"آل عمر" و"الرميض" يتبادلان الاتهامات بشأن مقتل العميد عزيز الشامي في ذي قار.. كيف ردت عشيرة "آلبوشامة"؟
انفوبلس/ تقرير
لا يزال يُثار في محافظة ذي قار الحديث والاتهامات المتبادلة بين عشيرتي "آل عمر" "الرميض"، التي يدور بينهما نزاعاً مسلحاً "عنيفاً" منذ وقت طويل وقد تجدد بداية الشهر الجاري وراح ضحيته العميد عزيز الشامي مدير استخبارات ومكافحة إرهاب المحافظة، فما الجديد في القضية؟
مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز الشامي، قُتل في النزاع الذي تجدد في 3 آذار الجاري بين العشيرتين
*عشيرة "آل عمر" تتهم "الرميض" بمقتل العميد "الشامي"
اتهمت عشيرة آل عمر بمحافظة ذي قار، عشيرة الرميض، التي يدور بينهما نزاع مسلح عنيف، بمقتل العميد عزيز الشامي مدير استخبارات ومكافحة ارهاب المحافظة.
وقال الشيخ جميل الشبيب شيخ عشيرة آل عمر في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن "العميد الشامي كان رفيق دربنا أيام المحنة، وكان صديقاً وعرفناه رجلاً شجاعاً، دَمِثَ الأخلاق وطيبَ النفس"، لافتا إلى أن "مقتل العميد الشامي حصل أثناء سريان (عطوة رسمية) أُخذت باسم المرجعية الدينية في النجف، كما اُغتيل ولدنا العقيد (عبد المهدي) في رمضان الماضي في ظل عطوة باسم الإمام العباس".
وأكد بيان عشيرة آل عمر، أن "عشيرة الرميض خرقت الهدنة للمرة السابعة خلال مدة 11 شهرا ماضياً ومنذ بداية الأزمة في قضاء الإصلاح".
*رد عشيرة "الرميض"
ردت عشيرة "الرميض"، على بيان الشيخ جميل الشبيب شيخ عشيرة آل عمر، حيث قالت إن سلاح العشيرة موجَّه على أعداء الدولة وليس على أبناء الدولة، مؤكدة دعمها للقوات المسلحة بكافة صنوفها.
العشيرة ذكرت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، "كنا وما زلنا السيف البتار بيد المرجعية الرشيدة والحكومة العراقية، وعند دخول الانكليز إلى العراق كان من أبرز المقاومين لهم هو الشيخ بدر الرميض زعيم قبيلة بني مالك ولُقب بـ"شرير الأهوار".
وأضافوا، "وعند دخول داعش إلى العراق، هبّت قبيلة البو صالح بقيادة الشيخ صباح فارس بدر الرميض بسلاحهم الشخصي للدفاع عن أرض الوطن وشكل لواء باسم الشيخ بدر الرميض وخاض معارك على مدار التحرير منذ 2014 وقدم مئات الشهداء والجرحى. سلاحنا موجه على أعداء الدولة وليس على أبناء الدولة ونحن داعمين للقوات المسلحة بكافة صنوفها".
في المقابل، فإن عشيرة العميد عزيز الشامي مدير استخبارات ومكافحة إرهاب المحافظة "قبيلة آلبوشامة"، رفضت بيان تعزية جميل يوسف الشبيب وطالبت الجهات الأمنية بقاتل ابنها بأسرع وقت، قبل خروج الوضع عن السيطرة.
*منح مدير استخبارات ذي قار "المقتول" رتبة لواء
أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، اليوم السبت، عن ترقية العميد عزيز شلال، مدير استخبارات ذي قار الذي قتل في نزاع عشائري، إلى رتبة لواء وتسميته بـ"شهيد السلم الأهلي".
وبحسب مصدر أمني من وزارة الداخلية، تحدث لـ"انفوبلس"، فإنه تم تكليف العميد عبد الرحمن الجابري مديرا لاستخبارات ومكافحة الإرهاب في ذي قار خلفا للعميد عزيز الشامي (شهيد السلم الأهلي).
في حين قالت الوزارة في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن "وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، والوفد المرافق له أجروا زيارة الى أسرة العميد عزيز شلال، مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار، الذي نال شرف الشهادة أثناء الواجب في قضاء الإصلاح، لفض نزاع عشائري، حيث نقل تحيات القائد العام للقوات المسلحة وتعازيه الى أسرته ومحبيه"، مؤكداً أن "السوداني وجه بمنح الشهيد رتبة لواء وتسميته بشهيد السلم الأهلي. وشدد الوزير على أن "القانون سيأخذ مجراه ولا نقبل بأي فوضى، وسيتم إلقاء القبض على المجرم الذي أقدم على هذا الفعل".
الإطاحة بضباط وعناصر أمن شاركوا بـ"نزاع الرميض – آل عمر"
وأمس الجمعة، انتقلت القوات الأمنية، إلى المرحلة الثانية من عمليات فرض القانون ضد العشائر "الخارجة عن القانون" في محافظة ذي قار جنوبي العراق، وذلك بعد أيام على مقتل مدير استخبارات ومكافحة الإرهاب بنيران نزاع عشائري في قضاء الإصلاح.
مسؤول أمني رفيع ذكر أن "عمليات فرض القانون في قضاء الإصلاح شرق مدينة الناصرية، انتهت بشكل رسمي بعدد معتقلين بلغ 120 شخصاً بينهم ضباط وعناصر أمن في وزارة الداخلية، فضلاً عن مصادرة المئات من قطع السلاح المتنوع لدى عشيرتي آل عمر والرميض".
وأضاف، أن "عمليات فرض القانون انتقلت لمرحلة ثانية، وهي في قضاء الشطرة شمالي المحافظة، لغرض ملاحقة الخارجين عن القانون والبحث عن السلاح غير الحكومي لدى العشائر ومصادرته"، لافتا الى أن "القوات الأمنية ستلاحق جميع من يسعى لإثارة النزاعات العشائرية، وتقف على مسافة واحدة من جميع العشائر، ولن تسمح بزعزعة الهدوء في مناطق ذي قار كافة".
*تجدد النزاع بين الطرفين
وفي 3 آذار/ مارس الجاري، اندلع نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي آل عمر والرميض استُخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وأدى لحرق عدد من المنازل السكنية، وخلال النزاع، قتل مدير شعبة مكافحة واستخبارات ذي قار العميد عزيز فيصل شلال.
وجاء هذا النزاع المسلح رغم إعلان زعيمي عشيرتي آل عمر، والرميض، في محافظة ذي قار، في 3 تشرين الأول/ مارس 2023، الاستجابة لمبادرة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) بالركون إلى الحل السلمي للنزاع المسلح الجاري بينهما منذ أشهر.
من جهته، قال الخبير الأمني سائر الشنون إن "النزاع بين العشيرتين قديم ويتجدد بين الحين والآخر"، لافتا الى ان "النزاعات العشائرية استفحلت في السنوات الأخيرة في ذي قار، وتزيد التوتر الأمني، وحالة الخطر تتجدد في أي لحظة، ويجب أن يكون هناك دور أكثر حضوراً للقوات الأمنية وحصر السلاح المنفلت".
وكان قضاء الاصلاح قد شهد في نيسان 2023 تصاعد وتيرة النزاعات العشائرية اذ شهد اندلاع معارك وتبادل لإطلاق النار بين عشيرتي الرميض وآل عمر راح ضحيتها 14 شخصا بين قتيل وجريح ولم يتوقف القتال الا بعد مساعي للتهدئة واخذ عطوة عشائرية.
والعطوة هي هدنة عشائرية بين الاطراف المتنازعة تجري في غضونها تحركات ومساعي لإرضاء الطرف المعتدى عليه مقابل دفع فدية (فصل عشائري) تحدده السنائن والاعراف العشارية السارية بين الاطراف المتنازعة.
وأعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة في حينها وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.
وخلال عامي 2021 و2022 سجلت محافظة ذي قار ما يقرب من 100 نزاع عشائري، وهذه النزاعات هي جزء من نزاعات أخرى محتدمة تحصل في محافظتي ميسان والبصرة (جنوبي البلاد) ومدن أخرى.