أشباح غزو العراق تطارد أمريكا.. واشنطن تشكك في نتائج الحروب المستقبلية وفقدان للثقة في المؤسسات العسكرية
انفوبلس/..
ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية أفظع وأبشع الجرائم داخل العراق، إذ نفذت عمليات إجرامية بلا هوادة أوقعت ملايين الضحايا، ودمرت البنى التحتية. ومؤخراً سلط تقارير الأمريكية الضوء على تلك الجرائم وأشارت إلى أن "أشباح غزو العراق تطارد الولايات المتحدة".
*التفاصيل
أكد تقرير لصحيفة واشنطن اكزامينر الامريكية، اليوم السبت، أن غزوات الولايات للعراق وأفغانستان خلفت 4500 قتيل من الجيش الأمريكي في العراق و 2459 قتيلا في أفغانستان كما كلفت العمليات الحربية في العراق 815 مليار دولار مما دفع الأميركيين إلى التشكيك في نتائج الحروب العسكرية المستقبلية.
وذكر التقرير، أنه "غالباً ما تُثار أزمة الثقة العامة في المؤسسات الأميركية الأساسية فيما يتصل بوسائل الإعلام، ونظام العدالة، ونظام التعليم، وما شابه ذلك، ولكن الافتقار إلى الثقة في مؤسسات الحكومة التي تخوض الحرب ربما يكون الأكثر خطورة وأهمية على الإطلاق، والواقع أن السخرية فيما يتصل بالمشاركة العسكرية الأميركية من أي نوع أصبحت الآن منتشرة على نطاق واسع إلى الحد الذي يجعل من الصعب تصور الظروف التي قد توحد البلاد وراء جهد حربي ضروري".
وأضاف، أنه "خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لم يتم عمل الكثير من الطموحات المعلنة للصين لإعادة التوحيد مع تايوان في الأمد القريب بموجب سياسة الصين الواحدة، وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي وصف مرارًا وتكرارًا إعادة التوحيد مع تايوان بأنها "حتمية تاريخية"، يكثف تطوره العسكري بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة، فهو يريد أن يكون مستعدًا ليس فقط للاستيلاء على الدولة الجزيرة بالقوة، ولكن أيضًا لخوض صراع مباشر بنجاح مع الولايات المتحدة في القيام بذلك".
وأوضح التقرير، أن "السيطرة الصينية على تايوان من شأنها أن تجعل الصين القوة الاقتصادية المهيمنة في المنطقة الاقتصادية الأسرع نمواً والأكثر أهمية في العالم، بالإضافة إلى السيطرة على صناعة أشباه الموصلات المشهورة في تايوان، والتي من شأنها أن تعطي تكنولوجيتها العسكرية دفعة قوية، فإنهم سوف يتمتعون بنفوذ أكبر على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، مما يؤدي إلى إمالة ميزان القوى العالمي من خلال إضعاف الزعامة الاقتصادية العالمية للولايات المتحدة بشكل أكبر".
وتابع، أن "الانتصار الصيني من شأنه أيضًا أن يغير بشكل أساسي العلاقات الجيواستراتيجية التي تتمتع بها الولايات المتحدة حاليًا مع القوى الأخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومن المرجح أن تبرم كوريا الجنوبية واليابان والفلبين وحتى أستراليا صفقات مواتية مع الصين لتجنب تصورها بأنها معادية للقوة المهيمنة في المنطقة، ومن شأن آثار مثل هذا التعديل أن تمزق العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".
وأشار التقرير الى ان " السؤال الكبير هنا هو ما إذا كانت أشباح العراق وأفغانستان تجعل الأميركيين يخشون الحرب أكثر من خوفهم من العواقب الأسوأ المترتبة على البقاء في سلام؟".
*عراقيون يتحدثون عن الجرائم الامريكية
يقول الصحفي كاظم العذاري، لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إن "أمريكا احتلت العراق بذرائع واهية، بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل، والتي أثبتت التقارير الدولية والأمم المتحدة عدم وجودها، ولكن الهدف الأمريكي كان دخول العراق واحتلاله وتدميره".
وتابع: أن "أمريكا استخدمت في حربها أسلحة محرمة دوليا وتسببت بأضرار كثيرة للشعب العراقي في الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلا عن الأضرار النفسية، ولم تترك للشعب العراقي إلا الويلات والدمار".
وأشار العذاري إلى أن "القوات الأمريكية استخدمت العديد من الأساليب لتحطيم نفسية العراقيين، ومنها الاعتقالات وزج الناس في السجون، ومن أشهر تلك الأساليب ما حدث في سجني "أبو غريب" بضواحي بغداد، و"بوكا" بمحافظة البصرة من عمليات تعذيب بحق السجناء".
ويشير العذاري هنا إلى "صور نشرها جنود أمريكيون عام 2004 على الإنترنت في سجن "أبو غريب" سيء السمعة، تظهر الجنود وهم يسيئون معاملة المعتقلين العراقيين بما في ذلك إظهار المعتقلين عراة وبعضهم مكدس فوق بعض".
من جهته، قال الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أمير الساعدي لـ"شينخوا": إن "الولايات المتحدة أثبتت عبر التاريخ أنها لا تهتم بحقوق الإنسان كما تدعي، وقد استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضب في عام 1991 عندما انسحبت القوات العراقية من الكويت، واستخدمت أسلحة محرمة دوليا عندما احتلت العراق عام 2003".
وأضاف: أن "استخدام هذه الأسلحة أدى إلى مقتل العديد من العراقيين وإلحاق أضرار بالنظام الصحي، وتسبب في ظهور العديد من الولادات المشوهة، وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي لم تكن مألوفة في العراق قبل عام 2003" مشددا على أن "تأثير هذه الأسلحة سيبقى لمئات السنين".
وتابع الساعدي: "أمريكا انتهكت حقوق الإنسان في العراق وارتكب جنودها العديد من المجازر بحق العراقيين دون عقاب، مثل ما حدث فيما يسمى بمجزرة حديثة، وكذلك قصف مدينة الفلوجة بأسلحة محرمة دوليا".
ويرى الساعدي أن "الولايات المتحدة حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة"، وقال إن "أمريكا في البداية فسحت المجال لتنظيم "القاعدة" وفيما بعد جاءت بتنظيم "داعش" وهو تنظيم متخلف قام بتدمير الثقافة والآثار ودمر كل شيء حتى المواقع الأثرية والتراث العراقي"، لافتا إلى أن "جذور هذا الإرهاب لم تنته حتى الآن، ولا تزال جذوره منتشرة في أكثر من مكان".
وقال حمزة الوراق، صاحب مكتبة في شارع المتنبي وسط بغداد لـ"شينخوا" إن القوات الأمريكية ارتكبت الكثير من الجرائم بحق العراقيين، بما في ذلك اغتصاب فتاة قبل قتلها هي وأفراد أسرتها في بلدة المحمودية بجنوب بغداد".
وقالت المهندسة العراقية عائدة عبد الكريم: "أكثر من مليون عراقي ما بين امرأة ورجل وطفل ذهبوا ضحايا بسبب الاحتلال الأمريكي الذي جاء لتدمير العراق".
وأشارت إلى أن "أمريكا استخدمت اليورانيوم المنضبوالأسلحة الفتاكة بشكل كثيف، وخصوصا في مدن جنوب العراق".
ووفقا للإحصاءات الرسمية العراقية، "قتل أكثر من 100 ألف مدني في العراق أثناء الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003"، ومع ذلك فإن العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا بسبب الأعمال العسكرية غير معروف، ولكنه في الغالب أعلى من ذلك بكثير.
وخلفت الحرب نحو 5 ملايين يتيم من الأطفال في العراق، أي حوالي 5% من إجمالي الأيتام في العالم، وفقا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.