اختفى وعُثر على سيارته محترقة.. القيادي بتيار الحكمة في ميسان الشيخ محمد الذهيباوي مختفٍ لغاية الآن.. هل لخلافات الحكمة مع التيار الصدري علاقة بالقضية؟
انفوبلس..
أفاد مصدر أمني بمحافظة ميسان، أمس الجمعة، باختطاف قيادي بارز في تيار الحكمة الوطني الذي يتزعمه السيد عمار الحكيم، وعُثر على سيارته محترقة على طريق نائي دون معرفة مصيره حتى الآن، في وقتٍ تشهد فيه المحافظة أوضاعاً أمنية سيئة، ويشهد فيه تيار الحكمة خلافات سياسية كبيرة سبقت الانتخابات الأخيرة واستمرت لما بعدها خصوصاً مع التيار الصدري.
وقال المصدر، إن "القوات الأمنية تلقت بلاغاً باختطاف الشيخ محمد الذهيباوي الذي يشغل منصب مسؤول القاطع الشمالي في تيار الحكمة الوطني في محافظة ميسان".
وبين، إن "التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى العثور على عجلة الشيخ الذهيباوي محروقة بالكامل ومتروكة في منطقة نهر سعد جنوبي مركز محافظة ميسان".
وأعلنت عائلة الذهيباوي في قضاء علي الشرقي، فقدان الشيخ محمد هادي الذهيباوي، وبحسب شاهد عيان، فإن السيارة عُثر عليها محترقةً بالكامل في منطقة قرب نهر السعد، تبعد عن مسكن الشيخ بحوالي 45 كم.
وأضاف: يبدو أن الشيخ تعرض للخطف، ولا توجد أي وسيلة أو دليل يوصلنا إليه فهاتفه مغلق، ولا نستبعد أنه قد قُتل أثناء عملية الخطف، رغم عدم العثور على جثة له.
شرطة ميسان لم تفصح حتى الآن عن أي تفاصيل حول الحادث، أو ما هو مصير الشيخ المخطوف.
أوضاع المحافظة الأمنية
وتشهد محافظة ميسان، أوضاعا أمنية غير مستقرة وازديادا بحالات الخطف والقتل، الأمر الذي يرى مراقبون أنه يستوجب على الحكومة اتخاذ خطوات جدية في السيطرة على الملف الأمني في المحافظة.
وفي وقت سابق، حذر عضو مجلس النواب رائد المالكي من تداعيات مجتمعية وأمنية في حال ازدياد مؤشر ارتكاب الجرائم في محافظة ميسان.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي، إن "ازدياد معدل ومؤشر ارتكاب الجرائم في المحافظة بشكل خطير يحذر من تداعيات أمنية ومجتمعية في محافظة ميسان".
وأضاف، إننا "ندعو الحكومة الاتحادية والمحلية الى تحمل مسؤولية إيقاف التدهور الأمني ونزع السلاح في ميسان"، وحذر "من تداعيات مجتمعية وأمنية إذا بقي الحال على ما عليه في المحافظة".
وقبل نحو 5 أشهر، أفاد مصدر أمني مسؤول بحدوث توتر أمني في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان على خلفية مقتل شيخ عشيرة.
وأبلغ المصدر بأن مسلحين تبادلوا إطلاق النار من ليلة أمس حتى ساعات الصباح الأولى في المدينة، مضيفاً أن قطعات الجيش والشرطة انتشرت بحثا عن متهمين بإثارة النزاعات وتحاول فض الاحتقان الحاصل هناك.
وكان مصدر أمني، قد أفاد بأن "نزاعا عشائريا اندلع، أمس، في منطقة الماجدية، وسط مدينة العمارة، ما أدى الى مقتل شيخ عشيرة المواجد عبد السادة الماجدي وهو أيضا يعمل مشرفا تربوياً"، مبينا أن "الوضع قد يتفاقم للأسوأ خصوصاً بعد مقتل الشيخ".
جريمة قتل في المنطقة نفسها
وقبل يومين، أعلنت شرطة محافظة ميسان الإطاحة بمتهمين اثنين، أقدما على قتل منتسب في الأجهزة الأمنية في ناحية علي الشرقي شمال محافظة ميسان.
وقال قائد شرطة محافظة ميسان اللواء لي حسن المياحي، في بيان إنه "بناءً على عمليات التعقب والمتابعة الدقيقة والرجوع إلى كاميرات المراقبة من قبل فريق العمل المشكل، الذي ترأسه مدير قسم مكافحة إجرام ميسان، وبعد تحديد أماكن تواجد المتهمين وتحركاتهما والمراقبة على مدى أكثر من أسبوعين كون هذه الجريمة تُعد من الجرائم الغامضة، وبناءً على استحصال الموافقات القضائية، شرعت قوة من القسم المذكور بعملية أمنية استخبارية، تم من خلالها التوصل الى المتهمين، حيث اعترفا بتنفيذ جريمتهما لوجود خلافات ومشاكل شخصية مع الضحية".
وأضاف، إنه "تم تصديق اعترافاتهما بدائياً وقضائيا وإجراء كشف الدلالة الذي جاء مطابقاً لأقوالهما".
خلافات تيار الحكمة
وفي الآونة الأخيرة تردد اسم تيار الحكمة كثيراً في وسائل الإعلام وخصوصاً قبل الانتخابات المحلية الأخيرة بسبب تعرض مقاره للهجوم من قبل أتباع التيار الصدري بسبب خلافات سياسية بين التيارين.
وأقدم العشرات من أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، في السادس من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على اقتحام مقر تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وإزالة وتمزيق صور مرشحي التيار.
وأظهر فيديو متداول قيام مجاميع من الأشخاص بأعمال شغب وتخريب طالت مقر تيار الحكمة بعد اقتحامه في حي "جميلة" بمدينة الصدر شرقي العاصمة، وذلك احتجاجا على منشور متداول منسوب إلى عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة "بليغ أبو كلل".
وتبرأ "أبو كلل" من ذلك المنشور الذي يهاجم التيار الصدري لمقاطعتهم الانتخابات المحلية في العراق، ويتهمهم بالانقلاب على الشيعة ومحاولة جعلهم أقلية، ويصفهم بالخوارج الذي قاتلوا الإمام علي بن أبي طالب ابن عم نبي الإسلام محمد بن عبدالله وصهره الخليفة الأول لدى الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين لدى السنة.
وكتب "أبو كلل" في منشور على منصة "إكس - تويتر سابقاً" وصف فيه المنشور المنسوب إليه سابقا بأنه "مزيف".
وكتب عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة على الموقع ذاته، إن "القضية كالتالي: يزورون تغريدة وكلاما معيّنا، ثم يسبون ويشتمون، ثم يهجمون ليحرقوا او يثيروا الفوضى".
وأردف بالقول "بمعنى أنهم لا يستطيعون العيش دون فوضى لذلك يختلقون أسبابها، يكتبون ضد أنفسهم بحسابات غيرهم، يهجمون على مقرات غيرهم لأنهم زوّروا تغريدة!".
وأضاف أبو كلل، إن "كل هذا حتى يعطّلوا الانتخابات. (صدك چذب، مو ألف مشروع جربتوه بهذي الطريقة وما نجح) .. ترى حتى البرلمان أخذتوه بالفوضى والعنف، وآخر شي الأمور رجعت طبيعية، فلا تراهنون على مشروع جديد وهو من الأساس خاسر لأن وسيلته غير شرعية".
بدوره أكد مصدر أمني أن "مجاميع تحمل صور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أقدمت على تمزيق صور عدد من المرشحين وإحراقها وإغلاق أحد المقار التابع لتيار الحكمة فجر اليوم ضمن منطقة جميلة، والطالبية والشعب، في بغداد".
وتظهر فيديوهات تم تداولها على تطبيقات برامج وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قيام أنصار التيار الصدري بإلقاء هتافات وشعارات تمجد بزعيمهم مقتدى الصدر الذي قرر مقاطعة انتخابات مجالس المحافظة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا، يوم الإثنين الـ13 من شهر تشرين الثاني الماضي، أنصاره الى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه سيقلل من شرعيتها خارجياً وداخلياً.
وقال الصدر في رده على سؤال من أنصاره حول المشاركة في الانتخابات، إن "مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا ... ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب حماه الله تعالى من كل سوء ومن كل فاسد وظالم".
ومنذ أن أطلق الصدر تلك الدعوة لم تشهد المناطق التي يقطنها الغالبية من أنصار التيار الصدري في مناطق وسط وجنوب العراق الترويج للحملات الانتخابية، بل تعرضت دعايات وصور المرشحين في تلك المناطق الى الإزالة والتخريب وكأنها غير معنية بيوم الاقتراع العام والخاص.
الحكمة عازم على تغيير المحافظ الصدري
بلقاء متلفز عُرض في الثالث من الشهر الجاري، قال عضو في تيار الحكمة إنه لا يوجد خلاف شخصي بين قيادات الإطار التنسيقي والمحافظين الذين فازوا بأغلبية في انتخابات المجالس الأخيرة، لكن عموم الجمهور في جنوب البلاد منح صوته لقوى الإطار، وهذا يعني مسؤولية شعبية تتطلب تغيير "جميع المحافظين".
وأضاف: لم يصدر أي بيان رسمي من الإطار بخصوص اجتماع الإطار لكنني أعتقد أنه سيمضي باتجاه تغيير جميع المحافظين في الفترة المقبلة، نتحدث الآن عن عملية ديمقراطية، فكيف يمكن الإبقاء على محافظ إذا لم يكن يحظى بدعم المجلس أو على الأقل النصف +1؟
وتابع: أغلب المحافظات الموجودة على مستوى بغداد والجنوب هي من حصة الإطار، والأمر واضح المعالم، والإطار يتحمل المسؤولية الآن أمام الشارع العراقي.
وأكد، إن الإطار عازم على تغيير جميع المحافظين بمن فيهم محافظو ميسان والنجف (صدريون)، فالإطار يتحمل اليوم المسؤولية أمام الشعب العراقي، والحكومة التي ستأتي في مجالس المحافظات هي حكومة الإطار، وإذا كان الأداء غير متناسب فهو يحسب على الإطار، كما أن الإخوة الصدريين يقولون إنهم منسحبون من كل هذه التفاصيل، فبالتالي هم تنازلوا عن 73 مقعداً، ولا أعتقد بأنهم سيبادرون بطلب للحصول على منصب المحافظ.