واشنطن تستعد لإنشاء مدرج طائرات عملاق في قاعدة عين الأسد.. خطوات "عديدة" سبقت ذلك
انفوبلس/ تقرير
تعتزم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، إنشاء مدرج طائرات يمكنه استقبال "بي 52" القاصفة العملاقة داخل مبنى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، وذلك بالتزامن شراء الأماكن القريبة من القاعدة لضمّها إلى مساحتها وسط تكميم كبير بشأن هذا الإجراء الذي وصفه الخبراء بـ"التطور الخطير".
وتقع القاعدة الجوية على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي، غرب محافظة الأنبار، وهي أضخم القواعد الأميركية في العراق، والتي تحوّل اسمها من قاعدة "القادسية" الجوية، إلى قاعدة "عين الأسد" عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، متوسطةً المثلث الغربي مع الأردن والسعودية وسوريا.
وتمثل القاعدة في الوقت الحالي مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة.
وقالت مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن "القوات الأمريكية تعتزم إنشاء مطار دولي عملاق وبمواصفات عالمية يمكنه استقبال طائرات بي 52 العملاقة في قاعدة عين الأسد الجوية بناحية البغدادي في قضاء هيت غربي محافظة الانبار". مشيرة إلى، "قيام القوات الأمريكية المتمركزة داخل مبنى القاعدة بعمليات توسيع لبنى المطار من جهة ناحية كبيسة".
وأضافت، إن "القوات الأمريكية قامت بعمليات توسيع للبنى في المطار لغرض إنشاء مدرج لطائرات بي 52". موضحة، إن "هذا المطار في حال إنشائه سيُعد من أهم المطارات في العالم كونه مخصّص لطائرات بي 52 العملاقة، كالمطار الموجود في بريطانيا".
كما أشارت إلى، أن "القوات الأمريكية قامت بوضع سياج على المساحة المختارة، وفرضت إجراءات احترازية تمهيدا للمباشرة بالعمل بإنشاء المطار في غضون الفترة القليلة المقبلة".
* مفاوضة مقاولين عراقيين لإنشاء مواقع جديدة
فيما بيّنت المصادر، إن "القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية بناحية البغدادي بقضاء هيت غربي الأنبار، فاتحت مقاولين عراقيين لإنشاء مواقع جديدة لقواتها داخل مبنى القاعدة في مؤشر جديد على خطة أمريكية طويلة المدى لبقاء قواتها في تلك القاعدة".
وأوضحت، إن "القوات الأمريكية أجرت وبشكل غير مُعلَن حوارات مع مقاولين عراقيين للبدء بعمليات إنشاء تلك المواقع التي تخضع لإجراءات أمنية غير مسبوقة من قبل القوات الأمريكية".
*استطلاع الأماكن القريبة
ولفتت إلى، أن "القوات الأمريكية استطلعت الأماكن القريبة من مبنى القاعدة لضمّها إلى مساحتها وسط تكميم كبير لخطوات هذا الإجراء". مبينة، إن "عملية إنشاء أبنية جديدة للقوات الأمريكية غير واضحة المعالم ولم تُعرف الدواعي الحقيقية وراء اتخاذ هذه الخطوة التي دفعت تلك القوات إلى المُضيّ قُدُماً في مشروع إنشاء مباني جديدة لقواتها، إلا أن خبراء رجّحوا أن يكون هذا الإجراء لبقاء طويل الأمد للقوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد".
*التفاوض مع سكان الأنبار
فيما كشفت المصادر، إن "القوات الأمريكية وبصحبة مهندسيها أجرت عمليات مسح للمناطق القريبة من مبنى قاعدة عين الأسد الجوية بناحية البغدادي بقضاء هيت غربي الانبار، وسط توصيات بترحيل بعض من سكنة المناطق القريبة من مبنى القاعدة لتوسعتها وفق الخطة المرسومة لها من قبل القوات الأمريكية".
وتابعت، إن "القوات الأمريكية فاتحت بعض المقاولين العراقيين للتفاوض مع سكنة المناطق القريبة من المبنى ودفع مبالغ مالية مُغرية لبيع أراضيهم لضمّها إلى مبنى القاعدة". مردفة، إن "عمليات توسعة مبنى القاعدة بحاجة إلى تضمين مساحات كبيرة لأغراض إنشاء مبانٍ جديدة".
* أين دور نواب وحكومة الأنبار؟
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحزب أحرار الفرات في الأنبار، عبد الله الجغيفي، إن "السلطات الأمريكية في العراق قامت بشراء أراضٍ من إحدى عشائر محافظة الأنبار والتي تمثل كصحراء". مبينا، إن "القاعدة اليوم تتوسع عن طريق الأمريكان".
ووجه الجغيفي تساؤلاً، قائلاً: "أين دور نواب وحكومة الانبار من توسعة قاعدة عين الأسد من قبل القوات الامريكية باتجاه الغرب؟". مؤكداُ، إن "هذه الجهات إذا كانت تعلم فهذه كارثة، وإن لم تعلم فهي كارثة أعظم".
وبنت شركة يوغسلافية هذه القاعدة عام 1980، على مساحة 33 كم مربع وتتسع لـ 5000 عسكري مع المباني العسكرية اللازمة لإيوائهم مثل الملاجئ، والمخازن المحصّنة، والثكنات العسكرية وأقبية محصّنة للطائرات.
ويرى الباحث العراقي في الشؤون الأمنية، فرات خورشيد، أن "القاعدة تضم العديد من عنابر تخزين الطائرات المقاتلة والتحصينات تحت الأرض ومستشفى و33 مربضا مُحصنا للطائرات، وقد حولت القوات الأمريكية عددا من هذه المرابض إلى مكاتب إدارية".
وأشار خورشيد إلى أنه "في الآونة الأخيرة بين عامي 2019 و2022 قامت القوات الأمريكية بعملية صيانة وتوسيع المدرجين للسماح بهبوط طائرات النقل الكبيرة وطائرات تموين المقاتلات بالوقود في الجو، وهذا يجعلها من أكبر مراكز الإسناد الراداري والاستخباري والتجسسي للقوات الأمريكية في المنطقة، وهي تضم أحدث المعدات والأنظمة الرادارية وأجهزة التنصت وأكثرها تطورا، وهذه القاعدة تقدم الإسناد للقوات الأمريكية كافة المنتشرة في الشرق الأوسط".
وبعد زيارته السريّة 2018، ذكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن "بلاده أنفقت ثروة على القاعدة الواقعة في غرب العراق، وأن على واشنطن الاحتفاظ بها". كما قال، إن "بلاده بنت واحدا من أغلى المطارات في العالم، وأنها أنفقت مليارات الدولارات عليه".
وكان في عام 2003 وبعد الغزو الأمريكي للعراق استولت على القاعدة القوات الأمريكية واستخدمتها كقاعدة جوية ومركز رئيسي لنقل الجنود والمؤن.
وفي إبريل/ نيسان عام 2009، حطّت طائرة الرئيس الأسبق باراك أوباما، في القاعدة، التي شهدت أيضاً زيارة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا، في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
واللافت، أن الزيارات الثلاثة للرؤساء الأميركيين كانت سريّة ومن دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلّف ردود أفعال "غاضبة" من قبل العراقيين والجهات الحكومية الرسمية.