16عاما على تفجير آمرلي المروع.. الحصيلة ليست 100 شهيد بل أكثر.. إليك ما تسببت به الشاحنة المفخخة
انفوبلس/ تقارير
تصادف اليوم الذكرى السادسة عشرة على التفجير المروع الذي ضرب قرية آمرلي في محافظة صلاح الدين عام 2007 وخلّف أكثر من مئة شهيد ومئتي جريح بعد استهداف سوق شعبي بشاحنة مفخخة من قبل عصابات داعش الإرهابية بمسمّاها الحديث. انفوبلس استذكرت مآسي هذه المجزرة وكيف فتحت أبواب النبوءات لأعمال عنف جديدة في البلاد.
*تفاصيل الحدث
تفجير آمرلي 2007 ـ أو مجزرة آمرلي ـ هو تفجير انتحاري أستهدف ناحية آمرلي التي تقع في شمال شرق بغداد في قضاء طوزخورماتو جنوب شرق محافظة صلاح الدين أدت إلى مقتل أكثر من 156 شخصا وإصابة 255 أخرين.
ففي عام 2007 صباح السبت (بمثل هذا اليوم) استهدف انتحاري يقود شاحنة مفخخة سوقا شعبيا في الحي العسكري شرق المدينة أدت إلى استشهاد العديد من المدنيين "الشيعة" من القومية التركمانية.
*ماذا تفشى بعد التفجير؟
وعقب التفجير بأيام، كشف عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد آنذاك عباس البياتي، عن وجود من 130 إلى 150 حالة من حالات الطفح والحكة في بلدة آمرلي على خلفية التفجير الانتحاري المروع.
وعزا البياتي، أسباب الإصابة بالأمراض الجلدية إلى تلوث البيئة، واحتمال استخدام مواد معينة في التفجير من قبل العصابات الإرهابية.
ووصف التفجير، "بالجريمة الشريرة والنكراء التي ارتُكِبت بحق الأبرياء العزل، مما يدل على همجية مرتكبيها الذين لم يدخروا جهدا في مسعاهم لإذكاء جذوة الطائفية".
*بماذا تسبب التفجير أيضا؟
الهجوم الإرهابي الذي وقع خلال ازدحام السوق يوم السبت، أدى إلى انهيار 20 منزلا بالكامل والإضرار بعشرين آخرين فضلا عن تدمير 50 محلا بالسوق.
*عدد ضحايا التفجير
لقد خلّف التفجير الانتحاري دمارا هائلا بالمحال والمنازل كما تم ذكره أعلاه، لكن حصيلته النهائية الخاصة بالأرواح كانت 152 شهيدا و347 جريحا غالبيتهم كانوا من الشيعة التركمان، ولهذا تم تصنيف دوافع الهجوم للأسباب الطائفية.
*آثار بعيدة المدى للتفجير واستذكار بألم
بعد عام من التفجير المروع، استذكر أهالي مدينة تلعفر، اليوم الأكثر دمويةً في تاريخ المدينة، وأُقيمت احتفالية تأبينية بالمناسبة في موقع الحادث برعاية رابطة قلعة تلعفر الثقافية (التجمع الثقافي) حيث بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، ألقى بعدها المهندس جاسم محمد يونس العباسي كلمة الرابطة، وأكد فيها على عمق المأساة التي يعيشها سكان المنطقة بعد التأخر في تقديم التعويضات لذوي الضحايا، محذراً من المخططات الإرهابية التي تحاول إشعال نار الفتنة الطائفية في المدينة، داعياً إلى التكاثف والوحدة من أجل تشخيص العدو المشترك، ورصّ الصفوف من أجل تحقيق الأمن والبناء والاعمار.
ثم ألقى الأستاذ علي نقي البياتي كلمةً باسم ذوي الضحايا أشار في بعض جوانبها إلى المعاناة الكبيرة والمأساة التي تعانيها عوائل الضحايا من تدهور الوضع الإنساني لها، وانعدام الخدمات في المنطقة، وافتقار الكثير منها إلى السكن، مع وجود حالات مستعصية لبعض الجرحى تستوجب العلاج خارج العراق.
ألقى بعدها العميد نجم عبد الله الجبوري قائممقام مدينة تلعفر آنذاك، كلمةً أعلن فيها عن نيّة الحكومة بمعالجة جرحى انفجار آمرلي من الحالات المستعصية خارج البلاد، وطالبَ قائمة بأسماء الجرحى والتقارير الطبية التي تؤكد كل حالة إصابة.
*هيروشيما
أُلقيت بعدها عدة قصائد بينها قصيدة للشاعر التركماني رضا جولاق أوغلو بعنوان (انفجار حي الوحدة) حيث وصف الكارثة بـ(هيروشيما)، وقصيدة للأستاذ علي محو بعنوان (ابن الشهيد) عبّرت عن حالة أم فقدت طفلها الرضيع.. ثم أُلقيت عدة كلمات لعدد من مكاتب الأحزاب السياسية واتحاد عشائر تلعفر، حيث أكدت على التعاون والتكاتف لإعادة بناء المنطقة المهدَّمة، وإعادة العوائل التي تسكن العراء إلى منازلها، مطالبةً وسائل الإعلام بأداء دورها المطلوب ونقل معاناة الضحايا إلى المسؤولين والرأي العام ليتم تعويضهم ومواساتهم ومعرفة حجم معاناتهم.
وأقامت عوائل الضحايا معرضاً لصور الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة جراء الاعتداء، التُقطت لحظة الانفجار المروع.