أمريكا تماطل وترفض الانسحاب من العراق وتُحيي داعش في سوريا لتحقيق نفوذها
دعوة لـ"جهاد سياسي"
أمريكا تماطل وترفض الانسحاب من العراق وتُحيي داعش في سوريا لتحقيق نفوذها
انفوبلس/..
في ظل التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط،تستمر الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري في العراق وسوريا،متجاهلة الاتفاقات التي أبرمتها مع الحكومة العراقية بشأن الانسحاب، ومثيرةً شكوكاً حول دورها في تسهيل عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي.
القوى السياسية العراقية ترى في هذا الوجود العسكري تهديداً للسيادة العراقية، وتدعو إلى مقاومة سياسية وعسكرية لطرد القوات الأمريكية، محذرة من تداعيات استمرار الاحتلال. وفي الوقت ذاته، تتكشف أدلة على دور أمريكي في تسهيل سيطرة داعش على مواقع عسكرية في سوريا، مما يزيد من حدة المخاطر الأمنية في العراق ويثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لواشنطن في المنطقة.
*جهاد سياسي
وفي هذا الصدد، دعت منظمة بدر، إلى "جهاد سياسي" لإخراج القوات الأمريكية من العراق والاستعانة بدول صديقة كالصين وروسيا للضغط بهذا الاتجاه، محذرة من أن أي قرار باستمرار الاحتلال بعد انتهاء المدة المحددة للانسحاب سيواجه بمقاومة عسكرية.
ويقول القيادي في المنظمة محمد البياتي، إن "الولايات المتحدة تعترف بشكل يومي أنها محتلة، وإخراج قواتها من العراق يحتاج إلى ضغط ومقاومة لهذا الاحتلال، فليس هناك عراقي شريف يقبل باستمراره منذ 23 عاماً رغم أن البرلمان دعا لإخراجه". مبيناً، إن "الأمر يحتاج إلى جهاد سياسي وعسكري وضغط من الدول الصديقة مثل الصين وروسيا".
ويضيف، إن "أمريكا سبب كل مآسينا وما نعاني منه، وإذا كان هناك قرار أمريكي بعدم الخروج من العراق فإنها ستُحرج نفسها وتُحرج الحكومة العراقية أمام فصائل المقاومة التي تعتبر هذا الموضوع خطاً أحمر وليست محلاً للتفاهم". مبيناً، إن "الاحتلال الأمريكي سيواجه عمليات عسكرية إذا استمر في البقاء على الأراضي العراقية، وبقاؤه ليس فيه مصلحة لأمريكا أو العراق ودول الجوار".
*تعزيز النفوذ
في الأثناء، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في المنطقة عبر تسهيل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مواقع عسكرية في سوريا، ما يزيد من حدة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العراق.
ويؤكد القيادي في الإطار التنسيقي، جبار عودة، أن القوات الأمريكية في سوريا سهّلت لتنظيم داعش السيطرة على أكثر من 18 موقعًا عسكريًا تابعًا للجيش السوري، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذ واشنطن في المنطقة.
ويوضح عودة، أن "الهدف الأمريكي في سوريا ليس القضاء على داعش، بل إبقاؤه كأداة لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية". مشيرا إلى، أن "الولايات المتحدة تستخدم التنظيم كذريعة لتوسيع وجودها العسكري في سوريا والسيطرة على مزيد من الموارد الطبيعية".
ويلفت إلى، أن "القوات الأمريكية سهّلت لداعش السيطرة على هذه المواقع العسكرية بعد أحداث 8 كانون الأول الماضي، وهو ما يبرز عدم رغبة واشنطن في إنهاء التنظيم الإرهابي". مؤكدا، أن "هذه القوات تتجنب الاشتباك مع داعش رغم انتشاره الواسع في البادية السورية، ولا تستهدف مقراته بالقصف،مما يثير تساؤلات حول دور واشنطن الخفي في تعزيز وجود التنظيم في هذه المناطق".
ويشير إلى أن "الولايات المتحدة تترك داعش ليتوسع في مناطق معينة في سوريا، حيث يتم تمويله ودعمه من قبل دوائر المخابرات الأمريكية، مستخدمةً التنظيم كذريعة لاستهداف البنية التحتية للمدن السورية وتدميرها تحت ادعاء محاربة داعش، بينما تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة".
ويبين، أن "داعش يحصل على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات من مخازن الجيش السوري في المناطق التي يسيطر عليها، مما يعزز قدراته العسكرية ويوسع نطاق تهديده".
وعمل داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة على الانتشار من جديد في مناطقسوريا عديدة وخاصة في البادية المحاذية للعراق، الأمر الذي يثير قلقاً دولياً منعودة نشاطه بشكل أكبر مستفيداً من سيطرة الجماعات الإرهابية على سوريا والتي كان بعضها جزءاً منه.
*مماطلة
من جهته، عدَّ عضو الحراك القانوني الشعبي أحمد شهيد الشمري، اليوم الخميس ، أن أمريكا تماطل بملف الانسحاب الأمريكي من العراق.
وقال الشمري، إن "أمريكا تماطل وغير جادة في الانسحاب من العراق،وتحاول تعزيز تواجدها العسكري في العراق".
وأضاف، إن "أمريكا خلال الأشهر الماضية أرسلت مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن الانسحاب الأمريكي من العراق مجرد حديث إعلامي لا يرقى لمستوى التطبيق الفعلي".
وتابع، إن "الجانب الأمريكي يماطل في عملية القبول بجدولة إخراج قواته من العراق".