أُسرة "مهدي وگاع الراوي" أبرز المتضررين.. قصف الجرف والقائم وزيف "الدقة" الأميركية.. ضحايا مدنيون بغارات "عشوائية".. إليك ما حدث في حي السكك فجر اليوم
انفوبلس/ تقارير
لم يكن القصف الأميركي على المقار الأمنية للحشد الشعبي في القائم، دقيقاً بالمعنى الذي ادَّعته واشنطن، فالهمجية كانت حاضرةً فيه بعد أن تسبب بوقوع العديد من الضحايا في صفوف المدنيين، أبرزهم عائلة (مهدي وكاع الراوي) في حي السكك، فضلا عن تضرر آخرين مع منازلهم وسياراتهم نتيجة عشوائية القصف الذي تسبب بمعاناة حقيقية للأهالي سلّطت عليها انفوبلس الضوء في سياق التقرير.
*قصف أميركي همجي
فجر اليوم الأربعاء، شنَّ الطيران الأميركي قصفا همجيا طال مقار أمنية للحشد الشعبي في جرف النصر والقائم ما تسبب باستشهاد منتسب أمني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة بينهم مدنيون تعرضوا للدمار مع منازلهم نتيجة عشوائية القصف.
ورغم أن القيادة المركزية الأميركية قالت إن القصف طال فقط مقار أمنية لفصائل عراقية، إلا أن المشاهد الموثقة تظهر عكس ذلك، بعد أن أظهرت إصابة وتضرر العديد من المواطنين الساكنين في تلك المناطق لاسيما في حي السكك بقضاء القائم.
*عائلة مهدي وكاع الراوي أبرز الضحايا
بعد القصف الأميركي العشوائي، أظهرت مشاهد مصورة تضرر العديد من المباني فضلا عن إصابات لحقت بصفوف المدنيين في القائم، وهذا ما تعارض مع رواية واشنطن التي دائما ما تقول إنها لا تستهدف المدنيين.
وبحسب الصحفي الانباري أزهر شلال، فإن عائلة مهدي وكاع الراوي تعرضت للإصابة جرّاء القصف على حي السكك في القائم.
ويؤكد شلال، أن العائلة مكونة من أربعة أشخاص (أطفال ونساء) ويرقدون حاليا في مستشفى القائم.
*معاناة حقيقية
ووفق مدونين، فإن المدنيين تعرضوا إلى معاناة كبيرة بعد القصف الأميركي الذي طال منطقة حي السكك في القائم، حيث تدمرت منازل العديد منهم وحُرِقت سيارات بعضهم، فضلا عن إصابات كبيرة لحقت بهم ما جعلهم يتوافدون إلى مستشفى القائم بشكل كبير ومتواصل.
من جانبها، تؤكد مصادر محلية، أن العديد من المواطنين هجروا منازلهم بسبب القصف المتكرر للقوات الأميركية على المقار الأمنية، مؤكدين أن تلك المقار ليست داخل الأحياء السكنية لكن شدة الصواريخ المستخدمة من قبل أميركا تجعل آثارها يمتد لكيلومترات عديدة.
*ماذا حدث في حي السكك؟
أما حي السكك، فقد شهد معاناة حقيقية جسّدت الوحشية الأميركية بعد أن تم الإعلان عن إصابة العديد من المدنيين الساكنين فيه إصابات بليغة نتيجة القصف العشوائي للطائرات الأميركية.
ويؤكد شهود عيان، أن ضربة الفجر على مقار الحشد تسببت بفزع لدى العوائل لاسيما وأن الصواريخ المستخدمة شديدة لدرجة يُسمع صوتها على بعد كيلومترات عديدة، مؤكدين أن القصف تسبب بتضرر العديد من المنازل وحرق العديد من السيارات فضلا عن إصابة عدد من المدنيين وهم نائمين في منازلهم.
*كذب أميركي صريح
وفق مراقبين للشأن الأمني، فإن الغارات الأخيرة في القائم وجرف النصر كشفت الزيف الأميركي بعدم استهداف المدنيين وكذبهم الصريح بدقة هجماتهم التي دائما ما يقع ضحاياها من الأبرياء.
ويؤكد هؤلاء، أن أميركا كذبت بشكل صريح عندما قالت إن الجنود المتبقين في العراقي هم مستشارون فقط، كون الواقع يقول إن هناك عناصر استخباراتية وعسكرية داخل الأراضي العراقية تمد واشنطن بالمعلومات عن كل ما يتعلق بالقوات الأمنية والحشد الشعبي.
وشدد المراقبون، على ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق بمختلف مسمياتها وتطبيق قرار البرلمان القاضي بذلك، وفي حال عدم تحقيق ذلك فستكون هناك ضربات جديدة ربما تكون أقوى من التي حدثت في الجرف والقائم.
*قصف عدواني
وعقب الهجوم، دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول، المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته ، فيما أكد أنه سيتم التعامل مع القصف الأميركي على أنه فعل عدواني.
وقال رسول في بيان ورد لشبكة انفوبلس، "في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق، تعود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في منطقتي جرف النصر والقائم".
وأضاف، "في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات، بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق، شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد أن هذه الأفعال تُرتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار، والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك". موضحاً، إن "هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة، ونتائج حرب الإبادة غير الأخلاقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني".
وذكر، "بينما سكتت القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، إزاء تلك الجرائم، نراها تنزلق إلى أفعال مُدانة وعدوانية غير مبررة على الأراضي والسيادة الوطنية العراقية"، داعياً "المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته".
وأكد، "سنتعامل مع هذه العمليات على أنها أفعال عدوانية، وسنتخذ كل ما يمليه علينا الواجب وما تحتمه المسؤولية، من أجل حفظ أرواح العراقيين وكرامتهم على أرض بلادنا الآمنة المستقرة، بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا".
*ركل الاتفاقيات والمواثيق الدولية
من جانبها، أدانت رئاسة مجلس النواب، الاعتداء الأمريكي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار.
وقالت الرئاسة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إنها "تدين الاعتداء الأمريكي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار"، معربةً عن استنكارها "الشديد لاستمرار التجاوز السافر على السيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".
وطالبت الحكومة بـ"الإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وبشكل كامل، والتي بات وجودها يهدد أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه"، لافتة الى أن "التهاون في تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية".
وأكدت، أن "سيادة العراق ودماء شعبه خط أحمر لا يمكن السماح بالتعدي عليهما".