آليات تنقيب النفط تدخل دهوك.. ترجيحات بتورط الإقليم وهذا ما تسعى له أنقرة
انفوبلس/ تقارير
في تطور خطير بشأن ما يجري من احتلال صريح لمحافظة دهوك من قبل تركيا، أقدمت الأخيرة على إدخال آليات تنقيب النفط إلى المحافظة، قابله نصب أبراج للغرض ذاته في زاخو، والهدف – سرقة نفط العراق – وسط ترجيحات بوجود تواطؤ من قبل سلطات الإقليم وتخاذل عن ردع تلك الممارسات. انفوبلس سلّطت الضوء على هذا التطور "الكارثي" ورصدت كافة المعلومات المتاحة مع أبرز ردود الفعل وغاية أنقرة الأساسية من تلك الأفعال.
آليات التنقيب تدخل دهوك
يوم أمس، كشفت مصادر أمنية رفيعة عن تطور خطير للتوغل التركي شمال العراق.
وقالت المصادر، إن "الجيش التركي شرع بإدخال آليات تنقيب النفط في دهوك"، مبينة أن "المروحيات التركية تقوم بعمليات إنزال مكثفة على أراضي شمال العراق وبشكل يومي".
وأضافت، إن "القوات التركية تعتدي على أهالي قرى دهوك بشكل سافر وأمام أنظار السلطات في كردستان"، لافتة الى أن "سياسيين يصفون ما يجري في الإقليم من احتلال تركي، بأنه سابقة خطيرة".
وأكدت المصادر، أن تركيا تسعى للاستحواذ على النفط العراقي عبر هذه الخطوة، فيما بينت أن سلطات الإقليم تتستر على الكثير من الأحداث التي تجري في تلك المناطق".
تعدّي على الأمن القومي
وبالحديث عن هذا الملف، اتهم عضو تحالف الفتح سلام حسين، حكومة الاقليم بالتراخي قبالة التمادي التركي على أراضي كردستان العراق، مؤكدا أن التنقيب التركي شمال العراق يمثل تعدي على الأمن القومي للبلاد.
وقال حسين في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "حكومة كردستان تغض الطرف عن الجيش التركي الذي شرع بإدخال آليات تنقيب النفط في الاقليم وعليها التدخل فورا لإنهاء هذا الملف بالكامل" لافتا الى أن "هذه التصرفات تكون بعلم حكومة الاقليم وبموافقتها".
برج تنقيب قرب زاخو
وفضلا عن عمليات التنقيب في دهوك، تداول ناشطون صورة صادمة تُظهر برج تنقيب نفطي يستخدمه الاحتلال التركي لحفر آبار النفط على حدود إقليم كردستان، بالقرب من قرية “شينافا” التابعة لقضاء زاخو.
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن الهدف من هذه العمليات الحفرية هو سرقة موارد النفط من إقليم كردستان عن طريق تنفيذ حفر مائلة تستهدف استخراج النفط بطرق غير مشروعة.
وقد أشار الناشطون إلى أن هذه الأنشطة تتم بدون مراعاة للبيئة وبدون موافقة من السلطات العراقية الشرعية، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية والقوانين الدولية.
من جانبهم، أعرب سكان المنطقة عن قلقهم العميق إزاء التدخلات التركية وتأثيرها السلبي على البيئة والاقتصاد المحلي، داعين إلى وقف هذه الأنشطة الغير قانونية وإيقاف السرقة المفترضة لثروات الإقليم.
تعتيم إعلامي
يكمل عضو تحالف الفتح حديثه بدعوة الحكومة إلى "الجلوس على طاولة الحوار مع الجانب التركي لفهم وبيان أسباب هذه التصرفات غير المسؤولة وإنهاء أي اتفاق بهذا الشأن" مشيرا الى أن "هناك تعتيم إعلامي على قضية الاحتلال التركي للأراضي العراقية في الشمال".
ويضيف، "إذا لم تستجب تركيا لطلب العراق فيفترض من الجانب العراقي تقديم شكوى الى مجلس الامن لكون تركيا ليس من حقها التنقيب إلا بموافقة الحكومة"، مبينا أن "قضية التنقيب عن النفط تخص أمن واقتصاد الدولة وهذا يعتبر تعديا على الامن القومي العراقي".
سابقة خطيرة
بدوره، عدَّ عضو لجنة الامن والدفاع السابق علي الغانمي قيام الجيش التركي بإدخال آليات تنقيب النفط في بعض المحافظات الشمالية بالسابقة خطيرة.
وقال الغانمي في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "تركيا تتهافت على عمليات التنقيب من زمن ليس بقصير وتريد السيطرة على خيرات العراق دون مقابل"، مشيرا الى أن "الاقليم أعطى شرعية لهذه القوات للتصرف وفق مصالحها الشخصية".
ويضيف، إن "المروحيات التركية تقوم بإنزالات مكثفة على أراضي شمال العراق وبشكل يومي وهذا دليل قاطع على أن ذرائع وجود أعداء لها في بعض مناطق شمال العراق غير حقيقية وتريد التعدي على نفط البلاد بشكل سافر".
ويبين، إن "الأوساط الشعبية ستثور أمام هذا الموضوع في حال واصلت الحكومة السكوت"، داعيا القوى السياسية للعمل بجدية لإنهاء هذا الملف كونه يعد سابقة خطيرة".
ما الذي تسعى له أنقرة؟
وعن أهداف ومساعي أنقرة من هذه التصرفات، أكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شريف سليمان، أن تركيا تسعى لحل مشاكلها السياسية من خلال التجاوز على سيادة العراق وحدوده من دون البحث عن حلول لإنهاء الصراع داخليا.
وقال سليمان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه "لابد من الحفاظ على سيادة العراق ومنع الانتهاكات التي تقوم بها تركيا شمالي البلاد".
وأضاف، "على الرغم من التزام العراق بمبادئ حسن الجوار مع الجانب التركي، إلا أن هناك أمورا سياسية تجعل تركيا وبعض الدول تتجاوز على سيادة العراق".
ولفت إلى، أن "تركيا تعاني من بعض المشاكل السياسية، وهذه المشاكل يجب أن تُحل داخل حدودها بعيدا عن انتهاك سيادة العراق والتجاوز على أراضيه، حيث مازالت الخروقات التركية ترتكب".
هل لزيارة بارزاني إلى بغداد علاقة؟
في النهاية، علق مراقبون للشأن الشياسي، على ما جرى من تطورات وصفوها بـ"الكارثية" شمال العراق، لافتين إلى أن التنقيب عن النفط من قبل قوات الاحتلال التركي، انتهاك صارخ للسيادة العراقية.
وقال المحلل السياسي داود الحلفي، إن ما يجري في محافظة دهوك، من معلومات بشأن قيام قوات الاحتلال التركي بالتنقيب عن النفط، إن كان باتفاق مع الحكومة العراقية، فهذا مؤشر استخفاف بالدولة، أما إذا كان من دون علم الحكومة في بغداد، فهذه طامة كبرى".
وأضاف الحلفي، إن "الحفر والتنقيب عن النفط، الذي يجرى من قبل قوات الاحتلال التركية في دهوك، هو أمر مثير ويجب الوقوف عنده وكشف جميع ملابساته".
وأشار إلى، أن "حكومة الإقليم إن كانت على علم بهذه الأفعال، فهذا انتهاك صارخ للسيادة، وبمثابة مصادرة لحقوق العراقيين جميعاً، حتى وإن كانت هناك اتفاقات جرت مؤخراً بين مسعود بارزاني الذي زار بغداد خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين".