أحداث أمنية داخلية تكشف مخططات المثلث المشؤوم.. ما الذي تسعى إليه أميركا و"إسرائيل" وتركيا؟
انفوبلس/ تقارير
بعد الإبادة في غزة والمحاولات الفاشلة للقضاء على لبنان وحزب الله، تسعى أميركا والكيان الإسرائيلي على قدم وساق لتنفيذ مآرب ومخططات في العراق ضمن مشروع ما يعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد" وذلك بعد استيلاء الجماعات الإرهابية على سوريا، لتنضم إليهم تركيا الداعمة لهذه الجماعات وتبدأ رحلتها في زعزعة الأمن الداخلي للعراق.
أحداث أمنية داخلية
شهدت بعض المدن العراقية أحداثاً أمنية خلال الأيام الماضية، وأبرزها كركوك الذي تم فيها إحباط عمليات انتحارية وتفجيرات بعبوات وأحزمة ناسفة، في حين تتخذ الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لتحصين الحدود مع سوريا ومنع أي محاولات لاختراقها من قبل الإرهابيين.
كما رفع مجهولون علم تنظيم داعش الإرهابي على مدرسة في كركوك أيضا، وسط تأكيدات من أطراف مختلفة تفيد بوجود 11 ألف عنصر من التنظيم الإرهابي جهَّزتهم الولايات المتحدة لمهاجمة العراق انطلاقاً من سوريا في الأشهر المقبلة.
مخطط كبير
تؤكد قوى سياسية أن مخططاً كبيراً تعمل عليه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني داخل العراق في الوقت الحالي، وستوسع نطاقه تدريجياً في حال عدم التدخل بقوة لإحباطه.
وبهذا الصدد، أكد النائب السابق فوزي أكرم ترزي، أن الأحداث الأمنية التي تشهدها محافظة كركوك منذ أيام تندرج ضمن مخطط أمريكي صهيوني كبير لتقسيم العراق.
وقال ترزي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك مخططا كبيرا لزعزعة استقرار العراق وخاصة المناطق المتنازع عليها في الشمال، ولطالما حذرنا منه في السابق، وبعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها محافظة كركوك أصبحت الحاجة ماسة إلى تفعيل الجهد الاستخباري على أعلى المستويات وتوعية الشباب والمجتمع بصورة عامة حول خطورة ما يحدث ويحاك ضد العراق"، مشدداً على "ضرورة اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لحفظ أمن البلاد".
وأضاف، إن "المؤامرة هي صهيونية أمريكية لتقسيم العراق بعدما تم استهداف غزة ولبنان بعنف شديد وغايتها الهيمنة على المنطقة وشعوبها وخيراتها"، مبيناً أن "الوضع في العراق خطير وحساس ويتطلب يقظة وتدخل أمني حازم".
تركيا أيضا
لا يقتصر التهديد على المخططات الصهيونية والأمريكية، فتركيا لديها أيضاً ما يضر العراق سواءً على مستوى الاقتصاد أو الأمن.
وبهذا الصدد، أكد السياسي المستقل عائد الهلالي، أن دخول القوات التركية إلى مناطق سيطرة قوات "قسد" في المناطق السورية المحاذية للعراق، سيؤدي لحمام دم ويضر الأمن والاقتصاد العراقي.
وقال الهلالي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "تركيا ربما تعتبر نفسها الرابح الأكبر في معركة إسقاط سوريا، وتفكر بامدادات الغاز التي سوف تأتي إليها من قطر، وتتوقع أن قسد ستمنع إمداد الغاز إليها مثلما فعل بشار الأسد سابقاً، وهذه عقدة تركية، لكن أنقرة وقعت في فخ ومستنقع لن تخرج منه إلا بهزيمة كبرى جداً على اعتبار أن الاقتصاد التركي أساساً يعاني من حالة من الوهن".
وأضاف، إن "الضوء الأخضر الذي جاء من الصهاينة لأردوغان بالدخول لسوريا هو فخ كبير وعلى هذا الأساس نحن نترقب في الساعات القادمة إن دخلت تركيا إلى الأراضي السورية فسيكون هناك حمام دم"، لافتاً إلى أنه "بالنسبة للعراق هناك كتلة بشرية كبيرة جداً تتجاوز 5 ملايين نسمة وهي لا سبيل لها إلا بالتوجه للعراق، حيث أنها تتقاطع مع الداخل السوري المعادي لقسد".
وأشار الهلالي إلى أن "الملاذ الوحيد لسكان مناطق قسد سوف يكون العراق وإقليم كردستان وهذا سيشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد العراقي الذي يتعافى بشكل بطيء جداً وكذلك على الأمن"، مشدداً على "أهمية تدخل المجتمع الدولي للضغط على تركيا حتى لا تدخل إلى سوريا عسكرياً".
بالمقابل، دعت عضو مجلس النواب، ابتسام الهلالي، الحكومة إلى الإسراع بإخراج القوات التركية من شمال العراق.
وقالت الهلالي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "وجود القوات التركي داخل الأراضي تهديد واضح وصريح لسيادة العراق"، مؤكدة ان "الاحتلال التركي يستهدف المدنيين والأطفال الأبرياء دون اي مسوغ قانوني".
وأضافت، إن "تركيا تتذرع بملاحقة عناصر ( pkk ) لتوسيع نطاق احتلال مزيد من الاراضي العراقية"، مشددة على "ضرورة الإسراع بإخراج القوات التركية من شمال البلاد".
ولفتت الهلالي إلى أن "وجود هذه القوات انتهاك واضح لسيادة البلاد وأمنه الداخلي ولمواثيق الأمم المتحدة ".