "لا يمكن القبول بأي وجود أمريكي وبأي شكل من الأشكال سواء كان بصفة قوات قتالية أو مستشارين أو فنيين، فإن ذلك يُعد وجودا معاديا من دولة متغطرسة معادية للعراق".
ولفت البيان الى أن "المقاومة الإسلامية في العراق ستُترجم أقوالها وإرادتها في الميدان".
وفي ذات السياق، أصدر المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله أبو علي العسكري بياناً ذكر فيه: إن ما ترتكبه قوات الاحتلال الأمريكي من جرائم بحق أبناء شعبنا العراقي، يعطي للمقاومة زخما مضاعفا في التصدي، والمواجهة، والاستمرار في أداء واجباتها الشرعية والأخلاقية، للدفاع عن أهلنا، وإخراج المحتل مدحورا من أرض المقدسات.
ومن هنا نشير إلى الآتي:
أولاً: إن المواقف والبيانات الأخيرة التي تُحسب على الحكومة، تُعد - تفويضا لقوات الاحتلال لتنفيذ الهجمات ضد أبناء الحشد والقوات الأمنية.
ثانياً: إن تعريف الخارج عن القانون؛ هو من يرتمي بحضن الأعداء، ويدخل لسفارة الشر الأمريكية من بابها الخلفي بأسماء مستعارة.
ثالثاً: إن من ينتهك القانون والدستور هو الذي يسلم الأرض والسماء العراقية لأمريكا لتنفيذ جرائمها بالعراق والمنطقة ومن يتبرع ليبرر جرائمها ضد أبناء جلدته.
وفي الوقت الذي نحذر فيه ضعاف النفوس - من أعلى مستوى إلى أدناه - بأن لا يختبروا صبرنا وأن يتعظوا ممن سبقهم، نسأل الله أن يلحق شهداءنا بقافلة النور، ويلهم عوائلهم الصبر والسلوان - ويمنَّ على الجرحى بالشفاء العاجل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.