اشتباكات متكررة بين ميليشيات إيرانية معارضة في السليمانية.. "حدكا" يفرض طوقاً على مناطقه
انفوبلس/..
نزاع مسلح نشب بين جماعتين كرديتين انفصاليتين، تنشطان في ضواحي محافظة السليمانية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، فيما لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها خاصة بعد تشديد الحراسة على الحدود الرابطة بين العراق وإيران لوقف عمليات التهريب.
وتتخذ الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة من مناطق إقليم كردستان مقراً لها، وبالتحديد مناطق بنجوين، كويسنجق، رانيا، رابرين، وأغلب تلك المناطق تقع في السليمانية وأربيل.
*اشتباكات الكادحين
شهد إقليم كردستان العراق، يوم الخميس 22 حزيران/ يونيو 2023، اندلاع اشتباكات مسلحة بين جمعية كادحي كردستان وجمعية كادحي كردستان الثورية المعارضتين للنظام الإيراني، أدت الى مقتل اثنين وإصابة اثنين آخرين من الطرفين، وذلك في محافظة السليمانية.
الاشتباكات التي اندلعت في منطقة زرگويز قرب السليمانية أدت الى مقتل 2 من مقاتلي جمعية كادحي كردستان، التي قالت وسائل إعلام تابعة لها أن "كل من مقاتلي البيشمركة سامان إبراهيمي وهيوا صادقي قُتِلا إثر هجوم لمقاتلي الجمعية الثورية لكادحي كردستان ايران، فيما أُصيب مقاتل ثالث يُدعى كاوة رحيمي بجروح بليغة".
*مهاجمة مراكز ومخيمات
كما أفادت جمعية كادحي كردستان، بمقتل عنصرين من قوات البيشمركة التابعة لها في هجوم شنّه مقاتلون من جمعية الكادحين الثوري الكردي الإيراني في محافظة السليمانية.
وقالت اللجنة المركزية لجمعية كادحي كردستان في بيان، إن جمعية الكادحين الثورية هاجمت مراكز تدريب ومخيمات وأطلقت النار على قوات البيشمركة بواسطة القنص وللأسف، ولغاية الآن، قُتِل اثنان من قوات البيشمركة من جمعية كادحي كردستان، وهما سامان إبراهيمي وهيوا صادقي".
وأضافت اللجنة في بيانها "قد بذلنا قُصارى جهدنا لعدم وقوع هذه الحادثة، ولكن أولئك ولتعويض فشلهم لا يتوانون عن ارتكاب أي فعل وجريمة".
*"حدكا" يفرض طوقاً على مناطقه
وجاءت هذه الاشتباكات بعد يوم واحد على إعلان الانفصال بين الحركتين، إثر وحدة بينهما استمرت لنحو 7 أشهر، في ظل تأكيد مصادر كردية أخرى أن جماعة "حدكا" (أي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني) منعت في الأسابيع الأخيرة الدخول إلى مناطق انتشارها وفرضت إجراءات مشددة خشية مما تسميه "العملاء الذين يعملون لصالح طهران استخبارياً".
وسبق أن وجّهت طهران في مرات عديدة اتهامات لحكومة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، بدعم الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة لإيران، واحتضانها وتقديم المساعدة لها، كي تقوم هذه الأحزاب بعمليات مسلحة في الداخل الإيراني. وعلى الرغم من الأهداف المشتركة لهذه الحركات، لكنها تتبادل الاتهامات فيما بينها، وأبرزها "العمالة والتآمر".
وكشف عضو بارز في حركة "كادحي كردستان"، أن أحزاب المعارضة الكردية لطهران كانت قد اتفقت مطلع العام الحالي على "توحيد صفوفها في سبيل بلوغ الأهداف المشتركة". لكنه أضاف أن "الخلافات القديمة تواصلت مع انعدام الثقة والاتهامات بخدمة جهاز اطلاعات الإيرانية (الاستخبارات)، ومصادر التمويل، إضافة إلى نجاح الإيرانيين في اختراق جماعات معروفة جعل من إمكانية الانكشاف على بعضها خطراً".
واعتبر أن "العمل المشترك لهذه الأحزاب أدى إلى مقتل العديد من المقاتلين في الأجنحة المسلحة لهذه الأحزاب والحركات على يد الإيرانيين أخيراً، وهذا كان أحد أسباب الاشتباكات المسلحة الأخيرة".
*المخابرات الإيرانية تخترق المعارضة
من جهته، ربط السياسي الكردي الإيراني المعارض فرج كمال الدين تصاعد الخلافات بين الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة باختراقها من قبل المخابرات الإيرانية.
ولفت كمال الدين إلى أن "الضغط الإيراني باعتقال قيادات مهمة في الداخل الإيراني من قبل الأجهزة الأمنية، أدى إلى نيل اعترافات مهمة، جعلت الشقاق يتزايد بين الأحزاب المعارضة في كردستان العراق".
وأشار إلى أن "الضغط الإيراني على الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، أدى في النهاية إلى ضغط باتجاه آخر تمارسه الأحزاب الكردية، وتحديداً الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني على الأحزاب الإيرانية المعارضة، ولم يعد نشاطها مثل ذي قبل بحرية تامة، وأصبحت هناك مراقبة على تحركاتها".
*علاقة الأحزاب الكردية العراقية
بدوره، رأى الباحث الكردي ريبين خالد أن "أغلب الأحزاب والحركات الكردية الإيرانية تموّل نفسها من المساعدات التي تحصل عليها من الأحزاب الكردية العراقية، فضلاً عن التهريب الذي تقوم في الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا، ونتيجة لتشديد الإجراءات الأمنية في هذا الشريط، فإن التمويل قد ضعف بشكل كبير، وصار الخلاف واضحاً".
وبيّن، أن "إيران بدأت تخترق حزب كومله، باعتباره أضعف من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وبالأساس هناك خلافات داخله، وهذا ما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة في إقليم كردستان"، مضيفاً: "الاشتباكات التي وقعت مؤخراً لن تكون الأخيرة".
*اتفاق ضبط الحدود
أعلنت الحكومة العراقية في 19 مارس/ آذار الماضي، توقيع محضر تعاون وتنسيق أمني مع إيران، وذلك خلال زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد، على رأس وفد حكومي إيراني، بحث فيها جملة من الملفات المشتركة بين البلدين.
وبحسب البيان العراقي الرسمي الذي صدر عقب اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وشمخاني في المنطقة الخضراء وسط بغداد، فإن اللقاء شهد التباحث "في الأوضاع الأمنية والسياسية".
وكان من المقرر أن يقوم رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني بزيارة إلى بغداد للقاء شمخاني، والتباحث في جملة من الملفات، من بينها تأمين الشريط الحدودي مع إيران من جهة إقليم كردستان، فضلاً عن إنهاء وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة داخل الإقليم، إلا أن الزيارة لم تحصل.
وتواجد وفد إيراني في إقليم كردستان في 20 تموز 2022، وأجرى سلسلة من اللقاءات في السليمانية ومن ثم توجه إلى أربيل، للتأكيد على التزام إقليم كردستان بمخرجات اجتماع 29 أيار 2022 بشأن مصير الأحزاب الكردية المعارضة لإيران والمتواجدة في الإقليم.
وتشير المعلومات، إلى أن "إيران طلبت خلال الاجتماع الذي عُقِد في 29 من أيار 2022 من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، نزع سلاح الأحزاب الانفصالية المعارضة التي تتمركز داخل أراضي الإقليم، وتوطينهم في معسكرَيْن للأمم المتحدة في أربيل والسليمانية، أو طردهم من أراضي إقليم كردستان والعراق.
وتتهم السلطات الإيرانية الأحزاب الكردية المعارضة بأنها تدعم التمرد في إيران، كما تُرسل الأسلحة والعتاد إلى داخل الأراضي الإيرانية. وتتهم طهران حكومة إقليم كردستان، تحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني، بدعم الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة.