"أبو روان" يقتل أسرته وينتحر بعد تغييب "العضال" لابنته.. إليك روايات عن واقعه المأساوي قبل وقوع الكارثة
انفوبلس/ تقارير
داخل منزل وسط مدينة الحلة مركز محافظة بابل، قُتلت عائلة كاملة من أربعة أفراد، على يد رب الأسرة قبيل إقدامه على الانتحار، شهود عيان من ذات الحي يقولون إنه تعرض لصدمة نفسية بعد وفاة ابنته الكبرى قبل 3 أشهر إثر مرض عضال، وهذا ما دفعه إلى إنهاء حياته وحياة عائلته.
*أبو روان.. ألم فقدان ابنته يدفعه لفقدان جميع عائلته
نصر محمد، وهو شاهد عيان، قال في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "أبو روان إنسان تعجز عن وصفه ولا تستطيع أن تقول لديه مشاكل أو من أصحاب السوابق، لم تكن لديه مشاكل حتى مع أهالي منطقته".
وأضاف، "أقرب الناس له أنا، لقد فقدناه"، مردفاً بالقول "فعلته غير مقبولة ولا نستطيع عذره عن هذا الفعل، لكن الظرف الذي مرّ به والحالة التي كان فيها جعلته يقدم على ذلك".
*سبب الجريمة
وحول سبب الجريمة، أوضح محمد "الرجل عندما فقد ابنته، أُصيب بانهيار هو وزوجته بالكامل، وقبل انتحاره أرسل رسالة صوتية لشقيقه قال له فيها إنني قتلت أم روان والأطفال وسوف انتحر، فاتصل شقيقه بالشرطة وبينما وصلوا المنزل وجدوا الجميع قد فارقوا الحياة".
*تحقيق مستمر
قيادة شرطة محافظة بابل اتخذت الإجراءات القانونية في هذه القضية، فيما تؤكد أن التحقيق ما زال جارياً من قبل قسم مكافحة الإجرام لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحادثة.
من جانبه، ذكر المتحدث باسم قيادة شرطة محافظة بابل، العميد عادل كاظم الحسيني، أن " قيادة شرطة محافظة بابل تتخذ الإجراءات القانونية بحق شخص أقدم على الانتحار بعد أن قتل ولده وابنته وزوجته بواسطة طلق ناري، ومديرية مكافحة إجرام بابل تتبنى الحادث ولازال التحقيق جاريا لمعرفة ملابسات الموضوع".
*صدمة كبيرة
صدمة كبيرة لأهالي الحي بعد حادثة مقتل العائلة، ففقر حال الجاني وسيرته الطيبة التي يتحدث عنها أهالي منطقته لا يمكن مقارنتها مع ما أقدم عليه بإنهاء حياته وحياة أطفاله وزوجته.
*إحصائية صادمة بعدد جرائم القتل
علاوةً على المصائب التي يعاني منها العراقيون، وفي حدث غير مسبوق، سجل العراق أعلى معدل ارتفاع لجرائم القتل خلال العام الماضي، بنسبة سنوية تصل إلى أكثر من 11.5 بالمئة لكل 100 ألف نسمة، وهي الأكبر على مستوى الوطن العربي وإيران وتركيا، كما تؤكد تقارير.
ويستند ذلك على إحصائية قدمتها وزارة الداخلية، حتى شهر تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، بتسجيل أكثر من 5300 جريمة قتل، وفق المفتش العام السابق للوزارة والخبير القانوني جمال الأسدي.
الإحصائية جاءت بارتفاع ملحوظ عن العام الذي سبقه، حيث شهد العراق حينها 11216 جريمة احتيال، جرى اكتشاف 7961 جريمة منها؛ أي بنسبة 71 بالمئة، و1077 جريمة قتل؛ تم الكشف عن 666 جريمة منها، أي بنسبة 61 بالمئة، بحسب وزارة الداخلية العراقية، التي أفادت أيضا بأن قضايا الشروع بالقتل لذات العام ،2021 بلغت 1646 قضية.
نسبة جرائم 2021، جاءت بشكل منخفض عن العام الذي سبقه، والذي كان قد سُجّل فيه 1269 جريمة قتل عمد، وهو ما يعكس انخفاضا بنسبة 15 بالمئة بين العامين الماضيين، فيما تم تسجيل 158 حادثة خطف خلال 2021، لتنخفض في العام التالي إلى 125 جريمة، وهو انخفاض بنسبة 21 بالمئة، وباستثناء حوادث الخطف التي شهدت ارتفاعا حينها بنسبة 10 بالمئة، وفقا لوزارة الداخلية.
*أرقام كبيرة وعوامل كثيرة
إلا أن مصادر أخرى تنفي هذه الأرقام وتشير إلى ما هو أكثر من ذلك، خاصة أن هناك عشرات الآلاف من العراقيين لا يزالون في عداد المفقودين ولم يسجلوا كقتلى، وهو ما قد يرفع العدد الكلي إلى نصف مليون عراقي.
امتدادا إلى جملة أسباب ارتفاع معدلات الجريمة في العراق، يرى خبراء متخصصون في علم النفس، أن الجريمة في أي مجتمع ترتبط بظروف المجتمع نفسه، لذا فزيادة معدل الجرائم في المجتمع العراقي ترتبط بظروفه وخصائصه وكذلك المتغيرات التي حدثت به، لذلك أن من أهم تلك الأسباب، هو ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدِّين إضافة إلى انتشار المخدرات وعدم الاستقرار الاجتماعي من حيث الغلاء المعيشي وانفلات القيم.
يضاف إلى ذلك، تداعيات أخطاء التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية، علاوة على غياب الدور الأبوي والتفكك الأسري، والإفراط في مشاهدة الأفلام والمسلسلات من دون رقابة، وبالتالي هذه كلها أسباب تؤدي إلى تزايد معدل الجريمة، الذي يرتفع طرديا مع ارتفاع معدلات البطالة.
وفي مقابل ارتفاع معدلات الجريمة في البلاد إلى مستويات تاريخية، كانت وزارة التخطيط العراقية قد كشفت عن ارتفاع نسبة البطالة بين العراقيين إلى 16.5 بالمئة في عام 2021، فيما كانت 14 بالمئة في عام 2020 حيث شهد العراق حينها إغلاقا تجاريا بسبب جائحة “كورونا”.