8 أعوام على تطهير جرف النصر.. مطالب باستنساخ التجربة في المدن الرخوة
انفوبلس/..
ثمانٍ سنوات مرّت على الانتصار التاريخي الذي حققته السواعد العراقية البطلة في تحرير جرف النصر الواقعة شمال محافظة بابل، والتي اذاقت الإرهاب مرارة الهزيمة الكبرى، التي شكلت المفتاح المهم لتحقيق المزيد من الانتصارات الجديدة في مدن ومحافظات أخرى من البلد، بعد أشهر قليلة من انطلاق فتوى الجهاد الكفائي المباركة.
وجاء هذا الانتصار الذي سجله العراق بقواته الأمنية وحشده الشعبي في تشرين الأول من عام 2014، بعد سلسلة معارك استمرت نحو أسبوعين، حيث اعتبر هذا النصر بأنه أحد نتاجات فتوى الجهاد الكفائي التي التحق على إثرها أبناء الرافدين بسوح الجهاد والتسابق على قتال الإرهاب وحماية الأرض والعرض والمقدسات.
وأطلق على العملية الخالدة الخاصة بتحرير “جرف النصر” تسمية “عمليات عاشوراء” التي نفذت من قِبل القوات الامنية والحشد الشعبي عام 2014 والتي سعت لاستعادة السيطرة على الناحية الاستراتيجية من سيطرة داعش، وكذلك الحد من الهجمات والتعرّضات الارهابية من بلوغ المدن المقدسة كربلاء والنجف الاشرف وكذلك منع تكرار مهاجمة الزائرين المتوجهين صوب تلك المحافظات المقدسة خصوصاً في زيارتي عاشوراء والاربعينية.
وتبعد جرف النصر 50 كلم جنوب العاصمة بغداد، وهي جزء من ما يسمّى بـ(مثلث الموت) الذي يقع جنوب العاصمة بغداد وقد وقعت الناحية بيد تنظيم داعش كلياً عام 2014.
وتعقيباً على هذا النصر، اعتبرت السلطات الحكومية آنذاك بان تحرير ناحية جرف النصر شمالي بابل “مفتاحا” لتحرير كل بقعة من بقاع العراق، ووجهت ضربة قاصمة للعصابات الاجرامية.
وبسبب صلابة وقوة تلك العملية، فأنه مازالت هناك مطالبات سياسية وأمنية باستنساخ تلك التجربة في مدن أخرى، وفي مقدمتها قضاء الطارمية الواقع شمالي العاصمة بغداد بسبب وجود الجماعات الإرهابية فيها وتنفيذ عمليات بشكل متفاوت فيها وفي المناطق المجاورة لها.
بدوره، أكد المحلل السياسي مؤيد العلي، أن “جميع المعارك التي خاضها القوات الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية، هي معارك خالدة بمعنى الكلمة وتمثل رمزاً للفداء والتضحية ضد الجماعات الإرهابية، وتشكل علامة فارقة في المعارك مع داعش، كونها تشكل محطة استهداف لمدن مقدسة كمحافظتي كربلاء والنجف الأشرف”.
وقال العلي، إن “وعورة جرف النصر وكذلك كثرة المساحات الزراعية والبساتين تجاوزتها “شجاعة” المقاومة والقوات الأمنية والحشد الشعبي سيما كتائب حزب الله التي كانت تشكل احدى أهم القوى التي شاركت في عمليات تحريرها”.
وأضاف: “هذا القضاء كان يحوي قيادات داعش المحليين والأجانب ومركزاً للقيادة للجماعات الإرهابية، ولذلك فأن تحريرها كان قراراً شجاعاً حث على تحرير مناطق أخرى مثل بيجي وغيرها وصولا الى تلعفر، ما جعل النصر على الإرهاب في هذا القضاء بأنه نصر استراتيجي ومهم وشكل كسرة حقيقية لشوكة داعش الإرهابي”.
وحذر العلي، من أن “هناك أجندات داخلية وخارجية تحاول إعادة الروح الى الإرهاب في تلك المنطقة وذلك عبر تنفيذ تعرّضات على مقرات القوات الأمنية والحشد الشعبي أو استهداف المواطنين الأبرياء في المناطق القريبة منها”.